عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2011, 07:03 AM   #12
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

. محاولة الإغتيال الثانية

عقدت بريطاينا معاهدات بينها وبين سلاطين حضرموت بدء بمعاهدة الصداقة التي وقعها في مايو سنة 1882م الجنرال جيمس بلير المقيم السياسي بعدن مع عبدالله بن عمر القعيطي وأخاه عوض بن عمر القعيطي وبفضلها قدمت بريطانيا معونة للقعيطي ومكنته من احتلال ميناء بروم والمكلا وطرد النقيب عمر بن صلاح الكسادي الحاكم السابق للمكلا . ثم الحقت بريطانيا التوقيع على معاهدة الصداقة اتفاقية معاهدة الحماية التي وقعها في اول مايو سنة 1888م المقيم السياسي بعدن الجنرال جورج فوريس هوج مع الجمعدار عبدالله بن عمر القعيطي . وفي اغسطس سنة 1937م تقدم السلطان صالح بن غالب القعيطي بطلب للإنجليز للتوقيع معهم بمعاهدة استشارة وكان يهدف من ذلك الى تقوية علاقة سلطنته بالحكومة البريطانية ويرغب في تحسين إدارة السلطنة وتطوير أداءها الاداري والعسكري .. وتم التوقيع على اتفاقية الاستشارة التي جاء البند الأول فيها على النحو التالي: (( توافق حكومة جلالة المملكة المتحدة بتعيين مستشار للسلطان ويوافق السلطان على تجهيز بيت مناسب للمستشار المذكور ولأجل سعادة ورفاهية مملكته يقبل السلطان بأن يعمل بمقتضى نصائحه في جميع المواد ما عدا المواد المختصة بالديانة المحمدية والعادات.)). وفي نفس تلك السنة التي ابرمت فيها اتفاقية الاستشارة غادر صالح بن سميدع الى عدن برفقة عدد من زملاءه في دورة عسكرية لمدة 6 اشهر وكانت هذه الدورة تهدف الى تجهيز قيادات عسكرية على مستويات عسكرية حديثة في التجهيز والانضباط والقيادة والادارة . استطاع القائد والسكرتير الحربي صالح بن سميدع أن يساهم في تأسيس جيشا نظاميا للحكومة القعيطية كانت عقيدته العسكرية هي حماية نظام السلطنة القعيطية التي تحكم حضرموت بحماية بريطانيا حسب الاتفاقيات الموقعة . حيث أن القوات المسلحة القعيطية كانت هي المؤسسة الأمنية التي تعتمد عليها السلطنة في قمع التمردات القبلية والخارجين عن النظام والقانون . اضافة الى دورها في حفظ الأمن والسكينة في السلطنة الكبيرة التي تعد من اكبر سلطنات مساحة في جنوب الجزيرة العربية . لهذا كان يرى خصوم القائد صالح بن سميدع انه جزء من نظام يرتبط بالسلطات الانجليزية وانه يمثل موؤسسة هي أداة قمع لكل التحركات التي من شأنها تطالب بالحرية والاستقلال وتغيير النظام .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وبحكم المنصب القيادي العسكري الذي يحتله اللواء صالح بن سميدع مكنه من توطيد علاقته المهنية بالانجليز ذلك جلبا لمصالح قوة جيش النظام الذي يحتاج للسلاح والذخيرة والمعدات والتأهيل والتدريب ، هذه العلاقات الوطيدة والجيدة ربما وضعته عند ( الثوريين ) في قائمة الإتهام له بالعمالة والخيانة .... الخ . لذا وضع اللواء صالح بن سميدع ضمن أهداف التصفية الجسدية من قبل ثوار الجبهة القومية وتعرض لمحاولة اغتيال سياسية ، حيث تمكن في صيف 1967م مجهولون بإطلاق النار عليه من مدافعهم الرشاشة عندما كان جالسا على سطح منزله ، فألقى بنفسه على الأرض ولم تصبه رصاصاتهم فنجي بأعجوبة من محاولة الاغتيال .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولكن لماذا كان اللواء صالح بن سميدع وضع كهدف مشروع لتصفيته من قبل عناصر ثوار الجبهة القومية وهو مجرد قائد عسكري يقوم بتنفيذ مهامه العسكرية كجندي يخدم بلده ؟؟ لماذا لم يكن المستشار البريطاني أو السكرتير العسكري البريطاني هدفا للثوار ؟؟ لماذا لم يكن السلطان القعيطي أو وزير السلطنة ضمن الاهداف التي قرر الثوار تصفيتها ؟؟؟ سيبقى السؤال لماذ اللواء صالح بن سميدع بالذات كان هدفا لمحاولة الاغتيال السياسي ؟؟؟ هناك من يشيع أن عملية الاغتيال كانت وراءها عناصر ( يافعية ) تنتمي الى تنظيم الجبهة القومية وأن عملية الاغتيال ليست سوى مجرد تصفية حسابات ورواسب مبعثها الكره والحقد على هذه الشخصية العسكرية الحضرمية التي تولت قيادة جيش نظامي يظن اليافعيون أنه إرث يخصهم وحدهم طالما أن حكام حضرموت القعطة تعود اصولهم الى القبائل اليافعية . فوجدوها فرصة لهم ان يقوموا بتصفيته تحت مبرر الاتهام بأنه عميل لبريطانيا وللسلاطين .....!! فشلت محاولتي الاغتيال للواء صالح بن سميدع ولم تمض عدة اشهر إلا وانهارت السلطنة القعيطية في سبتمبر سنة 1967م ، حيين وصل السلطان غالب بن عوض القعيطي ( آخر السلاطين من القعطة ) الى ميناء المكلا وفاوضته قيادات من الجبهة القومية فرع حضرموت بأن يرحل ويعود من حيث أتى ، واستلم ثوار الجبهة القومية مهمام ادارة شؤون حضرموت بعد ان تخلت بريطانيا عن معاهدات الحماية واستعدت للرحيل في 30 نوفمبر سنة 1967م . ولم يمض شهر على مغادرة السلطان غالب القعيطي السلطنة حتى بدأت اللجنة الشعبية لثوار الجبهة القومية اعمالها التصفوية فكان القرار رقم 17 في 18 اكتوبر تضمن تجرد اللواء صالح بن سميدع من رتبته وكل صلاحياته واختصاصه وفرض الإقامة الجبرية عليه . ثم اعتقل وأودع السجن .
ويبقى السؤال الذي احترت ان اجد جوابا عليه وسيبقى يضع نفسه ... كيف سهل ثوار الجبهة القومية للسلطان القعيطي ومرافقيه أن يعود من ميناء المكلا ويغادرها سالما وبعد شهر واحد تلق القبض على السكرتير الحربي وقائد جيش النظام بن سميدع وتعتقله ؟؟ هل كان بن سميدع الذي وقع معاهدات الاستشارة والصداقة والحماية مع الانجليز ؟؟؟ أو السلاطين هم الذين وقعوها ؟؟؟
هل كان بن سميدع حاكما عسكريا مطلقا في حضرموت ؟؟
هل بن سميدع كان يمارس التعسف والقمع والارهاب ضد المواطنين ؟؟؟
بالتأكيد الجواب بالنفي ..
.


.
التوقيع :
  رد مع اقتباس