عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2014, 08:04 PM   #206
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي ضرورة الوحدة

ضرورة الوحدة
محمد عبدالله الصلاحي


يتحسس أبناء الجنوب من مجرد ذكر اسم الوحدة على اللسان ، لكنها صارت اليوم مطلبهم جميعاً ، والوسيلة
التي بها يدفعوا نحو تحقيق النصر ، فإذا لم نتحد ونتوحد فلن نصمد في مسيرتنا ولن نُحقق هدفنا المنشود .



وحتى لا يتوهم القارئ سوءً من مقدمة ذُكر فيها اسم الوحدة ، سندخل فوراً إلى المقصد
في ضرورة الوحدة المطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى .



الشيء الذي تفهمه قيادات الحراك أن القيادة تعني إلقاء الخطب في حشد من ناس ، يذهب تأثيرها في وقتها الآني
لم نرى إلى اليوم من قيادة الحراك ما يبعث على الاطمئنان لدى الشعب ويعطي انطباع لدى المجتمع الدولي بأن مستقبل الدولة
في الجنوب بأيدي تفهم معنى قيادة الدولة بما يمكنها من حفظ مصالحها ومصالح الاقليم
ومن مباعث الاطمئنان هذه سواءً للداخل أو الخارج هو وحدة القيادة .



نتوحد جميعاً تحت راية ذات الهدف بمختلف مسمياتنا ومكوناتنا ، لكننا نتخذ من الوسائل لتحقيق هذا الهدف محور خلاف
حتى أضحى الخلاف في هذا ليس مجرد خلاف وإنما عداوة مستفحلة .



خطوة التوحد بين أكبر مكونين في الحراك خطوة رائعة تتطلب تدعيمها بوقائع على الأرض ، والعمل الحثيث
تجاه تعميدها بما يضمن عدم العودة إلى مربع الخلاف مرة أخرى ، وإلا فإنها ستصبح عرضة للتفرق والتفكك
وسيتشظى المكون الجديد المتحد مرة أخرى ويعود كما كان .



ضرورات التوحد لا تعني فقط صعود قيادات الحراك إلى المنصة متماسكي الأيدي أو ورود أسمائهم جنباً إلى جنب
في ورقة مكتوب فيها قوام المجلس الوليد من عملية الاتحاد ، التوحد يتطلب عملاً مضاعف وجهد مبذول يتطلب خارطة
عمل ورؤية واضحة ترسم خط الثورة العام ، وأخرى مستقبلية تضع الأسس العامة لبناء الدولة القادمة .



يضم الحراك مفكرين لا يُستهان بهم وقيادات محنكة وأكاديميين في جميع المجالات والتخصصات
لكن جميع هؤلاء أضحى منتوجهم الفكري والثقافي والسياسي الذي من شأنه أن يخدم القضية الجنوبية
مُغيب في دهاليز الخلافات ، أزاحته أولوية مهاجمة كل مكون للآخر ، حتى بات دور هذه القوى المثقفة والأكاديمية
محصور في التبعية خلف غباء سياسي أكبر همه هو إصدار بيان يقدح فيه المكون الآخر والقيادي الآخر ..؟



الوقت الذي قضته قيادات الحراك في المناكفة فيما بينها ، عليها أن تستغرق وقتاً مُضاعفاً عنه للدفع
بما هو خير للجنوب ، فلا تكفير عن ذنب ما فات إلا بإصلاح ما هو آت .



قيادات الخارج هي الأخرى يجب أن تتحد في مكون واحد داعم للثورة ، فبدلاً من أن أحدها يتحدث باسم الرابطة
وآخر باسم تاج وثالث باسم موج ورابع بصفته الرئيس الشرعي وخامس بات يتحدث بلسانٍ إيراني
يجب عليهم جميعاً أن يتحدوا في إطار مجلس قيادي واحد يسمى مجلس دعم الثورة .



تبدو الثورة مكتملة الأركان لم يتبقى لها سوى وحدة القيادة الذي هي الأخرى خطت خطوة إيجابية باتجاه الطريق الصحيح
الذي لا يكتمل نجاحها فيه إلا بإعلان خارطة طريق شاملة تحوز رضى الشعب الذي بات يتطلع
إلى واقعاً ملموس بعيداً عن مداد الورق وضجيج الميكرفونات .



وإن فات الكثير إلا أنه لا زال في الوقت متسع لهذا ، والجنوب مُقبل على مرحلة صعبة تضعنا جميعاً أمام مسؤولية كبيرة
ولن نصمد فيها إلا بتكاتفنا وتلاحمنا مع بعضنا ، وتبقى الثورة على المحك
ما لم نصدق في الحفاظ عليها والأخذ بها إلى بر النجاح .


  رد مع اقتباس