عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 02:57 PM   #9
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله غريب [ مشاهدة المشاركة ]
كالعادة ثراء في المعلومات ونبش في الذاكرة الحضرمية
لا يسعني الا ان ابدي الاعجاب واتوجه بالشكر على مواضيعك القيمة والدسمة

جاء حرص الحضارم بالطرق البرية وشقها وسط جبالهم منذ ان كانت قوافل الجمال تنقل البضائع والمسافرين .
وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت السيارات بكثرة و نافست الجمال كوسيلة من وسائل النقل السريع ، واستلزم وجود السيارات شق الطرقات وتمهيدها ، وكانت طريق آل الكاف ( الشرقية ) لم تكن ذات جدوى اقتصادي ، حيث كانت تمر على تجمعات بدوية قليلة ونادرة في الهضبة الشرقية لحضرموت ، ولا تخدم المدن والقرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة،اضافة الى خطورة انحذارات عقبة تريم .

لذا فكر المستشار انجرامس في شق طريق ثاني تربط ساحل حضرموت ( المكلا ) بوادي دوعن وبقية مدن وقرى حضرموت ، فبدأ مشروع الطريق القبلية التي افتتحها السلطان صالح بن غالب القعيطي اثناء الحرب العالمية الثانية وجاء في كتاب ( الرحلة السلطانية ) للسلطان صالح بن غالب وصفا كاملا لهذه الطريق والمناطق التي يمر بها ، وكانت تمر على عقبة ( جحي الخنابشة ) بوادي دوعن ( ليسر ) ومن ثم الى الهجرين - المشهد - حوره - القطن - شبام وكانت السيارات تقطع المسافة بين المكلا وشبام في ثلاثة أيام .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وفي الطريق القبلية تعد الجبال أكثر مشقة على الركاب والسيارات لوعورت مسالكها وانحدارتها وصعودها ( الحسر والعقاب ) وكثرة الانعطافات ( الملاوي والعصرات ) .
وكانت السيارات تنطلق من المكلا نحو جول مسحه وتنعطف نحو الحرشيات ، ثم تشق طريقها على تجمعات بدوية ( غياض ) صغيرة من أشهرها ( جذمة ) فإذا وصلت أعلى وادي حويره أرتقت صعودا عقبة حويرة ، ثم الى ( مولى مطر ) وتتجه الطريق وسط الجول وسفوح هضبة حضرموت حتى تشرف على وادي دوعن ليسر ، وتنحذر الطريق الى عقبة ( الجحي ) ومنها تمر في بطن وادي دوعن حيث ( الرحبة ) تجبر السيارات أن تسير ببطء فيما يعرف عند الحضارم ب ( القفقف ) أي المطبات . ثم إذا شقت السيارات طريقها نحو الهجرين انطلقت الى المشهد ، ومن المشهد حتى شبام فإن الطريق الرملية كانت من أسباب ( تغريز ) السيارات لهذا يلزم كل سائق سيارة بأن يحمل ( البترة ) في سيارته و( البترة ) هي صفيح معدني مستطيل بطول مترين أو أكثر يوضع تحت اطارات السيارة لمساعدتها في اجتياز الرمال .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كانت معاناة الناس تزداد من وعورة الطريق القبيلة اضافة الى تعرض هذه الطريق الى اضرار السيول الدائمة ، وحصرمرورها على قليل من التجمعات السكانية لهذا لم تكن طريق اقتصادية .

بعد الاستقلال سنة 1967م خطرت فكرة شق طريق جديد تكون ( الطريق الوسطى ) وتبنى هذه الفكرة السيد فيصل العطاس الذي كان يشغل منصب محافظ حضرموت، وتم البدء في تنفيذ هذا المشروع الحيوي في عام 1968م ، وهي الطريق التي تعرف الآن بطريق وادي العين ، والتي تمر عبر عقبة ( عبدالله غريب ) ثم رأس حويرة وتنحذر الى وادي العين ثم الى وسط حضرموت . وقد قامت شركة التاج البريطانية فيما بعد بتعبيدها في منتصف السبعينيات . لتصبح أهم الطرق الحديثة التي تربط الساحل بالداخل . وتختصر المسافة من المكلا الى سيئون في حدود 320 كيلومتر وهجرت السيارات الطريقين ( الشرقية والقبلية ) فكان خير الأمور أوسطها ....!!!.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة








.
التوقيع :
  رد مع اقتباس