[مسرور]

الشاعرة عيون المكلا

المثل التالي من الأمثال الشائعة في بلادنا :


من مادري قال حلبه .... ومن دري وحل بــــــــه



يبدو لي أنك لا تدرين وللحلبة أثر دائم / وجود دائم في كل ترهاتك


في حديث سابق له قال الرئيس علي عبد الله صالح :


أن اليمن ليست تونس ولن يسمح للفوضى الخلاّقة بتدمير البلاد ..... أما الدكتور علي محمد مجوّر رئيس مجلس الوزراء فقال : ان اليمن ليست تونس أو مصر .... وبرر السبب ( كاذبا ) فقال : اليمن بلد مختلف وديمقراطي عبر كل العصور ... وكأني به في الجزئية الأخيرة يستعرض ويفاخر بمجد تليد في الشورى والأخذ بالرأي خلده القرآن للملكة بلقيس حيث قالت لمستشاريها قبل الرد على رسالة نبي الله سليمان عليه السلام : يا أيها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون . ومعتبرا الأخذ برأي الأغلبية مبدأ ثابتا في بنية الدولة اليمنية منذ غابر الأزمان وحتى يومنا هذا


بعيدا عن خطرفتك المحكومة بالعاطفة والتي لا تخرج عن إطار قول شاعر ، وقول الشاعر لايؤخذ به في السرد التاريخي أو لرسم خطط المستقبل أو حتى للتعبير عن تطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية ..... وضع اليمن يختلف ياعزيزتي اختلافا كليا عن وضع مصر وتونس .... ولو أخذها فخامة الرئيس بالعز قبل ما يكشفوا الخطير المستتر ونحى منحى مماثلا لمن سبقوه ( بن علي وحسني ) ستعم الفوضى أرجاء بلادنا ...



بفعل اسناد المناصب العليا في الجهاز الأمني والقوات المسلحة للمرتبطين قبائليا ومصلحيا ونفعيا برئيس الجمهورية ، فالجيش والأمن معا ( كعصب رئيس للسلطة والنفوذ والديمومة الطويلة على الكرسي وأداة من أدوات القمع ) يدين بالولاء الشخصي المطلق لرئيس الجمهورية .. ويضاف الى ذلك ما تعيشه المؤسة العسكرية من صراعات داخلية خفية وظاهرة بين الأبناء والأخوة وأبناء العمومة والمنتفعين بالحكم والصراعات القبلية الأخرى في الوسط القبلي الحاشدي والبكيلي وما يماثله من تحالفات قبلية كبيرة أخرى في شمال اليمن انسحبت ( للأسف ) على الأوساط القبلية الأخرى في جنوب اليمن ... ( خلطة كنتاكي سريّة )



نحن أمام برميل بارود وعلينا ( إن وجدت في دواخلنا غيرة على الوطن ورغبة في سلامته من ذلك البرميل ) النأي به بعيدا عن النار منعا لتفجره ... ولا حل لبلادنا للخروج من أزمة الحكم الفردي المغلف بغلاف الديمقراطية وإدخال الرئيس الى سجل الخالدين الذي غدى مقتنعا به مؤخرا إلا بالحوار بين جميع الفرقاء السياسيون لرسم ملامح اليمن الجديد المفرغ من سطوة القبيلة وهيمنة الفرد .... وأرى ( شخصيا ) في العرض الأخير الذي تقدم به فخامة الرئيس وأعلن فيه تجميد التعديلات الدستورية التي كانت ستمد في عمر حكمه المديد وأن لا توريث منتظر للحكم مدخلا لقيام حوار جاد بين الحاكم والمعارضة سيجنب اليمن ويلات كثيرة .


فلماذا لا تقبل المعارضة العرض الرئاسي الأخير بكل مرونة ودون مناورات ؟


خيوط اللعبة كاملة بيد الرئيس ، وبإمكانه خلال الفترة المتبقية له في كرسي الحكم تصفية القوات المسلحة من الولاءت الشخصية والأسرية وفتح الباب أمام التداول السلمي للسلطة فلماذا تقف أحزاب المعارضة موقفا سلبيا من عرض سخي لم يسبق للرئيس أن قدمه ؟


ندرك جيدا ..... أن عيون الذئب قد علمته القسمه ( ايش علمك القسمه ياعلي ؟ قال عيون الذيب ) وخطوته تلك لاقت تجاوبا من اللاعبين الكبار في المنظومة الدولية وسيضغطون لإنفراج الأزمة السياسية وما يترافق معها من أزمات أخرى ( حراك / حوثيون / معارضة خارجية )

يبدو لي ( والله أعلم ) أنك أنت من لم تفهم الدرس ...... فمن ياترى لديه القدرة على شبك سواعينا بالبوابير الكبار ؟


شعبنا غير متجانس قبائليا ومناطقيا ولا يحتكم لمجتمع مدني مفرغ من العصبية القبلية الطاغية على ما سواها فعلى من تراهنين ياسيدتي ؟

ختاما ....

تأملنا في أصحاب النزعة اليسارية بجنوب اليمن خيرا ... وبين كل معركة وأخرى من معاركهم الدامية كانوا ينقلبون على الشعارات الثورية التي يرفعونها ويلجأؤن للمناطقية والقبلية لتصفية حساباتهم ... مجرد صورة مصغرة مما ينتظر اليمن الموحد فيما لو انفجر برميل البارود .


سلام .