الموضوع
:
النزعة الثورية التحررية في قصائد الشاعر خميس سالم الكندي
عرض مشاركة واحدة
02-05-2010, 12:15 AM
#
30
الأميـــ الدلّوعة ـــــرة
حال نشيط
رقم العضوية :
18089
تاريخ التسجيل :
Oct 2009
المشاركات :
465
التقييم :
10
مستوى التقيم :
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور
[ مشاهدة المشاركة ]
أخي ابو ايمان
يبدو لي أنك تشير بطرف خفي إلى الصراع العلوي الإرشادي
دعنا نعود إلى السرد التاريخي المختصر أولا :
في عام 1924 قام عمر عبيد بن عبدات أخو زعيم الحركة صالح عبيد بن عبدات وشيخ آل عبدات أحد فروع آل عمر من فخائذ آل كثير المنتمية لمجموعة القبائل الشنفرية بالإستيلاء على الغرفة ...
رجّح
الدكتور أحمد عبيد بن دغر في كتابه حضرموت والإستعمار البريطاني 1930 /1967
أن يكون استيلاء بن عبدات على الغرفة قد تم بدعم من
آل باعبّاد
وهم مشايخ روحيون سكنوا الغرفة وعرفت بإسمهم وأتى دعمهم له نكاية بخصومهم السادة العلويين الذين زاحموهم فيها فأستدعوه إلى الغرفة للإتكاء عليه في مواجهة خصومهم ولما عرف عنه من ثراء ومن مواقف معادية للسادة ...
دخل بن عبدات في صراعات مع جيرانه من آل فاس وآل مهري وهما فخيذتان تنتميان إلى آل عمر الحكّام الأساسيين في السلطنة الكثيرية وقدم البريطانيون دعمهم للسلطان الكثيري استنادا إلى معاهدة 1918 وحين أدركو أن الوضع يتطلب تدخلهم المباشر لحسم الموقف قام المستشار أنجرامس بمحاولة في سنة 1938 لإقتحام المدينة ولكنه مني بالفشل .
في نفس العام توفي صالح عبيد بن عبدات ممول الحركة وقائدها وقبله مات أخوه عمر عبيد فتولى قيادة الحركة عبيد صالح بن عبدات الذي عاد من المهجر في بداية الحرب العالمية الثانية اثر تعرض الغرفة لهجوم البريطانيين الفاشل وكان متأثرا بدعوات الإرشاديين .
كلنا يعلم أن جذوة الصراع بين العلويين والإرشادين بدأت في مطلع القرن العشرين من مهجرهم بشرق آسيا على اثر زواج أحد المسلمين الهنود بفتاة علوية حضرمية مما ترتب عليه إصدار السيد عمر بن سالم العطّاس لفتواه الشهيرة التي حرم بموجبها زواج العلوية من غير العلويين وإن رضيت ورضى ولي أمرها به والتي أتت كرد على فتوى الشيخ أحمد السوركتي الذي أفاد بصحة الزواج وهو الذي استقدمه السيد محمد بن عبدالرحمن بن شهاب لتدريس أبناء الحضارم في مدينة بتافيا بجزيرة جاوه الاندنوسية والفتوى المغايرة لفتوى العطّاس والمؤيدة لفتوى السوركتي التي أصدرها الشيخ محمد رشيد رضا ردا على استفتاء بعث به إليه أحد الحضارم من سنغافوره .
ما أود الوصول إليه هو :
لم يكن التيار الإرشادي محسوبا في مناوأته للعلويين على أي مذهب آخر خلاف المذهب السائد في حضرموت
، وتركز جل هم الإرشاديين حول إلغاء التمايزات الطبقية ليس بين أبناء المجتمع الحضرمي قاطبة والسادة العلويين وإنما بين ابناء المجتمع المدني والعلويين ومن خلفهم المشايخ والقبائليون معا ، والشاعر خميس سالم الكندي كان من ضمن أبناء المجتمع المدني الذين عانوا الأمرّين من غطرسة السادة والمشايخ وصلف القبائليون ، وإن وجد من مثل إستثناء يحسب على التيارات المتشددة وفكرها الوافد المغالي في الدين لصالح تحقيق منافع إجتماعية لأبناء المجتمع المدني الحضرمي فهو الأديب
علي أحمد باكثير
الذي نلحظ في مسرحيته الشعرية
همام في بلاد الأحقاف
ميله إلى المغالين الحنابلة وتبرؤه من العلويين والإرشاديين وفكرهم :
يابني الأحقاف توبوا للهدى = وأتبعوا الذكر ولوذوا بالسنن
وانشروا العرفان في قطركم = وأستغلّوه وأحيوا كل فن
وتناسوا ما مضى وأمتزجوا = وأرحضوا الأحقاد عنكم والإحن
بينكم جنس ودين جامع = ولسان وعهود ووطن
وعلى لسان أحد المشايخ قال باكثير ردا على موقف همام ( بطل المسرحية ) مما يحصل ( لا يكفي الوقت لنقل ما جاء على لسان همام ) :
ياعباد الله هذا مارق = يندب الناس إلى دين جديد
اسكتوه أسكتوه إنه = ياعباد الله شيطان مريد
وقول شيخ آخر :
هذا وهابي
... هذا معتزلي .... سدوا فاه
كشف باكثير عن موقفه من السادة والمشايخ بما أورده على لسان همام حين التفت إلى جماعة من العاطلين منهم في قوله :
يابني الأشراف قوموا وأنهضوا = فكفى ما كان منكم من كسل
اعملوا ولا تتوانوا وأعملوا = إن هذا ديننا دين عمل
بينما الناس على أعمالهم = بين تشمير وجد مكتمل
تتهادون كأسراب القطا = وتمشون كقطعان الهمل
أفلا يغشاكم فيه حبا = أولا يلحقكم فيه خجل
انتقد باكثير ( على لسان همام ) التصوف كمنهاج سائد بين السادة والمشايخ وطلب من أحفاد الرسول بأن لا يجعلوا أعمال أسلافهم حججا وعليهم تمحيصها قبل المحاججة بها .
إن مجريات الصراع بين العلويين والإرشاديين لا يمكن إختزالها في بضع كلمات وتحتاج إلى بحث متكامل ، وما أوردته لا يتجاوز توضيح ما أشار إليه الأخ أبوايمان ...
ختاما :
تحالف بن عبدات مع المشايخ آل باعباد وإن أتى على خلفية الصراع بين السادة والمشايخ على النفوذ الروحي إلا أن ما يجمعهم هو التوجه ذاته في السيطرة على الرقاب بنفوذهم وسلطانهم على أطياف المجتمع روحيا ، ولذلك لا يمكننا وضع النافذين من المشايخ في تلك الحقبة من تاريخ بلادنا كآلـــــــــــــ
باعباد
ضمن الإرشاديين ، ولولا مقتضيات مصلحتهم وصراعهم على النفوذ الروحي مع العلويين لما دعموا ثورة بن عبدات . ........ ( هكذا هي السياسة )
آسف للإطالة التي اقتضاها هذا البحث المحدود المقتضب .
تحياتي .
اتمنى منكم كأساتذه انت وابوايمان ان تلفتوا النظر ان هذا صار من الماضي و تاريخ ,على من يقرأ من الجيل الحالي ان يتعظ ولا يأخذ هذا الامر كإمتداد ومثير للضغينه ولكم التحيه على المجهود .
الأميـــ الدلّوعة ـــــرة
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الأميـــ الدلّوعة ـــــرة