.
المثل : (( ما قالت قــش ))
قش : في اللغة هو الرمام وما كنس من البيت فهو قشاش ، والقشاش والقوش في اللهجة الحضرمية يحمل نفس المعنى .
ولكن ما معنى كلمة (( قش )) في اللهجة الحضرمية ؟؟
قيل أن كلمة (( قش )) صفة للصوت الذي ينبعث من فوق بقايا الرمام أو أعلاف الذره (( القصب )) ومن هنا اخذ معنى المثل
وقيل أن (( قش )) تأتي بمعنى يصيد او يصيب الهدف المنشود ولذا ا قال شاعر من الهجرين:
فإم الهجر خير من جاوه وأرض الحبش= فأبسط بساطك بها وافرش كما من فرش
يا خير بلده ولا قاصر بها إلا البقش=فأعكف بها واقتصد فيها وكن صقر قش
قصة المثل : هناك قصتان يدور حولهما معنى المثل .
القصة الأولى : وهي الشائعة في حضرموت وتعطي مدلولاتها من جانب آخر والذي يصور الحذر من كيد النساء م وجاء سياق القصة بالمثل
تقول القصة أن إمرأة متزوجة ، كان زوجها يكثر من مبيته خارج البيت للعمل مزرعته ، فأتخذت لها صديقا ... وذات ليلة وعدته أن يبيت عندها وقالت له إذا أنتصف الليل
تعال وأكمن تحت البيت بجانب كومة أعلاف الذره (( القصب )) وفي حالة غياب زوجي عن البيت سأرمي لك حجرا اشارة لك وإذا سمعت صوت وقوع الحجر على (( القصب ))
تلقى الباب مفتوحا وإطلع . فأمتثل صديقها لكلامها وجلس ينتظر ، و في تلك الليلة شاء زوج المرأة أن لا يغادر بيته . وأنتظر وطال انتظار الرجل حتى قرب الفجر من الطلوع فرجع الصديق
خائبا وقال:
( ما قالت قش ) أي أنه لم يسمع صوتا أوحسا لوقع الحصاة فوق العلف ( القصب ) و في العادة حين يكون القصب جافا ووقعت عليه حصاة
ينطلق منه صوتا مميزا وهو (( قش )) وذهب هذا القول مثلا : لمن يريد الأمر يصيب أو يتقن بإذنيه من وقوع الشيء .
القصة الثانية : تأتي ضمن السياق الأول للقصة الأولى والاختلاف في ابطال القصة وتقول القصة:
أن مجموعة من الرجال قدموا على صديق لهم في وقت قحط وجفاف ، وكانوا يركبون جمالهم و حميرهم ، فطلعوا الى البيت وأكرمهم الصديق وتعشوا عنده
وباتوا ، وإذا بهم يسمعون اصوات الجمال والحمير وكثرة حراكها ، وهي كما يبدو لهم أنها تتضور جوعا ، فتسألوا هل مضيفهم عشا حيوانتهم ؟ فقال أحدهم : فليطلع واحد منكم سطح البيت ويرمي
بحصاة على مربط حيواناتنا فإذا سمع صوت (( قش )) فيعني ذلك أن الحصاة وقعت فوق أعلاف الذرة (( القصب )) .
فطلع واحد منهم ورمى بالحصاة ولم يسمع سوى صوت الحصاة تتدحرج على الأرض فعاد إلى اصحابه وسألوه عن الخبر ؟؟
فرد عليهم : (( ما قالت قش )) فأدركوا في هذا الايجاز الوصفي أجوبة اسئلتهم
وهكذا اصبح هذا القول يضرب في مثل تلك الحالات ويعطينا مدلولاته حين يراد أن يستطلع للأمر الصحيح أو الخبر المعقول الذي يبنى عليه التصديق...
.