عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2011, 11:42 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي الشاعرالقائـم محمد بن ناصر القعيطي....!!

.

شاعرنا محمد بن ناصر القعيطي خلق ليكون شاعرا ، ولكن بحكم مكانته الاجتماعية جعلت منه أن يكون قائما ، والقائم رتبة من رتب موظفي الدولة القعيطية حيث كان في التقسيم الاداري للدولة خمسة الوية كانت على النحو التالي 1 - لواء المكلا 2- لواء الشحر 3- لواء دوعن 4- لواء حجر 5- لواء شبام وكان لواء شبام يشمل المنطقة الواقعة بين شبام الى المشهد والى العبر ورملة السبعتين غربا ، ومن شبام الى حصن العر شرقا ، ويتم تعيين لكل لواء موظف برتبة نائب لواء وهو يمثل السلطان ، ويعين لكل مقاطعة من اللواء موظف برتبة قائم ..!

في أجواء التطاحن العشائري والصراع على الحكم بين العشائر الكثيرية والعشائر اليافعية ، كانت مدينة شبام مسرحا لبعض فصول تلك الصراعات وذلك التناحر ، وفي تلك الظروف من سنة 1318هـ ولد الشاعر محمد بن ناصر القعيطي بمدينة شبام ، وفيها ترعرع وشب وتلقى من التعليم ما تلقاه ، وحين بلغ من العمر 22 عاما التحق في خدمة نواة جيش السلطنة القعيطية الذي استحدث ليكون نواة للقوة التي تحمي اركان السلطنة القعيطية ، تلقى شاعرنا تدريباته واظهر انضباطا جيدا في التدريب واظهر مقدرة كبيرة في القيادة وكسب ثقة مرؤسيه ورفاقه ذلك بين اعوام 1340ه - 1345هـ .
ثم ترقى وتم اختياره ليكون قائما للدولة القعيطية في بلدة عينات سنة 1345هـ واثناء اداء مهام عمله كقائم في بلدة عينات التي تحظى بمكانة كبيرة من لدن العشائر اليافعية ، إذ أنه كانت لعائلة السادة آل بن الشيخ بوبكر مكانة روحية عالية وواجهة كبيرة عند يافع ، وكان القائم للسلطنة القعيطية في عينات يخضع لأوامر وتعليمات المنصب من السادة آل الشيخ بوبكر ، وفي عينات استطاع شاعرنا محمد بن ناصر ان يوسع معارفه وعلومه الدينية عبر مداومته الحضور لدروس حلقات العلم التي كانت عينات حينئذ تزخربها . وكانت إقامته في عينات حتى سنة 1349هـ .

حرك الشوق شاعرنا محمد بن ناصر القعيطي نحو أهله واصدقاءه وشده الحنين الى بلدته شبام ، وطلب العودة إليها فعاد الى شبام ليستريح من عناء مهمات وظيفته في ظل اجواء الفوضى التي كانت تعصف بحضرموت قبل اتفاقيات الصلح بين القبائل الحضرمية ..!

تعد خمسينيات القرن الهجري المنصرم من العهود الزاهرة لفن اصوات الدان الحضرمي ، حيث برز فيها شعراء كبار ومغنين وملحنين ابدعوا في دفع اصوات الدان الحضرمي ، وكانت جلسات الدان الحضرمي تشهد سجالات كثيرة تتناول الاوضاع العامة في حضرموت خاصة السياسية منها ، كان الشعراء يميلون في تمثيل النخب الحاكمة وذات اليد الطولى في المجتمع الحضرمي ، و وقد حرص شاعرنا محمد بن ناصر القعيطي أن يكون شاعرا في قلب الحدث المتموج في مؤشر احداثه الساخنة ، التي تشهدها الساحة المحلية والاقليمية والعالمية ، وفي استراحته من وظيفته ( كقائم في عينات ) آثر أن يكون في شباما قلب الأحداث في وادي حضرموت ، وحرص أن يحضر مساجلات الدان ليكون طرفا يعبر عن رؤية اسرة بيدها مقاليد الحكم والسلطنة في مقابل شعراء آخرون يمثلون الأسرة الكثيرية التي كانت تقف في المقابل في وجه عشيرة القعيطي وسلطنتها الحضرمية .

من جلسات ذلك العصر الذهبي للدان الحضرمي هذه المساجلة التي جرت بين الشاعر محمد بن ناصر القعيطي ، والشاعر عائض عبود بلوعل :

يقول عائض بلوعل :

ذا خرج فصل نفسي للمحبين حنت= بعد طول المدى قلبي لخلي تذكر
ياشويقاه يوم النفس ونت= تذكر ايام قد مرت قداء القرن شرقي حصن سيئون
وحله إلاّ الى برلين للخصم ودّت= بانترّك في العشقه ولا باتعذر
كم وكم تحتها لقوام عدّت= كنها على الوفا تمت وعاد اهلها ملقين قانون


قال محمد بن ناصر:

كم من اصبارها قرحت ميازر وردّت= خمستعشر سنه ما منها حد تخبر
ريت صنعاء اليمن يومين هدّت= صاحب الهند يضربها من الشحر واسطوله بميون


قال عائض بلوعل:

بانهني لقائدها وهي يوم عزت= على القدوم القوي باروتها كم تنزر
دبروا شافوا النيران لهبت=يصلح النحو للضباط هم واهلها لي ما يقدون
ابرقت للمدن ما منها حد تثبت= وامتنع حاكم البحرين ما مد منور
سلمت للسياسه يوم خلت=ارضها ثائره واهل السماء فوقها بالنار يرمون


قال محمد بن ناصر القعيطي :

هات في أم الكباير يومها قد تبرّت= واندرت من منازلها وظلت تعكر
ما تروم الشرف كل من توطت= برزت للهيانه ماتخاف الدلل لي بايدلون

قال عائض بلوعل:

هكذا سالف الدنيا على الناس مرّت= الميازين شي وافي وشي كاوس اغبر
ما ربح شورها عالهون دنت=كم وكم مثلها سقطت وهي عاليه واختارت الهون




تسجيل نادر يروي المساجلة بصوت المغني المعروف عبيد محفوظ حنكيل بامطرف



قريبا في هذه الصفحات لنا تواصل مع شاعرنا محمد بن ناصر القعيطي .




.
التوقيع :
  رد مع اقتباس