عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2010, 11:05 PM   #1
اشواق الشمري العراقية
حال جديد

افتراضي دلائل وحدانية الله

دلائل وحدانية الله
إن دلائل وحدانية الله سبحانه وتعالى ظاهرة واضحة في هذا الكون الذي نعيشه ومحال أن يستطيع العاقل أن يقول إن هناك منظمين بدل المنظم الواحد لكل ما يحيط بنا من روائع ، فانظر حولك وتمعن في رؤية السماء وكيف بها كل هذه المصابيح تزينها ، وانظر إلى نفس القول في كتاب الله القرآن :
 وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ( ) وانظر إلى الزرع والى قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ  ( ) وأنظر إلى نفسك وكيف انك وحدك آية عظيمة من آيات الخالق تتحرك وتنام وتأكل والى أخره من نعم فمن هذا الذي صنعك ؟ ثم نفخ فيك فخلقك ؟! ومن هذا الذي يميتك في منامك ثم تستيقظ صباحا ليحييك في أعظم آية ؟ انطقها معي وقل [الله] نعم هو الله يقول القرآن  هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا  ( ) أي هل تعلم من تسمى بالله غير الله والجواب بلا ريب هو كلا فهو وحده الواحد الأحد وهو رب العالمين الذي لا زوج له ولا ولد فسبحان الله العظيم من له الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه هو وحده الخالق الذي دل لمعرفة وحدانيته بقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ * ( )
أي :
" قل " قولا جازما به ، معتقدا له ، عارفا بمعناه . " هو الله أحد " ، أي : قد انحصرت فيه الأحدية ، فهو الأحد المنفرد بالكمال ، والذي له الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العليا ، والأفعال المقدسة ، الذي لا نظير له ولا مثيل .
" الله الصمد "
، أي : المقصود في جميع الحوائج . فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار ، يسألونه حوائجهم ، ويرغبون إليه في مهماتهم ، لأنه الكامل في أوصافه ، العليم الذي قد كمل في علمه . الحليم الذي كمل في حلمه . الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ، وهكذا سائر أوصافه . ومن كماله ، أنه
" لم يلد ولم يولد " لكمال غناه ، " ولم يكن له كفوا أحد " ، لا في أسمائه ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، تبارك وتعالى . فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات .
وهذا ينافي قول الذين قالوا إن مع الله آلهة
}لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ{ ( )
لو كان فيهما " أي : في السموات والأرض " آلهة إلا الله لفسدتا " في ذاتهما ، وفسد من فيهما ، من المخلوقات . وبيان ذلك : أن العالم العلوي والسفلي ، على ما يرى ، في أكمل ما يكون من الصلاح والانتظام ، الذي ما فيه خلل ولا عيب ، ولا ممانعة ، ولا معارضة ، فدل ذلك على أن مدبره واحد ، وربه واحد ، وإلهه واحد ، فلو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك ، لاختل نظامه ، وتقوضت أركانه ، فإنهما يتمانعان ويتعارضان ، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء ، وأراد الآخر عدمه ، فإنه محال وجود مرادهما معا . ووجود مراد أحدهما دون الآخر ، يدل على عجز الآخر ، وعدم اقتداره واتفاقهما على مراد واحد في جميع الأمور ، غير ممكن . فإذا ، يتعين أن القاهر الذي يوجد مراده وحده ، من غير ممانع ولا مدافع ، هو الله الواحد القهار ، ولهذا ذكر الله دليل التمانع في قوله :
" ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون "
. ومنه ـ على أحد التأويلين ـ قوله تعالى :
" قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا "
. ولهذا قال هنا : " فسبحان الله "
أي : تنزه وتقدس عن كل نقص لكماله وحده .
( ) سورة فصلت الآية رقم 12 .
( ) سورة السجدة الآية رقم (27)
( )سورة مريم الآية 65.
( ) الآيات 1-2-3-4من سورة الإخلاص
  رد مع اقتباس