عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2006, 07:51 AM   #2
ميزان القوافي
حال جديد

افتراضي

نستكمل باقي قصيدة الشاعر بن هاوي في رثاء قشمر سعيد وانتقل بنا عمر خريص الى البيت التالي :
( وبامعيبد في الأزهر حزن )
(يقول يااهل الغيل مامعي حسن ظن )
راحوا رجال الصفو خلونا وحيد
هذا عزاك اليوم ياقشمر سعيد
والصحيح هو : ( وبامعيبد لي في الأزهر حزن ) ومرة أخرى يسقط عمر خريص حرفين ( لي ) . لم تسعفه معارفه عن ادراكها .
وفي الثاني الصحيح هو : ( يقول يهل الغيل مالي حسن ظن ) فالشطر بالصيغة التي نقلها خريص في اطالة بسيطة . لأن ( مامعي ) تطيل البيت . فالأصح يكون ( يقول يهل الغيل مالي حسن ظن ) .
وانتقل عمر خريص للصفحة 40 ونقل ايضا نقل خاطئ فقال :
حزنت عليك الشحر والعقل الكبير
خلّوك في ( طينك ) ياالبز الحرير
حتى ( الحد ) يومين مالمسوا الحديد
هذا عزاك اليوم ياقشمر سعيد
والصحيح هو : خلّوك في ( طينتك ) وليس في ( طينك ) . والطينة هي القبر . فسقوط حرف التاء سبب قصور في الشطر .
والصحيح ايضا : حتى ( الحدد يومين مالمسوا الحديد ) وليس ( حتى الحد ) فقد أسقط خريص حرف الدال الثاني من لفظ ( حدد ) وتجمع أيضا على حدّادين . جملة عمر خريص ( حتى الحد يومين مالمسوا الحديد ) جملة غير مفيدة . وقد يكون سقط الدال عند الطباعة . ولكن أين عمر خريص ؟ وانتقل بنا خريص للبيت التالي :
حتى المدارة حق سالم بن عمر
تقول ( حيّا زمان قشمر عبر )
حيّا زمانِك ياالمغاني والقصيد
هذا عزاك اليوم ياقشمر سعيد
والصحيح هو : ( تقول حيّ الله زمن قشمر عبر ) لأن مانقله خريص فيه كسر واضح لايفوت على خبير . وقد كرر الخطأ نفسه في الصفحة 14 ونقله كالتالي ( تقول حيّا زمان قشمر لي عبر )
المدح يصلح له لأنه ( اذا ) حضر
( وسط المدارة يوفي ماقصر )
ويفنّد الخاسر ولي هو مستفيد
هذا عزاك اليوم ياقشمر سعيد
الصواب هو : ( المدح يصلح له لأنه لو حضر ) لأن ( اذا ) تظهر طول بسيط في الشطر .
الصواب في الثاني هو: ( وسط المدارة با يوفّي ماقصر ) وليس ( وسط المدارة يوفّي ماقصر ) فعمر خريص مرة أخري أسقط حرفين ( با ) . فكيف يغفل مساحة زمنية بهذا القدر ؟ وقد كرر نفس الخطأ في نفس الشطر في الصفحة 14
حبل المودّة انقطع مابينكم
ولعاد يسهن شئ منافع منكم
بالفاتحة ذكروه ( في جهة وعيد )
هذا عزاك اليوم ياقشمر سعيد
الصواب هو : ( في جمعة وعيد ) وليس ( في جهة وعيد ) . وكان قد صححه خريص في الصفحة 16 وقال ( جمعة وعيد ) الا انه عاد ونقله ( جهة وعيد ) وفرق بين الزمن اللفظي للفظ جمعة وبين لفظ جهة . وهذا قد يكون خطأ طباعي ويبقى السؤال أين عمر خريص ؟
وفي الصفحة 41 نقل عمر خريص البيت التالي
( على سعيد جُد بالعفو يالفرد الكريم )
وجعل حلاله وسط جنّات النعيم
في سعف طه سيدَنا ياخير سيد
هذا عزاك اليوم ياقشمر سعيد
والصواب هو : ( ع سعيد جُد بالعفو يالفرد الكريم ) أو ( عليه جُد بالعفو يالفرد الكريم ) وليس
( على سعيد جُد بالعفو يالفرد الكريم ) فهذا فيه طول ظاهر بقدر حرفين . فعمر خريص نقل ( على ) والمفروض يكتفي بحرف العين ويسقط الباقي . وبذلك يستقيم وزن الشطر .
ما أود قوله هو لو عذرنا عمر خريص في سقوط أو زيادة حرف عند الطباعة أو طباعة حرف بشكل خاطئ . فاننا لن نعذر عمر خريص في أمور منها :
من ينوي اصدار ديوان أو كتاب . من الطبيعي أن يراجع كل ماكتبه عند النسخ وقبل البدء في الطباعة النهائية ويقوم بتحرير الأخطاء . وهذا مايسمّى بالتنقيح في فن التأليف والكتابة . وأجزم بأن عمر خريص قام بهذا عدة مرات . وان لم يفعل هذا عمر خريص فهذا خطأ أشنع . ودلالة على عدم معرفة عمر خريص بفن الكتابة وأساليب التأليف وأدواته . وهذه وحدها لاتؤهله أن يتصدّى لعمل كهذا . ولكن على يقين تام بأن عمر خريص قام بمراجعة ماكتبه قبل الطباعة النهائية . ولأن قدراته ودرايته بالشعر وأوزانه لم تسعفه . فقد مرت عليه هذه الأخطاء مرور الكرام .
ثم هناك أمر آخر يؤكد قصور معرفة عمر خريص بالشعر وأوزانه . وهو أني تعقّبت مشاركات عمر خريص الشعرية في سقيفة الشبامي . فوجدت أن الرجل يعاني حتى فيما يكتبه من أشعار من نفس العلّة . ففي العديد من الأبيات التي كتبها خلل واضح اما بالنقص او بالزيادة وبمقدار حرفين وربما أكثر .
كنا نتمنى أن يهتم عمر خريص بهذه الاضافة لمكتبة الشعر في حضرموت . فهذا أمر يهمنا جميعا وملكنا جميعا . ولكن عمر خريص اعتمد على قدراته الذاتية فخذلته . ولو كان قد استعان بالشاعر الكبير حسين المحضار أو الشاعر القدير باظفاري قبل الطباعة . لصححوا له هذه الاختلالات في الاوزان لكي تظهر لنا هذه الاضافة رائعة وجميلة . ولكن المرء قد يكتفي أحيانا بقناعاته الخاطئة في قدراته ومؤهلاته . ويعتقد بأنه العارف فيسقط سقطات لاتجر عليه الا الملامة . ونحن ممن لانلوم عمر خريص ولكننا نعتب عليه قليلا . والا فهو حاول مشكورا ولم يوفق ويستحق الشكر منا على محاولته .
عمر خريص رجل كما يقال عنه بأنه منسوب للأدب وأهله . وكان من المفترض أن يعرف هذه الأمور عن التأليف والكتابة . وهذه القراءة النقدية التي قدمتها في أوراق عمر خريص هي مجرد قراءة نقدية متخصصة مشفوعة بالثبوتيات . وأظهرت فيها الأخطاء في نقولات عمر خريص لأقوال شعراء كبار لايجوز أن يتم نقل أبياتهم بشكل خاطئ .لأن هذا فيه اساءة لشعرائنا ولأشعارنا الحضرمية الأصيلة .
ولأن النقد هو مرآة الأدب كما يقال اذ لايمكن أن يكون هناك أدب دون نقد . فعمر خريص طالما أنه منسوب للأدب فهو قطعا يؤمن بالنقد . فالأديب الذي لايؤمن بالنقد الموضوعي الهادف ليس له صلة البتة بالأدب وان ادّعى ذلك أو تظاهر به .
على كل حال عمر خريص يشكر على قيامه بهذه المحاولة لخدمة تراثنا الشعري الحضرمي . ومادفعه للقيام بهذه المحاولة هو حبه لوطنه وخدمة للتراث الذي ينتسب اليه وقد حاول مشكورا ولم يكن التوفيق حليفه . وهو بلاشك قد نال أحد الأجرين . ونتمنى له التوفيق في المحاولات القادمة .
التوقيع :
معي ميزان باحُط القوافي فيه يوزنها ** وبايَظْهر صحيح الوزن فيها والذي مكسور
ولا بالوم ميزاني على غلطات بيّنها ** ولكن الملامة باتصل للشاعر المغرور
وبعض الناس ميزاني يجوز انّه مجننها ** بدل ماتنصف الميزان والاَ تقول له مشكور
  رد مع اقتباس