عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2010, 01:22 AM   #47
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


هل نحن على مشارف حرب سابعة في صعدة؟!
المشهد مماثل لمشهد ما قبل السادسة بما في ذلك مضمون بيان الأمنية العليا


المصدر أونلاين - خالد عبدالهادي

يمكن للحوثيين أن يقضوا خاتمة هذا الأسبوع غارقين في نشوة "نصر" سهل سيعيد إلى أذهانهم نسخة متطابقة من مشاهد مرت عليهم قبل عام تماماً؛ عشرات الجنود يقعون في أسرهم، ومواقع مجهزة للجيش تنتقل بين لحظات ضمن عتادهم، وخصوم قبليون يقعون في دائرة غلبتهم.


الاثنين الفائت، هُرع رئيس الحكومة علي محمد مجور إلى قاعة البرلمان ليحث النواب على إدانة ما ألحقه الحوثيون بزميل لهم ومهاجمة مواقع للجيش، أسروا منها أعداداً كبيرة من العسكريين.


يتناسب إسراع مجور إلى البرلمان ليبلغ أعضاءه أخباراً سيئة بما فيه الكفاية، للتدليل على سوء الموقف في حرف سفيان واندهاش الحكومة نفسها من سرعة التطورات هناك.


قال مجور إن الحوثيين أصابوا النائب صغير بن عزيز إلى جانب نجله وهاجموا مواقع للجيش ليأسروا عدداً كبيراً من الجنود، مطالباً أعضاء البرلمان باتخاذ موقف قوي من ذلك.


سرى نبأ عاجل مساء الأحد عن التوصل لاتفاق هدنة بين الحوثيين ورجال القبائل من أتباع ابن عزيز. وفيما لم يكن النبأ قد أخذ مداه في الذيوع أو تزحزح عن الصفحات الرئيسة للصحف الإلكترونية الإخبارية، انفجر الموقف لتطغى أحداثه على ما سواها.


وقبل مساء اليوم ذاته، كان رئيس الجمهورية، في الصباح، يلقي خطاباً اضطرارياً على جنود الأمن المركزي قال بخصوص حرب صعدة: إن خيار الدولة هناك هو خيار السلم. دعا الرئيس الحوثيين للتوقف والاكتفاء بست جولات. وقال: يكفي ست جولات من الحرب..لا لحرب أخيرة.


لكن الأحداث لا تسير وفق ما يقال في الخطابات. إنها على العكس، تتسارع بسرعة فائقة إلى حد أن شكلت معادلة تبدو غير معقولة لمن لم يشهدها: الناس في حرف سفيان كانوا ينامون على اتفاق هدنة ويفيقون على قتال مروع قد يكون المحطة الفارقة بين جولة سابعة من الصراع من عدمها. وبنبرة غلبت عليها الحيرة، كان أحد السكان المحليين، يقول لـ"المصدر أونلاين": الحوثيون أكملوا السيطرة على العمشية.


كان ابن عزيز الشيخ القبلي ذو الخلفية العسكرية والنفوذ القوي بحرف سفيان، والذي يجسد آخر رمز للسلطة والدولة، يفسد على الحوثيين متعة سيطرتهم على المنطقة. وفي حال نجحوا في إزاحة دوره فإنهم يكونون قد وجهوا ضربة مزدوجة له وللقوات الحكومية خلال القتال العنيف.


وفي الدلالة الرمزية، لنقل ابن عزيز، آخر علامات السلطة بحرف سفيان إلى صنعاء، نقطة التقاء مع ما رددته تقارير غربية ومحلية مراراً عن أن السلطة الضعيفة في صنعاء لا تبسط نفوذها الحقيقي إلى ما دون أطراف العاصمة لتقول الدلالة الأخيرة بطريقة أخرى إن نفوذ الدولة انحسر عن المناطق الغاضبة على السلطة لينحصر في صنعاء.


حسم الحوثيون المعركة التي خاضوها مع الشيخ القبلي بن عزيز المدعوم من الجيش لصالحه، وفي اليوم التالي لذلك جاءت أخبار محيرة من صعدة: الأمن ينسحب من بعض المديريات، والجيش من الملاحيظ إلى حرض وعاصمة المحافظة.


وعلى الرغم من شراسة المواجهات التي اندلعت في سفيان والتي كانت تعزز من الاعتقاد باندلاع الجولة السابعة من القتال، إلا أن الحكومة والحوثيين لم يبديا آنذاك موقفاً معلناً، وفي حين لم يمارس الحوثيون عادتهم القديمة في إرسال البيانات التي تعبر عن وجهة نظرهم وتوضح سير الاحداث وفق رؤيتهم؛ التزمت وسائل الإعلام الرسمية الصمت حيال تلك المعارك، واعتبرتها شأناً حوثياً ـ قبلياً.


لم يستمر الأمر على ذلك النحو، فعقب انتهاء المواجهات الميدانية؛ بدأت التراشقات الاعلامية، وبالتوازي مع ذلك جاءت أخبار محيرة من صعدة: الأمن ينسحب من بعض المديريات، والجيش من الملاحيظ إلى حرض وعاصمة المحافظة.


شكل هذا الانسحاب المفاجئ للسلطات المحلية من تلك المديريات حالة من الهلع بين السكان خوفاً من اندلاع حرب سابعة، لا سيما وقد اعتاد الأهالي على تفجر الحرب عقب انسحابات مماثلة في السنوات السابقة.


واليوم بدأت التصريحات الإعلامية: وجه صالح رسالة إلى المشرف على تطبيق اتفاق السلام بصعدة اشتملت على ستة بنود طلب إبلاغ الحوثيين بها لمعالجة الوضع في سفيان وبعض مناطق صعدة. وإذ أكدت الرسالة على أن " السلام هو خيار الدولة"، فقد حملت الحوثيين "المسؤولية الكاملة" إذا استمروا في التسويف.


كانت الرسالة الرئاسية ذات نبرة هادئة؛ غير أن اللجنة الأمنية العليا بدأت في إصدار بيانات بلغة أعادت إلى الذهن تلك البيانات التي ساهمت في تسعير الحرب السادسة، وحوت تهماً وجهتها اللجنة ذاتها للحوثيين قبل حروب سابقة.


قال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا إن المتمردين الحوثيين مستمرين في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار ولم يلتزموا باتفاق الدوحة. ونقل عن المصدر قوله "إن عناصر التمرد الحوثية لازالت مستمرة في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار والهجوم على المواقع والنقاط الأمنية والعسكرية والاعتداء على المواطنين وترويعهم وتهجيرهم من مناطقهم".



وأضاف "ان تلك العناصر ومن خلال هذه الممارسات تكشف عدم تقيدهم بتنفيذ النقاط الست التي التزموا بها كشرط لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى عدم التزامهم باتفاق الدوحة الذي أعلنوا القبول به".


وفي حين أكد المصدر على "سعي الحكومة إلى إحلال السلام وإعادة إعمار ما خلفته الحرب وعودة النازحين إلى قراهم ومنازلهم وتعزيز الأمن والسكينة في المحافظة". حمل "عناصر التمرد الحوثية مسئولية كل ما يترتب عن خروقاتهم وعدم التزامهم بالنقاط الست وآليتها التنفيذية واتفاقية الدوحة".


واللافت ان هذا التصريح بعد صمت رسمي دام 3 أيام، رغم معارك ضارية تدور بين قبائل عزيز والجيش من جهة، والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى، وأودت بحياة العشرات، بينما أسر الحوثيين 200 جندي من أفراد الحرس الجمهوري، أفرج عنهم اليوم بحسب تصريحات وسيط للوكالة الفرنسية. كما جاء ذلك بعد يوم واحد من إنسحاب مفاجئ قوات الأمن المركزي المرابطة في مديريات شدا ورازح والظاهر .


وكما هو متوقع ـ وكما يحدث في حروب سابقة ـ فقد رد الحوثيون على تصريحات الأمنية العليا، معتبرين اتهامات اللجنة " لا تخدم السلام ولا أساس لها من الصحة وتشجع تجار الحروب"، وقبل ذلك كان المتحدث باسمهم السعودية وأمريكا بالسعي لإشعال حرب سابعة في صعدة.


وعلى ذلك تبقى صعدة ومناطق جوارها تحت رحمة النيران، وسيقضي سكانها وقتاً عصيباً بين أمل احتواء آثار المواجهات بسفيان والخوف من تجدد الحرب في محافظتهم. لكن أياً من أهالي المحافظة المشهورة بزراعة الخضروات والفواكة يمكنه التوقع بتلقائية أن جولة جديدة من الحرب تتربص بموسم نضوج المحاصيل أسوة بكل الجولات الماضية.!

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس