عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2008, 09:04 PM   #8
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

اقتباس :
ما اوردته نبذة بسيطة من حياة العارف بالله السيد عبدالرحيم البرعي

كنا نأمل أن تسلط الضور على قصائده اكثر

الأخ صالح العمودي ( المنصب )

عاش عبد الرحيم البرعي في نهايات القرن الثامن وبداية القرن التاسع في منطقة بغرب اليمن يقال لها النيابتين في مديرية برع وهي منطقة جبلية في الشمال الغربي من مدينة الشرق وفي الجنوب الشرقي من مدينة باجل وكانت له طريقة صوفية قادرية وشيخه الشيخ عمر العرابي الذي ينتهي سند سلسلته إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني ، وكانت الطريقة القادرية تكاد تكون هي الوحيدة في اليمن آنذاك حتى دخلت الطريقة الشاذلية عن طريق الشيخ علي بن عمر الشاذلي نزيل المخا في القرن الثامن الهجري .

وجلي من واقع قراءة ديوان البرعي أنه كان صوفيا غارقا في حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما كان محبّا للأولياء والمشايخ من أهل زمانه معتقدا فيهم ومعظما لجنابهم ويرى أنهم إمتداد للنور النبوي والوارثين عنه علو م الشريعة والحقيقة .

حصل البرعي على نصيب كبير من العلم ولعله قد درس في الأربطة الصوفية التي كانت متناثرة في تهامه وحراز وبرع في ذاك الزمان ويندر أن تجد في ديوانه خطأ نحويا ويشهد لذلك قوله :

كلام بلا نحو طعام بلاملح = ونحو بلا شعر ظلام بلا صبح

لا توجد حلقات ذكر أو مديح في أغلب بلدان العالم الإسلامي إلآ وفيها للبرعي وقصائده حضور لا ينكر ، ومن شدة ما كتب الله له من المحبة في قلوب الخلق أن أهل كل بلاد ينسبون البرعي إليهم ، فأهل المغرب يظنونه مغربيا ، وأهل السودان لا يشكون في سودانيته ، وأهل الحجاز يزعمون أنه منهم ، ونسجت حوله الحكايات حتى شط بعضهم فزعموا أنه مقبور بين مكة والمدينة في مكان يقال له خيف البرعي وأن قبره يزحف كل يوم بمقدار خطوة إلى المدينة حتى إذا وصل القبر إليها قامت الساعة ، ولا يخفى ما في هذه الحكاية من خيال مفرط إلا أن الحق الذي يسكن إليه ماجزم به الباحث المحقق عبدالعزيز سلطان أن البرعي مدفون في قرية النيابتين من مديرية برع باليمن ... وقد يتساءل المرء عن سبب الكثرة في المدائح المصطفوية في ديوان البرعي ، والجواب أن السبب الذي حرك قلب البرعي شوقا جارفا لم ينطفىء حتى لقي وجه ربه هو شعور بذنب لا يكاد يغفر في مذهب المحبين ، ذنب لم يكن له فيه ناقة ولا جمل ... كان البرعي فقيرا ذا متربة ولم تتوفر له الإستطاعة لأداء فريضة الحج إلا مرة واحدة على قلة من المال وشظف العيش ولما وصل مكّة لم يتبق له من المال ما يكفيه لزيارة قبر الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقفل راجعا إلى اليمن ، وما كاد يحط الرحال حتى استشعر أنه بفعلته تلك قد جفى النبي إذ لم يزره فلم يغفر لنفسه وأندفع يمدح ويتذلل ويبكي ويئن عل الأيام تسعفه بزورة إلى الحبيب لكن الله لم يقدر له ذلك (1)

كان قبل حجته تلك يمدح النبي ويحن شوقا إلى زيارته :

كم يأمل الروضة الغراء في كرم = يرجو الزيارة والأقدار تحرمه

طيف الخيال من النيابتين (2) سرى = إلى الحجاز فوافى مضجعي سحرا

وما أن كتب الله له الحج حتى قدر عليه ألا يطفىء نار شوقه بزيارة الحبيب فعاد إلى بلاده ليملأ الدنيا ويشغل الناس ومما قاله :

حجوا وراحوا يزورون ابن آمنة = وعدت في الفرقة الجافين منتظرا
عسى لطائف ربي أن تبلغني = قبرا تقر بعيني رائه نظرا

يا أكرم الكرماء ياعلم الورى = شرفا وأمنع ذروة وجنابا
أنا عبدك الجاني حججت ولم أزر = ولئن عتبت فما أطيق عتابا
ولئن صفحت فشيمة = شملت على عبد أساء فتاب

فأعطف على عبد الرحيم برحمة = فلقد طغى وبغى وجار وأجرما
وجفاك إذ زار الرفاق ولم يزر = لا يستطيع يرد أمرا مبرما

يتبع ................



(1) حسبما أورده محقق ديوان البرعي
(2) النيابتين : بلاد عبد الرحيم البرعي في اليمن
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس