عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2010, 12:29 AM   #106
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تاريخنا من الإرشيف المصري: هل كان السلطان صالح كويتيًا ؟

المكلا اليوم / القاهرة: أحمد باحارثة2010/7/3

هذا ما تشير إليه صحيفة مصرية رسمية بأن السلطان صالح من الكويت ! حيث كانت الصحف والمجلات المصرية تبدي اهتمامًا لا بمقالات كتاب حضرموت وأدبائها بل تعنى بتسجيل كل ما كان ذا شأن يعتمل في حضرموت، ومن ذلك وفاة سلطانها الشهير صالح بن غالب القعيطي الذي وافته المنية في منتصف عام 1956 فتناقلت صحف مصر ذلك الخبر الجلل ومن بينها صحيفة "الجمهورية" التي انفردت بتفجير تلك المفاجأة الخبرية وهي أن أشهر حكام حضرموت المعاصرين كان "من الكويت"، وذلك في عددها الذي حمل رقم 892 الصادر بتاريخ 1956/5/29م وكان سياق الخبر المنشور على هذا النحو:



"العنوان: وفاة سلطان من الكويت"

عدن، في 28 -و.ا.ع- "توفي السلطان السيد صالح غالب من الكويت مساء أمس في مستشفى مدني في عدن وهو في الثامنة والسبعين، وكان قد أجريت له جراحة في عظمة الفخذ على أيدي جراحين أخصائيين من لندن وقد نقل جثمانه بالطائرة إلى المكلا ", وإلى هنا انتهى الخبر.

فمن هو هذا السلطان الكويتي الذي قضى ساعاته الأخيرة في الجنوب ونحن نعرف أن حكام الكويت يحملون لقب أمير لا سلطان ولماذا اختار عدن لعلاجه ولماذا يدفن في المكلا بعد موته أم إن ثمة مدينة كويتية تدعى المكلا، أما السلطان صالح بن غالب فكلنا نعرف أنه كان حضرميًا، يافعيًا في أصوله هنديًا في نشأته لكنه لم يكن كويتيًا ساعة من الزمان اللهم إلا ساعة نشر تلك الصحيفة المصرية.

لا شك أن الأمر يعود - كما أرى - إلى خلل في القراءة نص الخبر المأخوذ من وكالة أنباء عدن كما رمزت لها الصحيفة بأحرفها الأولى "و.ا.ع"، حيث كان الخبر في تصوري مكتوبًا باللغة الإنجليزية إذ كانت عدن آنذاك مستعمرة إنجليزية, ومنشأ الخلط أتى من تهجي كلمة لقب "القعيطي" التي تصبح مشابهة بأحرفها الإنجليزية كما لا يخفى لكلمة "الكويتي", وهو خطأ معهود في قراءة أسماء الأعلام للأشخاص أو المناطق من لغة لأخرى حيث تصبح تلك الكلمات وكأنه خلقت خلقًا آخر، وكان من أطرفها في حضرموت ترجمة منطقة "برع السدة" إحدى أحياء مدينة المكلا القديمة من هجائها الإنجليزي إلى منطقة "بر السادة" !.

ومثله حدث مع تلك الصحيفة حيث استحال "القعيطي" إلى "الكويتي"، فتصرف فيها محرر الخبر إذ فهم من تلك الكلمة أن السلطان المغفور له كان كويتيًا، ولعله كان يظن أن عدن والمكلا مدنًا تابعة للكويت، والحقيقة أنه لم يبعد كثيرًا إذا أخذنا في الاعتبار أن تلك المناطق الثلاث كلها كانت جميعًا حينها يجمعها التاج البريطاني.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح