عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2014, 09:53 PM   #65
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الجنوب لن يتحول إلى قبيلة!

21/10/2014 18:00:47
حضرموت برس


سامي غالب


خيمة "فك الارتباط" لا تتسع لجميع الجنوبيين.
أقصى ما يمكن أن يحققه دعاة الاستقلال والتحرير في الجنوب _ في السياق الوطني والاقليمي والدولي الراهن وفي ضوء المعطيات وحقائق القوة على الأرض_ هو إقامة "كانتونات جنوبية" خاضعة لسيطرة جماعات ميليشوية مقامرة.


حتى لو سقط اليمنيين في الشمال في بحر من الدماء جراء الحروب الجاهلية بين القوى العصبوية والماضوية فيه، فإن اليمنيين في الجنوب لن يكونون في منجاة من حروب تطهير وحروب احتكار تمثيل مماثلة وربما أكثر فوضوية.
***
هناك خارطة طريق لحل القضية الجنوبية، يفاخر بها الرئيس هادي وقادة المشترك وجمال بنعمر وحكومة القناصل الأجانب في صنعاء، سقطت الآن، شمالا وجنوبا.
هذه الخارطة اللعينة تبتز الجميع باسم الحقوق. فهي تبقي على القضية الجنوبية "كرت" في تصرف الطغاة في العاصمة، وفي احسن الأحوال هي السلاح الذي يتم تحريكه من عدة أطراف نافذة من أجل تعظيم مكاسب أو تخفيض كُلف.
في السنوات الأخيرة شهد الجنوب هجرات متعاقبة من صنعاء. في 2011 هاجر الموالون للرئيس السابق صالح بحثا عن ملاذ اخلاقي وسياسي.
وفي 2013 هاجر عبدربه منصور هادي والصغائريون من مستشاريه واقاربه وعشيرته جنوبا. ثم بالتعاضد مع اللقاء المشترك، قاموا باجتياح "الجنوب" مجددا ولكن في فندق موفنبيك وعبر حراك 2013 برئاسة هادي نفسه.
وفي خريف 2014، هذا الخريف الدامي، شهد اليمنيون أغرب موجة نزوح إلى ساحات الثورة الجنوبية في عدن. ابطال حرب 1994 من رجال علي محسن الأحمر ومجاهدي التجمع اليمني للإصلاح، صاروا دعاة استقلال وتحرير وحق تقرير مصير!
***
الموجة الشعبوية المتعالية في الجنوب ليس في وسعها أن "تزخرف" الإحباط المدمر الذي يتسيد المشهد اليمني بكلويته، بجهاته وشوارعه وساحات نضاله وثواره ووثائقه واتفاقاته.
ما من نفحة أمل أو نسمة حرية بل زفرات اليأس تلفح الوجوه في كل شارع وساحة وزاوية، وإلا فإنها فوهات البنادق تحصد الأنفس وسيوف الفاتحين تحز الرؤوس.
ما من أمل، بل جماعات ميليشوية تفرض منطقها وسطوتها وتكسب مؤيدين كل صباح، في كل البقاع الحزينة من "العربية السعيدة".
لا توجد منافذ نجاة في تلك "المسخرة الحوارية" التي لوّح بها الرئيس هادي في يناير الماضي.
على "الأطراف المعنية" البحث عن خارطة طريق أخرى، من أجل الجنوب، وفي اتجاه المستقبل، غير هذه التي تستحيي دويلات ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وكل الطرق فيها تودي باليمنيين إلى المهالك.

عن صفحة الكاتب على الفيسبوك
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس