12-09-2010, 12:45 AM
|
#7
|
حال قيادي
|
وعودة الى الموضوع فإن الشيخ احمد شماخ هو من جيل كان فيهم السيد الاستاذ معلم الآباء عبد الله بن مصطفى بن سميط رحمه الله المتوفي سنة 1970 م .. فانظر كم من السنين باعدت بينهما في تأريخ الوفاة ( ثلاثون عاما ) لتعلم كم كان شماخ في ريعان شبابه وعنفوانه وطموحه .
لكنه طموح اصطدم بمجتمع لم يستوعب عاطفته الجياشة ، وصراحته المتناهية ، وذكائه الوقاد ، وتقواه المحضة ، وطبعه الحاد الذي يصر على الانطلاق من قيود .. فقيده مجتمعه بقيود جمة .. منها قيد المقل الذي لايستطيع أن يتقدم الى من يهوى فتكون حليلة حبيبة ، و قيد عدم فهمه وقد سبق الاقران والاتراب . بله سبق زمانه بلا أدنى شك ، ثم قيد حقيقي إذ اتهم بالجنون فحجر عليه في ( الجدلة ) !! والجدلة جذع كبير ثقيل من خشب السدر الاحمر يغل بها من يتهم بالجنون فيكلبشون فيها رجله ! حتى يعقل !
كان شماخ في زمن سابق قد رحب بالسلطان عمر بن عوض بقصيدة عصماء ، قد يجدها حفاظ الاوراق وجامعي التراث بين أضابيرهم ، ولربما ضنوا بها على العلن . وفي زيارة لاحقة للسلطان في شبام افتقده بين المرحبين من الاعيان والادباء والشعراء فيل للسلطان هو مغروم جدلناه ( قيدناه ) . فانزعج السلطان قائلا : ماحد مغروم ألا انتو يا آل شبام .. فكوه وخلوه يرحب .
فقيل لشماخ السلطان يرغب في ترحيبك إياه ، وفكوه . فقام واغتسل وتطيب وحلق ولبس لباسا نقيا .. ثم هرول الى الحصن وعندما أقبل على مجلس السلطان صدح مرتجلا قصيدة عصماء صدر مطلعها :
(( أبيت اللعن سلطان البلاد ! .. ))
اكتفي بهذا القدر الآن
وإلى لقاء
|
|
|
|
|