عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2009, 06:54 PM   #9
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفــــــــاف [ مشاهدة المشاركة ]
شاكرة لك هذا الإختيارالممتع والمفيد الذي نقلته .. وكان علينا أن نصمت تهيّبًا لهذه الشذرات التي أتت من أحد رموز حضرموت وهو العلامة السيد عبدالله بن علوي بن محمد الحدّاد (رحمه الله آمين) لك مني خالص أرقّ التحايا والمودة الإحترام.

الفصل الرابع والعشـرون

الرّفق[1]


اعلم أن الرفق في جميع الأمور مطلوب ومحبوب ومرغوب فيه شرعا وعقلاً ويأتي به ومعه من المطالب والخيرات ما لا يتأتّى مثله ولا قريب منه مع العنف والخرق ، والرفق صفة الحكماء من عباد الله الذين اصطفى . قال الله تعالى في وصف نبيّه سيّد البشر ، صلوات الله عليه وسلامه:

" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك" . وقال تعالى: " خذ العفو وأْمر بالعرْف واعْرض عن الجاهلين "وقال تعالى: " وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ".

وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم: " إنّ الله رفيق يحبّ الرفق في الأمر كلّه "وقال عليه الصلاة والسلام: " ما كان الرفق في شيء إلاّ زانه ولا نزع من شيء إلا شانه "

ومن لم يأخذ بالرفق من الرؤساء المتبوعين ، وأخذ بضدّه من العنف والشّدّة فقلّ ما يتمّ له أمر ، وتجتمع له كلمة ، وإن وقع ذلك قليلا لبعض من يكون كذلك ، فيكون بالظّاهر دون الباطن مع الكراهيّة والإشمئزاز.

وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ يأمر بالرّفق يأخذ به في أكثر أحواله وعمومها كما يعرف من نظر في سيرته واطّلع على حديثه وأخباره في تعليمه للجاهل. فمن ذلك حديث الإعرابي الذي بال في المسجد [2]، وحيث الآخر الي اعطاه صلى الله عليه وآله وسلم ـ فسخط منه وقال ما لا ينبغي ، فهمّ به المسلمون فكفّهم عنه ، ثمّ زاده شيئا من العطاء حتى رضي وقال جميلا.

وحديث الشاب الذي قال لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ يا رسول الله ، إئذن لي في الزّنا . فقال عليه الصلاة والسلام: " أتحبّه لابنتك؟ فقال: لا .
فقال له: كذلك الناس لا يحبّونه لبناتهم".
ـــــــــــــــــــــــــــــ


الهامش:


[1] الرفق هو التأني في الأمور والتدرج فيها ضده العنف .
[2] عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به :
مه مه ( أي أترك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) " أي ضيقت واسعا " متفق عليه ...
التوقيع :
  رد مع اقتباس