عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2009, 09:16 AM   #9
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
أخي نجدي الحسيني:
تركتك طيلة هذا الفترة تكتب عن الحقائق أصالة عن نفسك ونيابة عنّا جميعا إلا من نسي عرقه ، لكنني وبمنتهى الألم والحرقة والأسف ساقف في الجهة المقابلة اليوم ... هذه الساعة إلى أن يأذن الله بأمر آخر.

سيّدي الفاضل:

لا شيء جديد طرأ على الجغرافيا منذ العهود اللامعة ، لا سيّما اليمن بتضاريسه وسهوله ووديانه وسواحله ، وأنت تعرف أن الأرض هي الأرض بما فيها من مخلوقات ، سخّرت من أجل الإنسان ، وعلينا أن نقف عند الإنسان ولا غيره.

أعتقد أنّي محق إذا كتبت تحت إصرار وتصميم: دعوا الجغرافيا والتاريخ ودعونا نكتب عن التالي:

من هو الإنسان اليوم؟ وإلى أين يقود العالم ، كل من موقعه أو من وطنه؟


أول ما سيخطر على البال:

إنسان اليوم ليس كإنسان الأمس .. إنسان اليوم انفصم عن الأمس ، وبالتالي هو يسطر تاريخا ليس له علاقة ولا ارتباط بتاريخ الأمس ، ولا بأس من التوقّف في الساحة اليمنية لأنها تعنينا.

اليمن اليوم جفرافيا كيمن الأمس ، تاريخيا مفصول عن الأمس بسبب إنسان اليوم .

الإنسان اليوم أينما تذهب تجده بين اثنين:

سيّد ومسود

والسؤال:

من هو السيد أولا؟

هنا سنكتشف أن السّيد بتر التاريخ كل من موقعه وسطّر تاريخا آخرا يكاد يعم العالم بما عكسه ذلك من ثقافة وسلوك وحضور ألغى ما قبله من جذوره. ما الفائدة إذن من حديث عن تاريخ ليس له علاقة بمجريات أحداث اليوم إلا من باب التّذكّر والإستجمام الذّهني أو السياحة الذّهنية؟

يا سيّدي نجد الحسيني:

إذا كان الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا وهو التاريخ والثقافة والفكر والمنهج والسلوك الذي يترجمه الإنسان على أرض ، أي أنه الكلي، فكيف لا نقبل بغرابة

الجزئي؟

وعليه فإن ما بني من حقائق جغرافية على يد إنسان اليوم هي تعني في الروح تاريخ اليوم بعلله وليس امتداد لتاريخ الأمس ، وماذا يعني لي وطن عربي بجواري وأنا لا أستطيع الهجرة إليه بينما أحزم أمتعتي وأسافر إلى بلد أجنبي بعيد ، أجد فيه حرّيتي؟ ، وماذا تعني لي وحدة وطن أعيش فيه غريبا؟

هذه صورة السّيّد اليوم بإسهاب ، وهذا المشهد الذي رسمه في الجغرافيا والتاريخ ، واقرأ المسود في التاريخ الجديد:

أين منها صورة سيّد الأمس ، آخرهم الإمبراطوريّة العثمانيّة؟

أما المسود فحسبك النّموذج التالي:

الجغرافيــا: حضرموت
الأداة أو الفكر أو الثقافة: الحضرمي


بالأمس القريب كانت غبراء قفر ، لكنها حاضرة في التاريخ وسبب حضورها: الإنسان

اليوم: لا زالت غبراء قفر ، والسؤال:

هل لا زالت حضرموت التاريخ في التاريخ أو من التاريخ؟ وبفعل من يا ترى حضرموت صارت برّا للنزهة وممرّا لكيف ونشوة أهل العصر من ذوي السيادة والمسودين؟

أيعجبك ما يدور ، وما يحدث من ذوي الوجاهة؟ وقبل ذاك هل ما يحدث امتداد لتاريخ؟

حضرمون على مستوى الساحل: عنوانها: خور المكلا ـ أسواقها: نجم البلدة
حضرموت على مستوى الداخل: عنوانها: قهوة ابن عيفان


من هم الرواد؟ وكم عددهم؟ وما هو نشاطهم الجسدي والفكري؟ ، وأين السواد الأعظم؟ وأين التاريخ؟..... أين نتفة من تاريخ؟ ... أين بقايا الإنسان؟

هل سمعت عن مركز ابن عبيد الله للتراث في سيئون؟

فضلا اذهب وقارن بين إنسان اليوم وإنسان الأمس

وعليه فإن القراءة يجب أن تكون حيّة لواقع حي على علله لعل وعسى نصوّر الأمور كما هي وليس كما يصورها خيالنا وتصورها أقلامنا والإعلام .
التوقيع :
  رد مع اقتباس