عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2009, 07:24 AM   #7
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

عن كتاب: " الفصول العلميّة والأصول الحكميّة " كنا قد كتبنا مختارات عن فصلين ، هما:
1- الفصل الثالث بعنوان: الأزمنة.
2- الفصل الرابع بعنوان: الكبر والغفلة
ــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل: الخامس:
المداهنة والغلو في المجاملة

وقد كانت مراقبة الناس ومحاذرتهم مما لا يستحسنه أرباب العزائم والهمم . قال الشاعر:

من راقب الناس مات غمّا = وفاز باللذة الجسور

والقصد أن العاقل التّقي لا ينبغي له أن يعوّل إلا على طلب مرضاة الله.

الفصل التاسع
الدنيا لا راحة فيها لمؤمن عاقل البتّة ، وإن وجدت راحة له ، فلا بدّ أن تكون مصحوبة بغفلة .
وأما الأحمق فقد يستريح في الدنيا ، وسبب وجود الراحة فيها كونه أحمق لا يهتدي إلى بواطن الآفات.

تصفو الحياة لجاهل أو غافل = عمّــا مضى منها ومــا يتوقّـعُ
ولمن يغالط في الحقائق نفسه = ويسومها طلب المحال فتطمعُ


الفصل العاشر
التقوى والإحسـان

إعلم أن كل شيء يحسن مع التقوى والإحسان ، مثل القمر والغنى والصحة والمرض والعزّ والذّل ، والخمول والشّهرة ونحو ذلك.
التقي المحسن إن أصابه فقر كان حاله مع الله الرضا والقناعة [ 1 ] والصبر والورع والإستغناء عن الناس . وكان حظه من الله تعالى الرضا والقرب والإمداد
بالصبر والمعونة ، وكان حاله فيما بينه وبين الناس الستر والتّجمل وانطلاق الألسن بالثّناء عليه.

وهذا الفقر لو أصاب بعض الفجار المسيئين لكان حاله الجزع والسخط والطمع في الناس والتعلق بما في أيديهم . وكان حظه من الله تعالى السخط والمقت
وعدم الإمداد بالصبر والمعونة . وكان حاله عند الناس الإزدراء بالفاقة ، وكانت ألسنتهم عليه منطلقة بالذّم.

ومهما كان الإنسان محسنا تقيّا فأغناه الله تعالى مع ذلك ووسع عليه كان حاله مع الله : الشكر وتعظيم النعمة والإستعانة على الطاعة وبذل المال في وجوه الخير
واصطناع المعروف في القريب والبعيد . وكان حظّه من الله تعالى الرضا والمحبة والإمداد بالمزيد من اليسر والسّعة . وكانت ألسنة الناس منطلقة بالثّناء
عليه وبالدعاء بزيادة اليسر والسّعة.

الفصل الثالث والعشرون:
الإقتصاد والتّوسط في الأمور [ 2 ]

اعلم أن الإقتصاد والأخذ بالوسط في جميع الأمور هو المطلوب والذي ينبغي . وقد ورد:
خير الأمور أوساطها

وورد أيضا:

الإقتصاد والمت الحسن جزء من خمس وعشرين جزء من النبوّة

وقال أمير المؤمنين: علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه: عليكم بالنّمط الأوسط ، فإنّ يرجع إليه الغالي ويلحقهم التالي

الشّجاعة[ 3 ]
الإفراط فيها تهوّر وإلقاء النفس إلى التّهلكة ، والتقصير عنها جبن وذل

التّواضـع
الإفراط فيه ضعة ومهانة والتقصير عنه تكبّر ورعونة

الحيــاء
الإفراط فيه أنوثة وضعف ، والتقصير عنه فضاضة وهتك

البشر والبشاشة
الإفراط في ذلك سخف وخلاعة ، والتقصير عنه جفاء ووحشة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش

[1] القناعة الرضا بالحال مع عدم التألم والشّره ، قال الشاعر:
إنّ القناعة من يحلل بساحتها = لم يلق من دهره شيئ يؤرّقهُ


[2] قال أحدهم لإبنه: يا بنيّ ، الحسنة بين السيئتين ، يعني الإفراط والتقصير ، وخير الأمور اوساطها ، وشرّ السير: الحَقْحَقَةُ ( أرفع السيروأتعبه للظّهر ) ـ عيون الأخبار
[3] الشجاعة تحمّل المكاره مع القدرة على الظفر والإستظهار ، من دلائلها: القوة في لين والإعطاء في الحق والتّحمّل في المرافقة والصبر في الشّدّة
والعفو عند المقدرة.
لقمان الحكيم لابنه: كن في الشّدّة وقورا وفي المكاره صبورا وفي الرخاء شكورا ، ولا تدّعي ما ليس لك ، ولا تقف ما ليس لك به علم ، واحفظ العبر واحْذر الغِيَرْ
تكن شجاعا.واعلم أن من لا يغلبه غضبه ولا تجمح به حميّته ولا تهزمه شهوته ولا تقصر به نيّته ، ومن ينصر المظلوم ويواسي المهموم هو أشجع الناس .
وإيّاك والتّهور والإندفاع أو أن يغلبك الغضب ، فإنه رأس الهلكة.
التوقيع :
  رد مع اقتباس