[سالم علي الجرو]

اقتباس :

كان مثل أسد يقود من خلفه أسودا

خطفت الأضواء عن موضوعي الرئيس ، وإدخلته النّجدين ، ونجدنا الخير طبعا.
الأزهر الشريف أيّامها كان يضم نخبة من العماء ، القياديين ، الجهاديين ، المثقفين ثقافة عالية:
دينية ـ وطنية ، تاريخية
هذا الصّرح يا سيّدي خضع لرقابة الأقوياء الدوليين ذوي الصّفة الإستعمارية وعملوا لسنين ولا يزالون على تشذيبه أو قل تهميشة ، وهذا العمل المنظم موثق تاريخيا ، فكيف أبعدت العدو الحقيقي صاحب الأهداف الكبيرة والغايات الإستعمارية وأقحمت أو افترضت عدوا ممن وصفتهم بالحنابلة؟
نعم كان الأزهر مثل أسد يقود أسودا ، وبطبيعة الحال عندما تذهب الأسود يمتلىء الفراغ بغيرها
نعم كان للأزهر منهجا ، يدعو أحد عناوينه إلى إعلان الجهاد ضد دول الإستعمار الدولي ، وعندما تهمّش ، والتهميش يعدّ هزيمة شئنا أم أبينا ، فإن البديل هو ذات المنهج الذي أخذ منحى التصالح ، وإن كان البعض يصفه بالتراجع والإستسلام مثلك يا أخي مسرور ، فما ذاك حرص على الإسلام ولكنه الإستخدام الآني لأهداف أخرى ليست لها صلة بالإسلام والمسلمين . وهذا قدر الإسلام والمسلمين أن يستخدمه المتصارعون الدوليون عند الحاجة.
نعم وبكلّ تأكيد هناك من ارتمى في أحضان الإستعمار وصار لنفسه عدوا ، لكن أحدا لم يستطع الجزم بأن الإسلام ارتمى في احضان الإستعمار ، وإن كان يقدم له الخدمة المجانية بين الحين والآخر ، فما ذاك إلا بسبب تقاطع المصالح.