عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2011, 12:11 AM   #2
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي



لقد ادى تنظيم وتطوير المؤسسة العسكرية القعيطية إلى إحداث تغيرات سياسية واجتماعية عميقة في حضرموت. فقد تم إضعاف نفوذ ومكانة قبائل يافع العسكرية والسياسية وهي القبائل التي ارتكز عليها نظام الحكم القعيطي في تأسيس دولته وتوسيعها.

مما أدى إلى إضعاف مكانتها الاجتماعية التي ترتكز على النفوذ العسكري والسياسي. كما أدى هذا التنظيم للمؤسسة العسكرية إلى إلغاء نظام الرق وتحرير العبيد، وانخراط الفئات الاجتماعية الأخرى للعمل في المؤسسة العسكرية. وقد ساعد ذلك على إيجاد نوع من الحراك الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة.

وفي سنة 1939م جاء الكابتن هاميلتون إلى سيؤن للإشراف على تنظيم وتدريب الشرطة الكثيرية المسلحة (الجندرمة). وقامت السلطات البريطانية بتزويدها بالبنادق والذخيرة وبجزء من الراتب. وقد تكونت هذه القوة من عبيد السلطان وكان عدد أفرادها في البداية مائة شخص، ثم زيد عددها فيما بعد. ومركز هذه القوة مدينة سيؤن، واستخدمت لحفظ الأمن في العاصمة سيؤن وفي تريم وفي الطرق المؤدية إليهما . وقد شارك الملازم صالح بن يسلم بن سميدع في المساهمة في تنظيم وتدريب الشرطة الكثيرية ، وبعد إنتهاء مهمة انتدابه عاد لعمله بالمكلا .

وفي تلك الحقبة عارضت بعض القبائل الحضرمية اتفاقيات الصلح والهدنة وحاولت ان تعيث في الأرض فسادا وتخل بالأمن ، إلا أن السلطات جردت الحملات التأديبية لهم ومن تلك القبائل قبيلة ( الحموم ) . في سنة 1940م أصيب الملازم بن سميدع إصابة بالغة في كتفه خلال معركة ( حرو ) ونقل للعلاج للمكلا . وبعد تعافيه من تلك الاصابة البالغة رشح للمشاركة في دورة عسكرية في الكلية الحربية بعدن وقضى في تلك الدورة العسكرية عاما وعاد الى المكلا ليعين قائدا لمدارس البادية ، وقد كان له دور مهم في اقناع رجال البادية لارسال ابناءهم الى مدرسة البادية .

في عام يناير سنة 1949م كلف السلطان صالح بن غالب القعيطي سكرتير الدولة سيف بن علي البوعلي بغصدار امر يقضي بتعيين صالح بن يسلم بن سميدع نائبا لقائدا للجيش النظامي بالسلطنة القعيطية ، ثم صدر قرارا في نوفمبر 1949م بتعيين صالح بن سميدع قائدا لجيش المكلا النظامي ، ويعد صالح بن سميدع أول قائد عسكري حضرمي يتولى قيادة جيش في سلطنة حضرمية وعمل القائد بن سميدع الى اعادة ترتيب الأوضاع العسكرية والادارية لجيش النظام وتأهيل الكوادر العسكرية في مجال التدريب والادارة واعد برنامجا دوريا يقوم فيه بعملية تفتيش على المراكز العسكرية التابعة لجيش النظام يتفقد جاهزية قوة المراكز المنتشرة في طول حضرموت وعرضها .

عندما زارت الملكة اليزابيت ملكة بريطانيا عدن عام 1954م كلفت قوة رمزية من حضرموت ضمن القوات التي تستقبل الملكة في عدن وكان على رأس هذه القوة القائد صالح بن يسلم بن سميدع .
اظهر القائد صالح يسلم بن سميدع مقدرة وكفاءة مشهودة له في ادارة مهامه العسكرية وفرض التقاليد العسكرية ضمن المؤسسة العسكرية التي يعمل كقائد لها ، ولهذا استأثر بحب الجنود له ، وتقدير المسؤلين والمواطنين لشخصه . وهذا التفوق والمقدرة العسكرية والإدارية جعلت منه شخصية عسكرية محورية في جيش المكلا النظامي ، فقد صدر قرار في ابريل سنة 1955م بتكليفه مهام الاشراف الكامل على إدارة وتدريب الجيش النظامي وغير النظامي والشرطة وحرس السجون . والاتصال المباشر مع سكرتير الدولة - الوزير الأول - في جميع الأمور المتعلقة بالشؤون العسكرية .

وقد شهدت حضرموت حالة من سيادة النظام والقانون والأمن ، حيث توسعت مراكز الجيش النظامي بين السوم وقعوضه والنسر والطلح .

وفي عام 1961م تحركت اعداد قليلة من القبائل مدفوعة من جهات لها مصالح خاصة في الاخلال بالأمن وتقطع الطرق ونهب المواطنين وقد جردت السلطات لهم حملات عسكرية وانتهت بدحرهم في معركة ( المدحر ) وقد اشترك القائد صالح بن يسلم بن سميدع في تلك المعارك مع تلك القبائل الخارجة عن القانون .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وفي مايو سنة 1962م صدر وزير السلطنة القعيطية ( جهان خان ) قرارا بترقية صالح يسلم بن سميدع من قائد القوات القعيطية الى رتبة ( كولونيل ) واطلاق لقب سكرتير حربي على القائد بن سميدع وهي رتبة تعادل منصب وزير الدفاع ويعد بن سميدع اول شخصية عسكرية حضرمية تتبوأ هذا المنصب الرفيع والهام .
وفي 1 يونيو سنة 1965م صدر قرار بترقية ابن سميدع الى رتبة ( لواء ) وتعتبر هذه الرتبة العسكرية اكبر رتبة في الجيش يتحصل عليها عسكري من ابناء حضرموت والجنوب ثم اصدر السلطان عوض بن صالح القعيطي قرارا بتعيين اللواء صالح يسلم بن سميدع عضوا في مجلس الدولة القعيطية .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بقي بن سميدع يشغل هذا المنصب حتى سبتمبر سنة 1967م حين انهارت السلطنة القعيطية ومغادرة السلطان القعيطي المكلا ، وتسلم الجبهة القومية مقاليد السلطة في حضرموت .[ ولم يمض شهر على استلام الجبهة القومية على السلطة في حضرموت حتى بدأت التصفيات في الرموز السياسية والعسكرية التي كانت تعمل في السلطنة القعيطية والكثيرية ، فقد صدر القرار رقم 17 في 18 اكتوبر 1967م تضمن القرار
1- تجريد اللواء صالح بن يسلم بن سميدع من رتبته وكل صلاحيته واختصاصاته
2 - فرض الإقامة الجبرية عليه في بيته
3- وضع مرتباته في الامانات

ولم يمض اسبوعا من صدور القرار حتى تم اعتقاله ومصادرة كل اوراقه ووثائقه الخاصة ورحل الى سجن حجر وصدر قرار باحالته للمعاش في 31 مارس 1968م اثناء اعتقاله ثم افرج عنه في 21 يوليو سنة 1968م وبعد اقل من عشرة ايام اعتقل ثانية ثم افرج عنه في 1 من ديسمبر سنة 1969م ثم اعتقل ثالثة في مطلع سنة 1972م وشهد السجن محاكمته واعدامه في 13 فبراير سنة 1973م ودفن في مقبرة السجن بالمكلا .




القائد صالح بن سميدع يتوسط الصورة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




للموضوع بقية



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس