[علي أحمد بارجاء]

شدني هذا الموضوع كثيرا , و بخاصة أن لي كتابا انتهيت من تأليفه في شهر أكتوبر 2002م بعنوان ( الشاعر الحكيم الفلاح أبو عامر ) و يقع في نحو 110 صفحة من القطع المتوسط , و هو الآن مقدم للطباعة لدى الأمانة العامة لاتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين بصنعاء , يستعرض الكتاب نبذة تاريخية لحياة هذا الشاعر الحكيم , ثم يسرد موقفه من المرأة من خلال شعره , و يستعرض خصائص شعره , ثم ختمت الكتاب بطائفة من أشعاره أوصلتها إلى 45 قولا تتراوح بين بيتين إلى عشرة أبيات , و يقع الكتاب في أربعة فصول , و النصوص المنسوبة للشاعر التي جمعتها بهذا العدد لم يسبق لها أن جمعت معا في كتاب .
و عليه فالشاعر أبو عامر شخصية حقيقية و إن حاول البعض إنكارها كالدكتور عبد العزيز المقالح , ففي الكتاب أدلة على حقيقة هذا الرجل الذي عاش في القرن السابع الهجري معاصر ا للشيخ سعيد بن عيسى العمودي , و عبد الله بن محمد القديم با عباد , الذي يعد مقدم مقبرة هيصم و أول من دفن فيها , و هذا يرتبط بقصة جرب هيصم الذي ذكرها في شعره :
يقول بو عامر نشدتونا و لا عندي صفات
ما ينقطع رزقه سوى من جدد اكفانه و مات
و هي قصة مشهورة , و قد اعتمدت في الكتاب على أكثر من 22 مرجعا مخطوطا و مطبوعا , أتمنى أن تتم طباعته قريبا . و عفوا على الإطالة . و هذه هي مقدمة الكتاب :
فهذا بحث متواضع أقدمه إلى القراء , كان هدفي منه الإلمام قدر المستطاع بشيء من حياة الشاعر الحكيم الفلاح أبي عامر وشعره , و شاعر كأبي عامر يستحق أكثر من مجرد بحث , لو أن المصادر التي ذكرته كثيرة , و مع ذلك فجهد المقل يعد كثيرا في حال كهذه .
و أهم ما دعا إلى كتابة هذا البحث :
_ أهمية شعر الرجل و أحكامه .
_ أن أحدا لم يكتب عنه بحثا يجمع فيه ما في المصادر من نبذ و معلومات و حكايات و أشعار متفرقة هنا و هناك .
_ أن ما كُتِبَ عنه قد شَابَهُ بعضُ الأخطاء , و بخاصةٍ في تدوين شعره الذي كَثُر فيه الخلل في الأوزان و الألفاظ .
و لاشك أن زمنا قد انقضى في جمع مادة هذا البحث من مضـانِّها المختـلفة , و صبر في معـالجتها و مقـابلتها و تحقيقها , و مع ذلك لا يخلو البحث من قصور و أخطاء لعل مردَّها إلى نقص و قصور المصـادر في الدرجـة الأولى , و لا أبرئ نفسي , و البحث عن الكمال في عمل الإنسان محال .
و المنهج المعتمد في البحث هو منهج تاريخي تحليلي وصفي , أي أنه جمع لمنـاهج متعددة لما تقتضيه طبيعة البحث و مادته .
و قد قسَّـمت البحث إلى ثلاثة فصـول رئيسـة , و تحت كل فصل عدد من المباحث الجزئية , تتفاوت في حجمها نظرا لطبيعة المادة . جعلت الفصل الأول لحياة أبي عامر , و الثاني للناحية الفنية في شعره و الثالث لديوانه .
و أقدِّم كل الشُّكر و التَّقدير إلى كل من أعانني في إنجاز هذا البحـث , و لم يبخـل عليَّ بتقديم المعلومـات , و المراجع .
و يستطيع القارئ أن يلاحظ على البحث , و أن يقدم ملاحظاته , و بخاصةٍ في موضوع كهذا يُعَدُّ قريبا إلى الذاكرة الشعبية .
أتمنى أن ينال هذا البحث الرضى , و أن يكون خالصا لوجه الله الكريم , و الله الموفق و الهادي .

سيئون / أكتوبر 2002م