عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2010, 12:48 AM   #62
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


"تريم" تعنون أم "يريم " ؟ !! ... علي الكثيري

الإثنين , 29 مارس 2010 م

لم تتوج الغناء تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الجاري 2010م ، لعراقتها أو لمكتنزات تراثها ، وآثارها التاريخية فقط ، بل استحقت هذا التكريم لتفردات احتضانها لأشهر مدارس الإسلام السمح ، وهي المدرسة التي امتلكت اقتدارا على حمل لواء الدعوة لرسالة الإسلام الحنيف ، بالحكمة والموعظة الحسنة والمعاملة الطيبة والتعايش الايجابي ، من خلال قوافل علمائها ودعاتها الأنقياء الأتقياء ، الذين حملوا نورانية الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ، فأكرمهم ربهم بهداية الملايين من أمم وشعوب جنوب آسيا وشرقها وشرق أفريقيا وغربها ، دون إكراه أو عنف أو ترويع .

أقول قولي هذا ، في لحظة تتوالى فيها الوقائع التي ترسخ اليقين في النفوس ، بأن فعاليات ( تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ) ، يراد لها ان تمضي في مسارات ضاجة بـ ( كرنفالات ) ( البرع ) و ( والزوامل ) ، وأمسيات المداحين والممجدين لـ ( أقمار ) سبتمبر وأكتوبر ومايو ويوليو ، إذ يفيض برنامج الفعاليات الذي فرض – بضم الفاء – على تريم وحضرموت فرضا ، بكل ما لا له علاقة بالمقاصد والدواعي التي أهلت هذه المدينة الثرية لهذا الاستحقاق ، فقد جرى منذ بدء التحضيرات لتتويج تريم وتكريمها ، تغييب حضرموت وإقصائها عن دوائر التحضير والقيادة والإدارة والتنظيم ، فجيء بقيادات من خارجها لتهيمن على المفاصل الأساسية للجنة التحضيرية والمكتب التنفيذي ومتفرعاتهما ، بل جيء بموظفين من صنعاء لتولي مسئوليات تنفيذية في جوانب الإدارة والتنظيم والمشتريات ، وكأني بحضرموت قد عدمت القيادات والكوادر المقتدرة على الإبداع والفعل والانجاز .

لم يخطئ احد الزملاء عندما قال بعد متابعة احتفائية التتويج يوم الأحد 7 مارس الجاري : ( لم تحضر تريم – المدرسة – ، وغيبت حضرموت – الالق والتوهج – ) ، ذلك ان الاحتفائية كانت مسيسة بامتياز ، رامت أهدافا أخرى غير الاحتفاء بتريم وروائعها ، في ظل هيمنة ذهنية ترفض التنوع في إطار الوطن ، ولا تراه الا شرا مستطيرا ينبغي الإمعان في نسفه ، لذلك لا تتردد تلك العقلية عن وصف أي حديث حول خصوصيات لعدن أو حضرموت أو تعز بالكفر البواح لجهة اعتقادها ان في الخصوصية والتنوع هدما للوحدة ، وان تعميم نموذجها وفرض لونها هو مدماك ترسيخ هذه الوحدة ، لذلك لم يعد غريبا مضي السلطات في ممارسات وتوجهات تتماهى في سياقها ( تريم ) مع ( يريم ) ، ويصبح الحديث عن ( دان حضرمي ) و ( هجرة حضرمية ) و ( عسل حضرمي ) و ( حناء حضرمي ) ، من ( الكبائر ) والمحرمات فـ ( الوحدة ) في نظر معمديها بالدم تفقد مضامينها ان لم تتجذر بمفاعيل ( الصهر ) و ( التذويب ) والإلغاء والاستلاب ، وذاك – ورب الكعبة – هو جذر الأزمة التي توشك على تفجير الوطن والوحدة ، والانزلاق بالجميع في مهالك التمزق والعنف والخراب المستديم ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح