عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2012, 12:55 AM   #22
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

[RIGH
لماذا يستعجل عبد ربه منصور على سفك دماء إخوانه الجنوبيين !؟

التاريخ: الجمعه 10 فبراير 2012 \ د. عبيد البري


كان إعلان المشير عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام تدشينه لحملة الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن ليخوضها لوحده ، قبل موعد إجراءها بأسبوعين ، مفاجأة مدوية لأسباب عديدة ، أهمها : ( أولاً) أنه أكد في وقت سابق بأنه على يقين بأن تلك الانتخابات لن تنجح إذا تم إجراءها قبل إيجاد حل للقضية الجنوبية ، و( ثانياً ) أنه لم يتعلم من خبرة الرئيس علي عبد الله صالح الذي عمل نائباً له قرابة عقدين من الزمن ، فكان عليه أن يعلم أو يستفيد بأن رئاسة اليمن هي رقص على رؤوس ثعابين لا يحتمي منها القائم عليها إلا بتجنيد كل القوة العسكرية والأمنية اليمنية بدون استثناء ، و( ثالثاً ) ليس مشرفاً لأي إنسان أن يطلب من الناس انتخابه بدون منافس كديكور هزلي لم يحدث ، ولن يحدث في التاريخ ، و( رابعاً ) ليس الرجل أهلاً للغباء بحيث يُستخدم كاداه تنفيذية لسياسة أجنبية مفروضة على اليمن ، ولن أزيد تعليقاً على ذلك ! .



ومع أن أسباب اندهاشنا من تعجل الرجل في المضي نحو 21 فبراير ، الذي اسماه " استحقاقاً انتخابياً " ، هي أسباب كثيرة متعلقة به شخصياً من ناحية ، وبطبيعة الوضع السياسي - الاجتماعي - المذهبي - القبلي في اليمن من ناحية أخرى ، فإن هناك تساؤلات أخرى أكثر تعقيداً ، تتعلق بثورة الشباب ( الذين رموا حجراً ضخما في مياه ظلت راكدة أمد طويل ، على حد تعبير الأخ المشير ) ، عن ما خرجوا من أجله إلى الشارع ، وأي نظام قصدوا إسقاطه !؟ .. هل كان النظام ممثلا بشخص الرئيس على عبد الله صالح فقط !؟ ، وهل كانت المياه الراكدة هي الظلم الذي ارتضوه لأنفسهم عدة عقود ، أم أنها القوة العسكرية وسائر القوى السياسية التي لم تتمكن من حسم المعركة السياسية مع الثورة الجنوبية السلمية !؟ .. وهل اكتفى الثوار بتنصيب المعارض باسندوه رئيساً لمجلسهم الوطني - رئيساً للحكومة ، وبنائب رأس النظام كرئيس توافقي يستطيع استكمال المهمة التي بدأها عام 94م !؟ . وهل سينتخبون نائب رئيس النظام - نائب رئيس حزب النظام ، بديلاً للرئيس الذي سبق أن رفعوا شعار إسقاطه !؟ . إن كل تلك الأسئلة ستجد لها الإجابة في عبارة متداولة هي : " الحفاظ على الوحدة " التي تمثل القاسم المشترك لكل من السلطة ، والمعارضة ، وشباب الثورة .. ولكن أي وحدة !؟ .



كما أن الرجل ليس قصير النظر أو فاقد السمع والإحساس ما يجعله لا يستطع أن يدرك أن التصميم الإقليمي والدولي على المبادرة الخليجية كان يجب أن يصحبه متابعة دولية دقيقة لبنود الاتفاقية و آليتها التنفيذية نقطة بنقطة حسب الأولويات التي تضمنتها آليتها "المزمنة" بالتسلسل ، بما يكفل الوصول إلى مرحلة الانتخابات بعد استكمال كافة شروط الأمن العام والأمن الغذائي والتمويني للمواطن ، وهذا ما يمكن أن يشجع المواطن على الخروج للانتخاب على خلفية سياسية وأمنية يُعتمد عليها ، وليس كما تملي عليه قوى سياسية وطنية أو دولية يهمها الجمل ولا يهمها الجمال ! .. وهل يُعقل أن يخرج من يتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية إلى العالم ليعلن تدشين حملته الانتخابية الرئاسية غداة الهجوم المسلح على منزله !؟ .



وإذا كان الرئيس صالح قد استطاع الوصول إلى كرسي الرئاسة بعد أن تعهـّد لزعماء القبائل أركان نظام صنعاء عام 78م بالانتقام من الجنوب بعد حربين خسرتها صنعاء ، وهذا حسب ما جاء في تصريحات للمرحوم عبد الله بن حسين الأحمر على القنوات الفضائية قائلاً : " قال لنا علي عبد الله ، أعطوني الرئاسة أسبوع واحد لأنتقم لكم من الجنوب " ، وقد حقق لهم ذلك ، ولو بعد حين ، واعتبروه " رمزاً ".. فالأمر لابد أن يكون مختلفاً تماماً في وضع عبد ربه منصور بالنسبة لكل من الشمال والجنوب .. ترى ما الذي يستطيع التعهد به عبد ربه منصور لأركان نظام صنعاء حتى يقبلوا به رئيساً عليهم !؟ ، فلم يعد لهم ثأراً عند أهل الجنوب ، ولم يكن الجنوبيين يوماً أعداء لهم ، بل مظلومين ، سُـرق منهم وطنهم وحريتهم وحقوقهم .



لقد اعترف كل أركان النظام بجدية القضية الجنوبية ، وكان الجنرال علي محسن الأحمر أشجعهم بقوله أن ما حصل للجنوب كان استعماراً ، لكن الكل يريدون الحفاظ على مصالحهم الغير مشروعة في الجنوب ، و يبدو أن عبد ربه منصور هو المؤهل لذلك لأنهم لا يستطيعون إعلان حرباً أخرى على الجنوب ، خاصة بعد أن اشتد عود الحراك السلمي الجنوبي وأصبح هدفه قريب المنال ، وصارت ورقة الانتخابات هي الرابحة في لعبة الصراع السلمي من أجل تحقيق الأهداف السياسية .. فالشعب الجنوبي تعلّم أن مقاطعة الانتخابات لا تكفي لإفشالها ، ولابد من منعها ، وهو قادر على ذلك سلمياً ، والسلطة العسكرية قادرة أيضاً على استخدام القوة ضد الشعب الجنوبي .. وقد تسفك دماء جنوبية كثيرة ، ولكن لن تنجح الانتخابات ، وبذلك سيكون العدو قد نجح فعلاً في خلق عداء أبدي بين ( شمالي وجنوبي ) ، وهذا ما لا نريد ! . فلماذا المشير مصر على تنفيذ مخططات عدائية ضد إخوانه الجنوبيين !؟


جميع الحقوق محفوظة لــ وكالة أنباء عدن© ( عنا ) 2010 -2011
[/RIGHT]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس