[جمال العطاس]

أخي الكريم دوعني أصيل : لك التحية والحب والتقدير !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر حضورك المشرف وإطلاعك الكريم على هذه المساجلة التي تحمل وجهتي نظرمختلفتين تماماً . فأهلا بك وسهلا !! أخ عزيز نكن له ويكن لنا كل الحب والإحترام .
كما وعدت بأن أقف على كل نقطة ضمنتها مداخلتك الكريمة محاولاً الإيجاز مااستطعت وما أظن أني فاعل فالحديث ذو شجون كما قيل وهانذا أقول مايلي :
هذه المساجلة تحمل وجهتي نظر مختلفتين ومتضادتين حول موضوع ( الإغتراب والعودة ) وجهة نظر يمثلها أخي الحبيب حامد البار . ووجهة نظر أخرى يمثلها
كاتب هذه السطور .
وماأريد التأكيد عليه هو : أن لكل حوار ( نثراً أو شعراً ) قاعدة يتم عليها . لهذه القاعدة ثوابت ومتغيرات . ومن ثوابتها أن أخي حامد البار يمثل وجهة نظر ينضوي تحتها آلاف اليمنيين . وعندما أريد أن أحاور هؤلاء لابد لهم من رمز يمثلهم ألا وهوحامد البار . فلذلك عندما يقول جمال العطاس
( ياحامد البار ) أي يامن تتبنون وجهة النظر تلك . أو عندما أوجه الخطاب بصيغة غير مباشرة أيضا . فإني لاأقصد شخص حامد البار كما أنه هو عند توجيه الخطاب لي لايقصد شخصي وانما يقصد من يتبنون وجهة النظر التي أمثلها . فلذلك لايجب فهم أسلوب الحوار على نحو شخصي .
غير أن ماكتبته أخي الكريم يوحي بعضه وكأنه الحوار شخصي بين البار والعطاس ودليلي في ذلك هو قولك حرفياً :
وسأترك الدفاع عن السيد : حامد البار في تهم البطالة والاتكال على التحاويل ومدح التجار لاخيه السيد : حسن البار فهو أولى مني وأعرف باخيه .
هذه العبارة تدل دلالة قطعية بأنك حملت الموضوع على محمل ( شخصي ) بينما هو عكس ذلك . ووصفت جمال العطاس بأنه يهاجم شخص حامد البار فلذلك طلبت من أخيه حسن بأن يهب للدفاع عن حامد . ربما تكون لديك النية للدفاع عن شخص حامد البار ومهاجمة شخص جمال العطاس فأوكلت ذلك لأخيه حسن كونه أولى بذلك منك بحكم ( الأخوة ) والدليل قولك :
( البار فهو أولى مني وأعرف باخيه . ) هذا المدلول والتأويل الوحيد لما كتبت .فوصفت جمال العطاس بأنه يتهم حامد البار بالبطالة والإتكال على التحاويل ومدح التجّار . وفي ذلك كله أقول لشخصك الكريم :
جمال العطاس لايتعمّد ولايقصد الإساءة لغير حامد البار فكيف به . فلا داعي أن تحث أخيه حسن على أن يدافع عن أخيه حامد لسبب بسيط هو :
ان جمال العطاس أخ له كحامد البار . كما انك أخ كريم لنا وإن إختلفنا أو لم نحسن فهم بعض النقاط وقمنا بتفسيرها تفسيراً خاطئاً . ومفهوم ( الأخوة ) هو المنطلق الذي ننطلق منه جميعاً . ربما تكون إعتبرت ردي على حامد البار بخصوص التحاويل إساءة لحامد البار عندما قلت :

صحيح ياحامد أكدح قط مانا كماك = لامنتظر شئ حواله من هنا أو هناك

ونسيت أخي الكريم بأنني قلت في نفس المساجلة سابقاً :

المغتـرب لو يقرر جد وينوي الرجوع = كمّين أُسْره في الأوطـان والله تجوع

لاحظ لفظ ( خلّتهم ) بصيغة الجمع أي من يتبنون فكرة عودة المغترب . وأيضا تعني الذين يعيشون هناك في سعة أساسها يعتمد على ( التحاويل ) وكلنا يعلم بأن من ليس له ( مغترب ) يحوّل له يعيش في أفضل الحالات في ( ضيق ) ولا أقول ضنك .!!!
كما أن تطرقي لموضوع التحاويل ليس فيه ( إمتنان ) على أهلنا وإخوتنا كما زعمت أخي الكريم بقدر ماهو قراءة لواقع ملموس لايجب القفز عليه أو تجاهله . فمالذي جعلك تفسّر ذلك ( بالمنّة ) لاأدري ؟؟ ثم إني أشكرك على محبتك لحامد البار وغيرتك عليه لدرجة إستعدادك للدفاع عنه . لقد قال حامد البار عبارات بقصد إثراء النقاش ولم يعتبر جمال العطاس ان فيها إساءة له رغم انها تحتمل تأويل الإساءة . فلم تقف أخي الكريم عندها ولم تحظى حتى بمجرد الإشارة في مداخلتك . ولايريد جمال العطاس الوقوف عند تلك العبارات لأنه لايفسرها إلاّ بأنها إثراء للحوارولاتخرج عن هذا المدلول .
ياسيدي لايزعم طرف دون الطرف الآخر ويدعي محبة اليمن فليس بالضرورة أن تعني هجرتنا كرهاً لبلادنا . ولايعني جلوسهم فيها محبة لها !! فجلوس الكثير في بلادهم لايعني كما تزعم بأنهم أفضل ممن هاجر . بل ربما المهاجر كان أكثر نفعا لبلاده ممن فضّل الجلوس فيها . فالمهاجرين لهم دور كبير في إنعاش إقتصاد بلادهم . بينما هناك الآلاف من العاطلين والإتكاليين في اليمن كما هو الحال في المهجر.
والعاطلين في بلادهم أمر مخزي على حكومتهم حيث لم توفر لهم وظائف . بينماالعاطل في المهجر ليست تلك البلاد التي يعيش فيها مسؤولة عن عمله .فإذا ماقلنا أفضل له أن يعود ويكون عاطلا في بلده أفضل من أن يكون عاطلا في الغربة سأقول لك كلامك مقبول لحدٍ ما !! حيث انه لوعاد يستحيل عليه في ظل الأوضاع الراهنة أن يلقى فرصة عمل بينما لو مكث في المهجر فقد تلوح له فرصة عمل أو تظهر أسباب وقتيه يكسب منها شيئا . فهو بذلك يفضّل البقاءعاطلاً ( آملاً ) في المهجر . ولا يفضل أن يكون عاطلا ( يائساً ) في بلاده !!
وكما زعمت أخينا بأنه لايجب أن ننتقص من شأن كل قنع بما يسره الله له وجلس في بلاده . ولكن أقول لك وهل إنتقصنا من قدرهم وشأنهم ؟؟ فإذا هم رغبوا الجلوس في بلادهم طوعاً أو كرهاً . فإن ذلك لايسوّغ لهم إتهام المهاجر والمزايدة على حبه لبلاده !!!! هم راضون بالقليل ولكن غيرهم لايرضى لهم ما أرادوا ولمن لايرضى بالقليل مايريد أيضاً !!
وأمّا الإنحراف في السلوكيات فليس يختص بها بعض المهاجرين ومنزّه عنها الماكث في بلاده .
الحبيب حسين المحضار يرحمه رجل صاحب فضل كبير على جمال العطاس فقد رعاني ووجهني كثيرا ويشهد على إهتمامه بما أكتب الكثير ومنهم الفنان الخلوق الحبيب حسن السري والفنان عبدالرحمن الحداد وقد كنت أعرض ما أكتب عليه ويشجعني رحمه الله قائلا لي عبارته التي تعودتها منه يرحمه الله .( أكتب ياجمال أساسك زين ) يقصد الأساس الشعري . ولكن حسين المحضاركما تزعم قام بتحسين دخله المادي من أشعاره . السؤال هو أين حسّن دخله ؟؟في اليمن أم في السعودية والخليج ؟؟ الجواب حتماً في المهاجر . إذن لافضل لبلاده في تحسين دخله والفضل يعود للمهجر . فإن قلت حسّن دخله في اليمن فأقول لك :
جانبت الصواب فإن حسين المحضار لو مدح شعرا من يكون في اليمن فلن يحصل على شئ وكما قال أهل مصر ( أيه ياخذ الريح من البلاط ) !!
وإن كان أخينا حامد البار يكدح ويتعب في البلاد . فلله دره ودر أبيه . ولكن هناك مئات الآلاف ممن يتبنون وجهة نظر حامد البار عاطلين عن العمل ويعتمدون على
( التحاويل ) !!!
فحامد البار هنا رمز لمن يتبنى نظرية عودة المهاجر !! وليس رمزا للبطالة والإتكالية
فلا تخلط الأمور أخينا بارك الله فيك !!
موضوع الإمام علي بن حسن العطاس سأعرّج عليه لاحقا في رد لاحق !!!

مدح الشعراء للتجار والوزراء أمر معروف وليس بجديد . فالمسألة تتوقف على نوع المديح للحاكم . هل المدح في شجاعة الحاكم في ساحات الوغى ومصادمة الأعداء فهذامقبول . والتاجر مقبول مدحه لحثّه على فعل الخير والمبرّات. ولكن هل يرجوا الشاعرمن ذلك التاجر مقابل ؟؟ هل يرجوا من ذلك الحاكم منصب وقربة ؟؟
الشاعر حسين المحضار يرحمه الله مدح الحبيب الإمام الرباني عبدالقادر بن أحمدالسقاف نفعنا الله به . ماذا يريد حسين المحضار من هذا الإمام ؟؟ لاشك يريد عطاء روحي ولاغيره !! وإمتدح العم حسين المحضار يرحمه الله بعض الأثرياء ماذا كان يقصد بمدحه ؟؟ الله العالم !!
هذا لايعني بحال من الأحوال إساءة لأي أحد بقدر ماهي صراحة مطلقة متناهية ولقد قلت شعرا في هذه المساجلة :

مافي كلامي كلف والله ولافيه زيف = ومن صراحة جمال الخلق حسبوه عيف

وأما قولك أخي الكريم بأن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قد مدح حاتم الطائي وهو
( مشرك ) فأقول لك : لاتخلط الأمور أخي الكريم . فلم يمدح النبي حاتم في شركه وانما مدحه في كرمه وأخلاقه . وقد قال عن نفسه :
انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . وحاتم كان يحمل من مكارم الأخلاق الكثير . فلذلك لابأس أن يمدح الشاعر الناس ولكن بما يستحقون . فهل يجوز لي مثلاً أن أمدح تاجر مشبوه يملك أموالا جمعها من ( الربا ) . وأصفه بأنه فاضل مثلاً ؟؟ لقد قال الشاعر :

لايقبل الله إلاّ كل طيبة = ماكل من حج بيت الله مبرور

هذا هو المدح المنهي عنه شرعاً !! هل يجوز لي أن أمدح وزيرا مرتشياً وأصفه بالعفة والنزاهة ؟؟
[color=#FF0000]
ختاماً أرجوا المعذرة للإطالة . وإذا كانت مشاركات جمال العطاس ستفسر على أنها تحمل إساءة لأحد فإني أناشد المشرف العام بحذف كل مشاركاتي في هذه المساجلةأو سأحذفها بنفسي إذا تمكنت من ذلك وسمح لي نظام الحذف والتعديل هنا !!

على الحب نلتقي وعليه نفترق والمحبة تجمعنا في إطارها الواسع والجميل وللجميع التحية
والمعذرة