[حد من الوادي]

خمس دول انشأها الزعيم الصالح


الثلاثاء 05 سبتمبر 2017 10:18 مساءً
علي عمر الهيج


يتحدث كثير من البسطاء ويتساءلون جميعا ماسر ذلك الرئيس السابق وحكايته الغريبة حيث ظل موجودا في كل المشاهد والمنعطفات في الوقت الذي ظل عقود من الزمن لم يؤسس لدولة مؤسسات ولم يقدم لشعبه غير الانتكاسات والتخلف والفقر وهشاشة التنمية والبناء..



لم يتنبه كل هؤلاء ان الرجل وطوال مسيرته في السلطة قد ارسى سياسه خبيثة ودفينه تجلت مظاهرها مع كل ازمه تمر بها البلاد..

الرجل ببساطه انشاء خمس دول في اليمن.. عمل على ذلك بذكاء شديد ودهاء فظيع مدركا لكثير من الامور مثل ضعف التعليم وتفشي الأميه وتأثير القبيلة والموروث وطبيعة عقليات المجتمع وبساطة الناس وانجرافهم دون وعي خلف اي خطط حماسيه للبناء والتنمية..



خمس دول انشأها صالح الدولة الاولى:

هي الدولة الوهمية الفارغة من اي محتوى حقيقي لخدمة الوطن والشعب والبناء. بمعنى آخر هي دوله فقط يخاطب بها عقول المجتمع ويلهيهم بالوطنية والحفاظ على حقوق ومصالح الناس والعدل لكنه في حقيقة الامر لا يهتم لهذا مطلقا ولا يوظف اي برامج حقيقيه للبلاد..



الدولة الثانية: هنا تكمن الدولة الحقيقية والقوية التي بحوزتها نفوذ صالح والمال والنفط والثروات والجيش ومفاصل الدولة الكبرى وهذه كلها تضخ ثروات هائلة الى جيب الرجل وعائلته واقاربه وهنا تجد لجنة مشتريات ومناقصات الدولة الكبرى والمشاريع والفضائيات والبنوك وشركات الاتصال والعقارات ومراكز الصرافة والمؤسسات الاقتصادية.



الدولة الثالثة: دولة القبائل وهذه استطاع صالح ان يوفر لهم من الخليج والداعمين مخصصات ومبالغ شهريه ضخمه يتم توريدها ايضا الى جيبه موزعا الفتات للقبائل ليكونوا له سندا وحماه حينما تهيج اي عواصف للتغيير وهو بهذا قد ضم الى جانبه تجمعات كبيره من القبائل لا ترفض له امرآ ولا قرار..



الدولة الرابعة: هي دولة في كل وادي حجر..

بحيث وظف طريقة شراء الذمم لكثير من ضعاف النفوس في كافة المحافظات وجعلهم فقط مصدر ايرادي يضخ الاموال الى خزينته مقابل توظيفهم ودعمهم بالمال والسكن والاراضي والنثريات وحرية السفر والبذخ والاهتمام بعائلاتهم واولادهم ومنحهم كثير من الفرص في بناء شركات وبنوك وتجارات مختلفة..

هذه الدولة ظلت ايضا تعمل تحت قيادته ويحصد منها النسب الكبيرة ويمنحهم نسب بسيطة ليعبثوا كيفما يشاؤون شريطة عدم الخروج عن ما وضعه وأسسه في هذه الدولة الرابعة..



الدولة الخامسة : دولة صناعة الارهاب والقاعدة واعداء الوطن..

هذه الدولة استطاع ان يشتغل فيها موضحا للعالم ودول الخليج ان اليمن تعاني من الارهاب والجماعات المسلحة ويطلب دعما لمحاربة هذه الظواهر..

فكان يشعل اماكن ويخمد اماكن اخرى باتصال هاتفي. موظفي هذه الدولة كلهم خريجي سجون وبلاطجة وطوائف ولصوص واصحاب مخدرات وعساكر استطاع صالح ان يوفر لهم دعما ونثريات واسلحه ومرتبات بحيث يمنحوه الولاء والطاعة العمياء ويعملون معه بإخلاص منقطع النظير وهو في هذه الدولة كان يتلقى من العالم والداعمين ودول الخليج دعما هائلا من العملات الصعبة والأسلحة والمعونات وتموين غذائي وادويه وغيرها وكان يصرف في هذه الدولة القليل جدا ويبتلع الحيز الاكبر من هذه الاموال ويضمها الى خزينة دولته الثانية الحقيقية التي تمتلك كل مقومات القوه والمال والحرس الجمهوري والشركات والعملاء ...الخ



بين كل هذه الخمس الدول ظلت الدولة الاولى الوهمية تقوم بالخطابات والمؤتمرات والحديث عن الانتخابات والصناديق وتخدير عقول المواطنين بالوحدة والاعياد الوطنية والتنمية وبالخدمات والكهرباء والمياه التي ظلت خاربه وغير موجوده طوال حكمه..



وعندما حدثت الثورة والتغيير وخروج الناس لتسليمه للسلطة كان صالح يفهم جيدا انه اذا نجحت الثورة فهو لن يسلم غير الدولة الاولى الوهمية التي لاتعني له غير ( صفر )في مسيرة حياته بينما الدول الحقيقية المؤثرة ظلت بحوزته اضافة الى ان الدول الثلاث المتبقية الموالية له ستنتشر في اي معترك سياسي جديد وستظل تعمل معه فظل موجودا في كل الازمات ولم يتلاشى نجمه وبلطجيته..



تساءل البعض ما سر الفوضى وتلخبط الاوضاع في الجنوب رغما من التحرير ووجود التحالف والمقاومة.. والجواب هنا بسيط هو ان الشرعية ظلت مخترقه من قبل اناس موالين للزعيم فظلوا يعملون على زعزعة الاوضاع فتارة تظهر الاغتيالات وتارة يختفي الوقود ومشتقاته وتارة يختفي الغاز وتارة تنعدم السيولة لدرجة انه حتى التحالف اصيب بالتوهان والضياع فلم يشهد الجنوب اي تحسن ملحوظ. فظهر بلاطجه من الجنوب يتحدون من يعترضهم ويمنعهم من الخراب وظلت الدولة مهزوزة كل ينظر للأخر بترقب واندهاش..



هكذا ظل صالح يعمل بأذرعه كبيره بل ان جنوبيون من العيار الثقيل قد هرولوا لكنف الزعيم وتلخبطت كثير من الامور الهامه..

هكذا ظل الزعيم يعمل طوال فترة حكمه دون وازع ضمير ولا مسؤوليه حقيقيه تجاه الناس فاغرق البلاد بتحالف جديد مع الحوثيين فتم تدمير الارض واشاع كل الخراب وكل ذلك بسبب تسليمه للسلطة فهو لا يهتم للبلاد مطلقا..



المحير كيف ظل المجتمع اليمني بكل فئاته وطوال كل هذه السنين وهو اسير لشخص مراوغ كاذب لم يفكر يوما بالاهتمام بشعب ولا وطن ولا يحزنون..بل مازال الكثير وحتى اللحظة يهرولون لدعمه..هذا لغز..

اما بالنسبة لذاته فقد قالو

هناك اناس مهوسون بالتسلط والمال والغطرسة وحب التملك والظهور الاعلامي فقط.. اولئك اناس امراض فحينما يستشعروا سقوط هذا المجد الكبير فإنهم يحرقون البلاد عن بكرة ابيها..ولا يهتمون لشي اخر مطلقا..

هذا هو زعيم الوطن المسلم..والدول الخمس التي انشأها من اجل الرخاء والبناء والاستقرار



يا ساتر يا لطيف..


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

مشاهدة فيديو: هكذا علق الفنان الحاوري على مقابلة علي عبدالله صالح الأخيرة
- YouTube