عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2009, 02:58 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

الإمامة في الشمال والسلاطين في الجنوب

بقلم/ د. كمال بن محمد البعداني


الإثنين 27 إبريل-نيسان 2009 11:32 ص



لكل شيء إذا ما تم نُقصــــانُ فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ من سرّه زمن ساءته أزمــــــــانُ


هذا هو لسان الحال هنا في اليمن ، فبعد أكثر من سبعة وأربعين سنة على قيام الثورة وتسعة عشر سنة على إعلان الوحدة اليمنية ، وبعد تضحيات جسيمة قدمها الشعب اليمني للتخلص من الإمامة في الشمال والإستعمار والحكم السلاطيني في الجنوب ، كان لهذا الشعب ما أراد ، ولكن وبفضل السياسة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة هاهي الإمامة تطل بقرونها وبشبحها المخيف من صعدة في شمال البلاد ، بل أنها وصلت قبل عام الى ضواحي العاصمة نفسها تحت شعار برّاق هو ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل .. )

وفي المقابل هاهي السلطنة الفضلية في جنوب البلاد تنبعث كطائر العنقاء من بين الرماد ومن تحت الأنقاض تحت مسمى الحراك الجنوبي ، ومما يؤسف له أن السلطة هي بلا فخر من أوصل الأمور الى هذا المستوى الخطير، صحيح أن هناك أطراف خارجية تريد تمزيق اليمن وتفتيته وصحيح أن هناك أموال هائلة يتم ضخها الى داخل البلد من أجل ذلك ، ولكن الأصح أيضاً أن السلطه هي التي سهلت لهذه الأطراف التدخل في اليمن نتيجة للسياسات العقيمة والتكتيك الغبي التي تنتهجه الدولة ، ونتيجة لغياب النظام والقانون ومبدأ الثواب والعقاب فقد استشرى الفساد في كل مفاصل الحكم وفي جميع مرافق الدولة حتى أني أعتقد جازماً أنه لو كان للفساد رائحة ما استطاع أحد أن يعيش في اليمن. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إننا عندما نقول أن السلطه قد ساهمت في كل ما يحدث فإننا بلا شك لم نجانب الحقيقة ، اليست هي التي دعمت جماعة الحوثي في بداية الأمر وفق حسابات ضيقة ونظرة قصيرة وبنصيحة من فاعل خير ؟ وحتى عندما أدركت خطورة هذه الجماعة وأنها قد أصبحت تشكل شبه إمارة في بعض مديريات صعدة وذو إرتباط خارجي واضح ، فإنها أرسلت حمله للحد من نفوذ هذه الجماعة وليس للقضاء عليها ومعلوم أنه وفي أكثر من مرة وعندما يكون الحوثيون على وشك الإستسلام تأتي التوجيهات العليا لقادة الجيش في صعدة بالتوقف ، الى هنا وكفى ... ( المخرج عايز كده ) ... تدفع السلطة مبلغ خمسين مليون ريال للحوثي عن طريق المحافظ السابق يحي الشامي للإحتفال بما أسموه عيد الغدير ثم تقوم بمنعه عن طريق

وسائل الإعلام باعتباره بدعه دخيله على المجتمع اليمني ، وطبعاً هذا يأتي عند السلطه من باب التكتيك ، وبفضل هذا التكتيك وصلنا الى الدوحة في قطر والتي وصفت الصحف الحكومية آنذاك كل من انتقد اتفاق الدوحة بأنه لا يفهم بالأمور ولا تهمه مصلحة البلد ، حتى أعلن رئيس الدولة نفسه قبل أسابيع بأن الحكومة اليمنية قد ارتكبت خطأً فادحاً بذهابها مع الحوثي الى الدوحة في قطر ، وهكذا استمر هذا التكتيك حتى أوصل هدير الدبابات ودوي المدافع الى ضواحي العاصمة ، بعدها يعلن رئيس الدولة فجأة وبطريقة تكتيكية أيضاً انتهاء الحرب في صعدة ( والى الأبد ) .... أنا في تصوري أن السلطة التي انتجت مسلسل الحوثي لحسابات خاصة ولم تشأ القضاء عليه في الحروب السابقة لحسابات خاصة أيضاً...... في تصوري إنها قد عجزت عن إخراج الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل لأن ( البطل في الحلقة الأخيره عندها يختلف عن البطل عند الحوثي ) ...

قصة السلطه مع الحوثي تذكرني بطرفه قرأتها ذات يوم مفادها أن شاباً كان يهوى المغامرة والطيران فوقع في يده كتاب اسمه ( الطريقة العملية لقيادة الطائرة ) فحمله واتجه مسرعاً الى كبينة الطائرة واستوى على مقعد القيادة ثم فتح الكتاب وقرأ طريقة الإقلاع وخطواتها وفعلاً حلق في السماء عالياً وشعر بالفرحة ، ولكنه عندما أراد الهبوط فتش في الكتاب عن الطريقة فوجد في نهاية الكتاب مكتوباً ( سيتم شرح طريقة الهبوط في الطبعة القادمة )...
هذا بالنسبة لما يحدث في شمال البلاد أما في جنوبها فلا يستطيع أحد أن ينكر فضل الوحدة بل وفضل السلطة نفسها على الشيخ طارق الفضلي التي خرجت عائلته السلطانية مع بقية السلاطين من جنوب البلاد عند الإستقلال عام 67م ،

وقد ظل حلم العودة الى الوطن يراود الفضلي وعائلته متذكرين أيام السلطان والجاه والعبيد وغيرها من مظاهر السلطنة ، ولكن ظل هذا حلماً فقط حتى أطل عليهم فجر الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 90م فأصبح هذا الحلم حقيقة، نعم في يوم الوحدة والذي ينادي الشيخ طارق اليوم بدفنها ، ولا شك أن الغالبية من عائلة الفضلي لا توافقه ، ولو كان أبوه حياً ما سرّه أن يسمع منه مثل هذا الكلام ، ربما أن الكثير من الناس لم يكن يعرف عن الشيخ طارق الكثير حتى حدثت الضجة الكبرى عام 93م عندما حرك الحزب الإشتراكي قوة عسكرية الى جبل (المراقشة) للقبض عليه وبعض أفراد قبيلته بتهمة الإنتماء الى جماعة إسلامية محظورة ( الجهاد الإسلامي ) ومحاولة إغتيال مسؤول الحزب بمدينة زنجبار ، غير أن الشيخ طارق رفض الإستسلام لقوات الحزب وتدخلت السلطه وتم نقله الى وزارة الداخلية في صنعاء حسب طلبه ،

مما ادى الى كسر العصا بين العطاس رئيس الوزراء وبين غالب القمش وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن السياسي آنذاك ، ثم انعكس الوضع وازداد توتراً فوق توتره بين الرئيس ونائبه ( بسبب الشيخ طارق ) بعد ذلك احتضنته السلطه ودعمته بكافة أشكال الدعم ، وبعد حرب 94م والذي حارب فيها ضد الإنفصال ، أخذ يمارس دور السلطان في أبين وسط تغاضي من قبل أجهزة الدولة ، كما فعلت مع الحوثي تماماً في شمال البلاد ، وكان له نصيب الأسد من الفيد بما فيه مكتب وزارة الإسكان السابق في زنجبار والذي استولى عليه وعلى أرض مجاوره يملكها المواطن (هدّار هرهره) والذي رفض السلطان الجديد أن يعيدها الى صاحبها أو الصلح معه رغم العديد من الأحكام القضائية الصادرة ضده ، مستنداً في ذلك الى دعم السلطه له ، صحيح أن هناك نهب للأراضي في الجنوب كما هو حاصل في الشمال ولكن ليس بالضرورة أن يكون الناهب من مكان جغرافي معين ، فالجغرافيا لا تهم بقدر ما يهم القرب من السلطه ...

وهكذا نجد أن هذه السلطه قد ساهمت فعلاً في الوصول الى هذه الحالة التي وصلنا اليها ، فهاهو الزمن يعيد نفسه من جديد فعندما أرسلت الدولة حمله عام 2004م للحد من نشاط الحوثي الذي صنعته أعلن الحوثي الجهاد ضد الدولة ، وحدث نفس الشيء عندما تم أرسال قوة عام 2009م الى مدينة جعار بمحافظة أبين بغرض فرض الأمن هناك بعد أن سيطرت عليها جماعة الجهاد التي يحتضنها السلطان طارق وانضم اليها الكثير من المخربين ، وبعد أن وصلت الحملة الى هناك بقيادة وزير الدفاع رفع السلطان عقيرته وأعلن إنضمامه الى ما يسمى الحراك الجنوبي من أجل تحرير الجنوب كما قال في بيانه ، ولا ندري من الذي سيحرر الأراضي والمباني التي استولى عليها الفضلي بعد حرب 94م ، ومن المفارقات العجيبة أن بيان الإنفصال الذي أعلنه أمين الحزب الإشتراكي عام 94م كان أكثر وطنية واعتدالاً من بيان الفضلي عام 2009م ،

حيث نجد بأن الأول خاطب جميع أبناء الشعب اليمني وقال أنه سيناضل من أجل إعادة تحقيق الوحدة على أسس سليمة كما قال ، بينما نجد الفضلي يخاطب أبناء الجنوب العربي ولا يعترف بانتمائه اليمني ، وهو الرجل الذي يترأس تيار جهادي شعاره توحيد العالم الإسلامي بأسره ، فمتى نكون صادقين مع ربنا ومع أنفسنا وشعوبنا ؟ ومع ذلك أعود وأقول وأكرر بأن السلطه بسياستها هي التي أوصلتنا الى هذا الحال ، لذلك من الجميل أن نشير الى أن الأبيات الشعرية في مقدمة المقال هي للشاعر أبو البقاء الرندي قالها في رثاء الأندلس عندما سقطت بيد الصليبيين وكانت آخر مدينة هي غرناطة والتي كان يحكمها بنو الأحمر ، وفي عهدهم طُوي العَلم الإسلامي عن الإندلس ، فنسأل من الله جل جلاله أن لا يُطوى علم الثورة والوحدة في عهد بني الأحمر .


تعليقات: 1)
العنوان: مقال في الصميم
الاسم: ياسين من ابين
مقال رائع جدا من الكاتب الاروع د.كمال البعداني000اؤيد كل كلمة قالها في هذا المقال ... واشدد على ان الوحدة خط احمر لن نفرط فيها حتى وان كنا نشتكي من ظلم الرئيس وحاشيته الفاسدة والظلم موجود في كل مكان في اليمن الحبيب ... وليذهب طارق الفضلي وعبيده الرعاع الى الجحيم هم ودعوتهم الانفصالية النتنة.
2009-04-27 12:12:57
2)
العنوان: يهلك اليمن بالاحمرين
الاسم: نشوان الحميري
نسأل من الله ان يلطف باليمن من حمران العيون وانيصونها من كبار البطون الذين لايهمهم الا انفسهم كالفئران هدمو حضارة ويعين الرئس عليهم وما اشد ضلم الاقارب
2009-04-27 13:10:28
3)
العنوان: اين التعليق يا مأرب برس
الاسم: مواطن بن مواطن
شكراً لهذا الصرح الاعلامي الرائع(مأرب برس) نشرتم أم لم تنشروا تعليقي.. لكم كل الشكر والتقدير في كل الاحوال.
2009-04-27 16:35:07
4)
العنوان: العدل اساس الحكم
الاسم: ابوالرزايا
الرئيس وقع في فخ مشروع قادم من دوله مجاوره_آخره اغري لمحاربة قاعدته
هذه هي الحقيقه_والى فالطرفين المذكورين يناضل من اجل بقاء هويته
2009-04-27 17:01:52
5)
الاسم: السلطان الشماري
لكل شيء إذا ما تم نُقصــــانُ فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ من سرّه زمن ساءته أزمــــــــانُ

ماأجمل هذا الشعر فهو يصف حال اليمن .. نسأل الله السلامة من السطنة والإمامة
2009-04-27 17:29:58
6)
الاسم: عامر عامر
إذن صدق المثل القائل:
الذي يلعب بالنار، يحرق أصابعه!

ويكاد في هذه الحالة يكون:
الذي يلعب بالنار، يحرق أصابعه، ويده، وكله!!!

إلا أننا ندعو الله أن يتعلم رئيسنا من حرقة الإصبع، وأن يتجنب بقية الحريق وذلك:

1- ينشر المحبة بين اليمنيين.
2- يصدق في نية نشر العدالة والتمنية!

وأدعو الله له التوفيق في هذا إن كان صادقا!
والهداية إن كان كاذبا!
والإزالة إن كان مصرا!
2009-04-27 17:40:48
7)
العنوان: حلم صامد
الاسم: محمد
حقيقه مقال رائع حلل وشرح بيسر وسهوله وعمق مشاكلنا الحاليه واسبابها التي نتفق جميعآ أن الدوله هي السبب في كل هذه المشاكل والكل يعلم أن من يواجه الدوله ويقطه الطريق ويعطل المشاريه ويخرب المسار لبناء يمن حديث هم أشخاص محسوبين دوما على الدوله ولا يمكن أن نجد مشكله نعاني منها اليوم أو غدآ لا يكون السبب فيها الحكومه ورئيس الجمهوريه يد في صناعه هذا المعول الهدام لهذا كله يجب ان يحدث تغيير شامل وكامل في مجمل النواحي لاسياسيه وبالتالي سيقودنا هذا لتغيير افضل في مجمل القضاياء الاخرى فكل الأحزاب المعارضه والمؤيده أثبتت أنها شريكه في معول الهدم والنخريب وعلى الشباب المثقف والواعي ايجاد وسيله لخلق قوى ورؤى سياسه جديده تخرجنا من الدوامه والحلقه المفرغه فكلما أنتهينا من مشكله برزت أخرى مالم ننهي البناء الاساسي لاسباب هذا الدمار
2009-04-27 17:49:27
8)
العنوان: بعد التعديل
الاسم: مواطن بن مواطن
تحية للدكتور (بن محمد) البعداني الخائف من شبح قرون الإمامة وغبار عنقاء السلاطين..

هدئ من روعك يا سيدي الدكتور(بن محمد) ولا تخف من الأشباح ودعنا نقلق على الواقع الحاصل حالياً والمؤمل مستقبلاً وإن كان ولا بد من الخوف فليكن من طواغيت الحاضر اللذين يعيثون في الأرض فسادا فألحروب لم تتوقف والسلب والنهب والاختطاف في تزايد والفقر والمرض والجهل في إطراد والأمان مفقود وشبح الحرب من بيت إلى بيت وطاقة إلى طاقة أولى بالخوف والاهتمام ..

ويا ليتنا ننعم بنصف ما تنعم به آبائنا وأجدادنا من الأمن والاستقرار في عهد الإمامة والسلاطين ..
2009-04-27 20:28:55
9)
العنوان: عودة السلاطين هي الفاجعة
الاسم: نزار عارف
إن عودة السلاطين هي الفاجعة الجديدة بعد كل الفواجع والكوارث الاقتصادية التي ألمت باليمنيين .
هناك اليوم من يحلم بالعودة إلا عصر السلاطين ولا يريد الاعتبار للشهيد لبوزة وعبود والمناضلة نجوى مكاوي .
نصيحتي للحزب الاشتراكي أن يتصدر الحراك لما فيه خدمة لمشروع الدولة المدنية العادلة التي يفتقدها الجميع ولما فيه من دحر لهولاء السلاطين المرتزقة الذين يريدون عودة التخلف ودهس الزمن الجميل .
2009-04-27 20:45:46



أنت مواطن أنت مهان

بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الثلاثاء 28 إبريل-نيسان 2009 01:54 م

قال تعالى \" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا \" فالأصل أن ابن ادم مكرم كانسان لكن المواطن العادي علي أرض الإيمان مُعرض - في أي لحظة من لحظات حياته - لانتهاك حقوقه بطرق شتي، والمعاناة بأشكال لا حصر لها، وقد تصل إلي أقصي درجات سحق كرامته الإنسانية!حتى كاد يكون الشعار البارز في الدوائر الحكومية \" أنت مواطن أنت مهان \" ما لم تكن مسؤلا أو تاجرا مشهورا، انك تشعر فعلا بالعنصرية المقيتة عندما تر المواطن يعامل بلا كرامة ، في أقسام الشرطة في الوزارات في المؤسسات الحكومية ، قد تدخل أحيانا بعض الدوائر الحكومية فتسلم على المسؤل ولأنه لا يعرفك إذا مد يده ليصافح يمدها وهو متجهم بوجه أو مطأطأ لرأسه لا ينظر إليك فإذا عرفته بنفسك انك المسؤل فلان تغيرت ملامح وجهه وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم \" تبسمك في وجه أخيك صدقة\" وكأن الأصل في الموظف الحكومي أن يكون \"مكشرا\" في وجه المواطن ،

أما حيات المواطن في بلادنا فهي في مهب الريح فالأصل أن الحكومة الموقرة عندما تقوم بأي مشروع أن ترسم من أهم أهداف المشروع رفاهية المواطن وصون حياته وإلا فهو مشروع عبثي ولكن هذا التهديف غير موجود في بلادنا إلا ما ندر ، كنت قبل فترة في زيارة للصين وأنا امشي في الشارع فأرى على الرصيف خطا متميزا من البلاط فسألت صاحبي لماذا هذا الخط في وسط الرصيف قال :هذا خط خاص بالعميان _فاقدي البصر-

فقلت له ولماذا هذه الفتحات في الرصيف الأوسط من الشارع قال: هذه لا صحاب الدراجات الهوائية ليسهل عبورهم فتذكرت قول عمر رضي الله عنه \" والله لوان بغلة عثرت في العراق لسألني الله لما لم تصلح لها الطريق يا عمر\" إن الذي يمشي في خط الستين إن كان ماشيا أو سائقا لسيارته يمشي ويده على قلبه لأنه صار خط الموت السريع ، فان كنت في سيارة تخشى أن تدوس مواطنا لكثرة العابرين وخاصة عندما تنطفئ الكهرباء ليلا وكم قد قتلت من نفوس في هذا الخط ، وان كنت ماشيا فأردت قطع الشارع فأنت في مغامرة تسلم أو تعدم، تخيلوا أرادوا من الشارع أن يكون خطا سريعا دون أن يجعلوا للمواطن أنفاقا للعبور، بل وأصبحت بعض الأحياء على جانبي الخط أحياء محاصرة لا يوجد مداخل للسيارات إلا بعد أن تمر على رأس الرجاء الصالح – أخر نقطة في جنوب الكرة الأرضية- والسبب أننا لسنا مثل العالم الذي يخطط قبل أن يقدم على الشيء ، ماذا لو تم عمل أنفاقا للسيارات أمام مداخل الأحياء حفاظا على أرواح الناس وتأدية خدمة جليلة لسكانها؟

تعالوا إلى امتهان أخر ، وأنا راجع قبل أيام من الأردن فخرجنا من صالة مطار صنعاء فكانت المفاجأة أن المواطنين المستقبلين للقادمين يفترشون ارض الشارع الأمامي للمطار بين البرد وزخات المطر لماذا؟ لان الأمن يمنعهم من الدخول إلى صالة الاستقبال ، انه منظر مقزز لكل صاحب ضمير ، لمن بنيت هذه الصالات بمئات الملايين من جيب المواطنين إلا لخدمتهم ،هذا ما أظن وليس الظن هنا إثما ، وما ذا سيقول الأجنبي الزائر لبلادنا عندما يرى المواطنين بهذه الحالة وكأنهم في حرج باب اليمن أو القاع وليسوا في مطار دولي ؟ إذا لم تحترموا المواطن احترموا سمعة الوطن.

تعالوا إلى امتهان أخر يلاحق المواطن اليمني إلى الخارج وأنت في مصر أو الأردن ترى بعض اليمنيين الذين يذهبون لعلاج يتعرضون للنصب والاحتيال وكم قد حدثت من قصص مؤلمة نتيجة لأنهم لم يتلقوا أي توجيهات لا في مطار صنعاء عند المغادرة ولا من قبل سفاراتنا في الخارج ماذا سيضر الحكومة ممثلة بوزارة الصحة أن تضع أسماء الأطباء المشهورين في هاتين الدولتين في مطوية صغيرة مع عناوينهم وتخصصاتهم ثم تضع بعض التوجيهات وتوزع في المطار على كل مسافر للعلاج أو يكون هناك قنصل صحي مهمته تقديم الخدمات للمواطنين وخاصة في هاتين الدولتين لكثرة المترددين عليهما ؟

والى امتهان أخر، السجون الخاصة لبعض المشايخ أو الوزارات وبرغم أنها غير قانونية إلا أنها موطن لاهانة أدمية المواطنين من سجن البلدية إلى سجن الأوقاف إلى سجن المؤسسة الاقتصادية وغيرها ، أن يتبنى بعض المشايخ سجونا غير قانونية -قطاع خاص - قد يكون أمرا مقززا لكن أن تتبنى الدولة نفسها مثل هذه السجون فهذا أمر معيب ومخزي و هي سجون تفتقد إلى ابسط قواعد الاحترام الآدمي وكم من مهانات يمتهن فيه المواطن لا استطيع أن احصرها في هذا المقال فهل من مجيب ؟ أرجو أن يستمع أصحاب الضمائر الحية من المسؤلين لهذه الملاحظات والعمل على تخفيف ألام الناس والى لقاء أخر إن شاء الله تعالى.

  رد مع اقتباس