عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 10:47 PM   #340
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله والأمر بالسنة والنهي عن البدعة
لا يعد المؤمن مؤمناً وفي نفسه شيء من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولايعد المؤمن مبغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لم يحتفل بمولده أو لأنه لم يحضر أو يأكل أو يشرب مما أعد للمولد0
ترهات وخواطر شياطنية تجدها لدى بعض من يدعي حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضر المولد وغيره لم يحضر 000
يجب الإقلاع عن هذه الخواطر والأفكار التالفة لدى بعض المتعصبين من جهله العلم هداهم الله 0
فأهل السنة أكثر من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم متمثلين قوله تعالى : "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)" آل عمران
فقد جعلوا شعارهم الإتباع وجعل مخالفيهم شعرهم الإبتداع 0
فمن يكتب ويحفظ بعدد لايحصى اسم رسوله ويصلي عليه صلى الله عليه وسلم في مجالسهم وخطبهم وكتبهم لايكتب على سبيل الإختصار (ص أو صلعم ) كما يفعله غيرهم ومن يحفظ القرآن والمتون ويأمر بالسنة وينهي عن البدعة غيرهم في كل زمان قال شيخ الإسلام-رحمه الله- في كتابه منهاج السنة ,المجلد الخامس
الصفحة:253-256 :
" والأمر بالسنة والنهي عن البدعة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر, وهو من أفضل الأعمال الصالحة, فيجب أن يبتغى به وجه الله, وإن يكون مطابقا للأمر.
وفي الحديث "من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فينبغي أن يكون عليما بما يأمر به؛ عليما بما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه, حليما فيما يأمر به, حليما فيما ينهى عنه"(قال المحقق:لم أجد هذا الحديث). فالعلم قبل الأمر, والرفق مع الأمر, والحلم بعد الأمر؛ فإن لم يكن عالما لم يكن له أن يقفو ما ليس له به علم, وإن كان عالما ولم يكن رفيقا, كان كالطبيب الذي لا رفق فيه, فيُغْلِظ على المريض فلا يقبل منه,وكالمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد.
وقد قال تعالى لموسى وهارون "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لََّيِّناً لََّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"(سورة طه:44).
ثم إذا أمر ونهى فلا بد أن يؤذى في العادة, فعليه أن يصبر ويحلم. كما قال تعالى: "وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"(سورة لقمان:17).
وقد أمر الله نبيه بالصبر على أذى المشركين في غير موضع, وهو إمام الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر. فإن الإنسان عليه أولا أن يكون أمره لله, وقصده طاعة الله فيما أمره به. وهو يحب صلاح المأمور, أو إقامة الحجة عليه, فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته, وتنقيص غيره, كان ذلك حَمِيّة لا يقبله الله, وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء كان عمله حابطا. ثم إذا رُدَّ عليه ذلك وأوذِيَ أو نسب إلى أنه مخطىء وغرضه فاسد, طلبت نفسه الانتصار لنفسه, وأتاه الشيطان, فكان مبدأ عمله لله, ثم صار له هوىً يطلب به أن ينتصر على من آذاه, وربما اعتدى على ذلك المؤذي. وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة, إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه, وأنه على السنة؛ فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوىً أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم, لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا, وأن يكون الدين كله لله, بل يغضبون على من خالفهم, وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه, ويرضون عمن يوافقهم, وإن كان جاهلا سيىء القصد, ليس له علم ولا حسن قصد, فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله. ويذموا من لم يذمه الله ورسوله, وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله. وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم, ويقولون: هذا صديقنا وهذا عدونا, وبلغة المُغل: هذا بالٍ, هذا باغى, لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله, ومعاداة الله ورسوله.
ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس. قال الله تعالى:"وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ" (سورة الأنفال:39), فإذا لم يكن الدين كله لله كانت فتنة.
وأصل الدين أن يكون الحب لله, والبغض لله, والموالاة لله, والمعاداة لله, والعبادة لله, والإستعانة بالله, والخوف من الله, والرجاء لله, والإعطاء لله, والمنع لله.وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله, الذي أَمْرُه أمر الله, ونهيه نهي الله, ومعاداته معاداة الله, وطاعته طاعة الله, ومعصيته معصية الله.
وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمّه, فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك, ولا يطلبه, ولا يرضى لرضا الله ورسوله, ولا يغضب لغضب الله ورسوله, بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه, ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه, ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة, وهو الحق, وهو الدين, فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام, ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا, بل قصد الحَميَّة لنفسه وطائفته أو الرياء, ليعظَّم هو ويُثنى عليه, أو فعل ذلك شجاعةً وطبعا, أو لغرض من الدنيا- لم يكن لله, ولم يكن مجاهدا في سبيل الله. فكيف إذا كان الذي يدَّعي الحق والسنة هو كنظيره, معه حق وباطل, وسنة وبدعة, ومع خصمه حق وباطل, وسنة وبدعة؟!
وهذا حال المختلفين الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعا, وكفّر بعضهم بعضا, وفسَّق بعضهم بعضا. ولهذا قال تعالى فيهم:"وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" (سورة البينة:4-5)."أه.
نسأل الله أن ينفعنا وإخواننا بما في هذا الكلام من خير,وأن يجنبنا الشرَّ وأهله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

التعديل الأخير تم بواسطة الحضرمي التريمي ; 02-21-2011 الساعة 05:47 PM
  رد مع اقتباس