عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2011, 01:43 PM   #27
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


.

بعد أن استعرضنا العلاقة التي تربط صاحب مشروع بناء ( البيت ) مع النجارين ووظيفتهم في انجاز مشروع البناء ، نستعرض الجانب المهم مع الذين يتولون عملية البناء وهم :

عمال البناء :


لعمال البناء عادات كثيرة ربما تصل أحيانا إلى حد تدليلهم من أجل دفعهم للإخلاص في عملهم وإتقانهم له ، وهناك طريقتان يعمل بها في الاتفاق على بناء البيت الشبامي:

الطريقة الأولى : الأجر اليومي أو ( التسروح ) وفيها يتم الاتفاق على دفع الأجر اليومي للمعلم ومساعده وعماله والأجر يتفاوت بين الجميع فأجرة المعلم تزيد عن أجرة المساعد وأجرة مساعده تزيد عن أجرة العامل العادي ... فقبل أن يبدأ العمل في مشروع بناء البيت يختيار صاحب البيت المعلم الخبير والحازم مع العمال والمعلم بدوره يختار فريق عماله بنفسه ويتفاوض نيابة عنهم مع صاحب البيت حول الذبائح الذي ستذبح أثناء مراحل البناء والوجبات اليومية من تمر وخلافه التي ستقدم له ولعماله والهدايا من ملابس ( كسوة ) التي سيتحصلون عليها بعد انجاز عملهم .

الطريقة الثانية : المقاول وفيها يتم الاتفاق مع مقاول يشهد له بالكفاءة والأمانة وصق المواعيد وحسب خريطة البيت والمساحة وعدد الطوابق يتم تقدير التكلفة وتحدد الدفعات التي يستحقها المقاول بعد كل مرحلة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




بعد حفر خندق الساس والإنتهاء من بناءه الحجري يتم تحضير ونقل المدر بجانب ووسط المساحة المخصصة لبناء البيت ، وقبل وضع أول مدرة على الساس يحدد يوم ابتداء البناء ، ويوجه صاحب البناء الدعوات للجيران والأقارب وكذا لشيخ المسجد القريب من البيت ،وفي الصباح الباكر يتوافد جميع المدعويين الى موقع البناء ويقوم صاحب البناء بقراءة الفاتحة والبسمله وهو يحمل بين يديه أول ( مدرة ) وفي نفس الحين يطلق أحد العمال الموجودين صيحة يدعو الجميع ( الصلاة على النبي ) ثم يردد فيما يعرف ( بالتحويله ) يقول في صيحات التحويلة :

(( يعطي من عطى ... والصبر والتقوى ... ولا يجي في خطأ .... يامن حقه يجمله .... ويبلغه ويستره .... وهكذا الناس الزيان .... والله الله في الجوده يالجيران ...))

فيقوم صاحب البيت بعد انتهاء صيحات ( التحويله ) وترديدها من الجميع بوضع المدرة الأولى بنفسه معلنا بداية عمل مشروع بناء البيت ، كما يجب التنويه أن وضع المدرة الأولى من قبل صاحب مشروع بناء البيت هي عادة شبامية موغلة في القدم ، وربما هي عادة تسربت من الحضارات القديمة وبقيت الى هذا اليوم تقتدي بها الأمم حين يتم وضع حجر الأساس في المشاريع المهمة والكبيرة .

وفي وسط أجواء من حرق بخور (( اللبان )) يقوم الشيخ الموجود بقراءة الفاتحة وبعض من تعاويذ الرقية الشرعية ، وتوزع خلالها قهوة البن ( الشاذلية ) على الحاضرين .

وهناك بعض العادات الأخرى ربما يحرص البعض أن يمارسها خشية من عيون الحساد ومن الأرواح الشريرة كأن يضع مادة المر والحلتيت أو أغصان من شجرة الحرمل أو تعليق قطعة من الحديد على زوايا البيت أو على المدخل ، ومنهم من يعلق قطعة قماش أسود أو حذوة حصان إعتقاد منه أنها تطرد الشياطين وتجلب الفال الحسن للبيت وأهله .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وفي أول يوم لوضع ( المدرة الأولى ) يخصص صاحب البناء ذبيحة للعمال يتصرفون فيها كيفما يشاؤون وعادة ما يتم ذبحها وإراقة دماءها على ساس البيت . ويواصل العمال عملهم وهم موعودين حين الانتهاء من الطابق الأول بذبيحة ثانية يتم ذبحها على واجهة البيت ويراق دماءها حتى تصل الى الأسفل . ثم يتوقف صاحب البيت عن تقديم الذبائح للعمال حتى الانتهاء من البناء وعند اكتمال البناء يعزم صاحب البيت جميع من شارك في بناء البيت من معلم وعمال ونجارين ويذبح لهمذبيحة يشترك الجميع في أكلها ، ويقدم لهم العطايا والهدايا ويحصل المعلم على ضعف العطايا والهدايا فيما تسمى ب ( القصوصة ) . وبعد حفل التكريم يخرج الجميع في صفوف يجوبون شوارع المدينة معلنين الانتهاء من العمل ورضاهم عن صاحب البيت ورضا صاحب البيت عن عملهم وبهذا الاحتفال ينتهي دور العمال .

في حين خلال فترة العمل في البيت يبدي الجيران فرحهم بالبناء الجديد لجارهم ويقدمون بين الفينة والأخرى قهوة البن وربما شئ معها من التمر .
التوقيع :
  رد مع اقتباس