[أبوعوض الشبامي]

المتابع للإصدارات الأخيرة للكتب في حضرموت أن البعض من الذين كتبوا يحاولون أن يختزلون تاريخ حضرموت شعبا وحضارة وعادات وفنون وادب ..الخ اختزالا لهذا التاريخ العميق والواسع وحصره في أفق ضيق ويصبح التاريخ هو تاريخ بلدات وقرى أو تاريخ قبيلة ....!!

فهذا يختزل التاريخ الحضرمي الى ( سيبان عبر التاريخ ) وآخر من قبله تعصب الى فخيذته السيبانية ومثل الوجه الآخر للشوفينية الضيقة من منظور بنية القبيلة التي لم يتبقى منها سوى بعض المشاعر البدائية فكتب عن ( تاريخ الجوهيين ) وبين كتاب الاثنين هناك ( تاريخ بلعبيد ) .. وهكذا البقية آتية .. ومن كل كتاب يصدر توزع مائتي نسخة اهداء في صنعاء ولزوار حضرموت من المسؤلين الشماليين .. من باب نحن هنا و( تعزيزات قبلية ... وتواجد ورقم قبلي .. ودعم .. وخلفيات واسناد .. ألخ )..!!

وهكذا يختزل تاريخ حضرموت الى تمجيد الموتى من قتلة او قطاع طرق ، ونفخ في قربة القبلية الميتة ، كما يحلو للبعض ان يفعل ، حيث بدلا من نشرهم للفكر العلمي الذي ذهبوا الى اقصى شرق أوربا يتحصلونه ، والفكر العلمي الذي هو الاداة الوحيدة لفهم واقعنا الحضرمي الملموس ووسيلتنا الممكنة لتغييره ، يعودون الى التخندق القبلي المقيت لبث الانقسامات وسط قبائلهم ووسط القبائل الحضرمية الأخرى وبقية أطياف المجتمع الحضرمي ..وتحريف النقاش ذي الطابع التاريخي العلمي وتشويهه بتغليفه بغطاء تاريخي قبلي مقيت .

ربما السبب الذي جعلني أن أندفع نحو هذا الموضوع ليس شخصنة النقاش أو التحامل على فلان أو على حقبة الحكم ( الخنبشو شمالي ) على غرار ( الانجلو سلاطيني ) بل هو المشاركة في هذا النقاش ، لغاية التأكيد على اهمية نشر الوعي السياسي التقدمي والعلمي في عصر النت والفيس بوك والتويتر ، وتجاوز الوعي القبلي الذي هو من مخلفات مرحلة تاريخية تجاوزها المجتمع الحضرمي مبكرا .. هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر الكشف بشفافية حقيقة الصراع الذي دفعت اليه بعض من قبائل سيبان وزجت في حرب غير متكافأة وهي لاتعلم أن ( الذهب الأسود )اصبح معبود الشركات والمصالح الدولية .... !!





.