عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 01:28 AM   #151
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


نداء إلى شعبي الحضرمي العزيز وقصة انتقال سلس للسلطة كيف؟؟

المكلا اليوم / كتب: علي سالم اليزيدي 9/3/2011

لم يعد هناك مجال للتسابق والمغانم والمناصب ! فات الوقت فات والأجدر بأولئك أصحاب الليل الدامس أن لا تلدغ أصابعهم الأفاعي بدلاً من مسك الذهب واللول والمرجان, لا أفهم ونحن في مرحلة دقيقة من التاريخ الوطني العام أن يصر البعض وهم ليسوا قلة على عدم التصديق بأن الوقت على مشارف النهاية, أن لم يشرف حقاً, أصاب بالوجع وشدة الضيق مع فهمي للحقوق والرأي الحر, كيف يهرب القط من الارتباك بينما يظل من منحه الله عقلاً سديداً, مصراً ومتمسكاً بالحبال الرامة أو كما قال المثل: ( من تمسك بالتناطيح طاح )

بين يدي ثلاثة كتب وصلت مهداة من أصحابها مع جل التقدير والمودة الأول من المكلاوي الدكتور / عبدالله سعيد الجعيدي, ومعه الدكتور/ عبدالله أحمد باحميدي أستاذ البيئة والبحار عن ( القائم عبدالله بن عوض مخارش, وأضواء على وثائق من الأرشيف للسلطنة القعيطية ) والثاني بأسم ( ربع قرن في الدبلوماسية ) لأستاذي وأخي الكبير عبدالعزيز القعيطي وقد تجادلنا حوله مرات ومرات تم دفع به إلى المطبعة والثالث قبل يومين وهو ( سيرة قائد, واللواء صالح يسلم بن سميدع القائد العام للقوات المسلحة القعيطية الحضرمية ) هو الكولونيل الحضرمي الاستراتيجي الحربي الشهير كل الكتب في الحقبة القعيطية وقريبة من تأثيرها المتسلسل إلى يومنا هذا!

وكما قال لي يوماً الفقيد أحمد سالم الحنكي المادة والتاريخ والثقافة في حضرموت والمطابع في عدن 1982م, وهذا صدق كل التراث السياسي والاجتماعي والثقافي الحضرمي المعاصر هو منار ثابت ودليل للمدنية وحاجز صد تحملنا بسببه الظلم والاستبداد ( وكل التهم البذيئة التي شرفنا بها النظام السياسي طوال عشرين عام مضت, وبدلاً من أن تصبح حضرموت مشروع نهضوي لنواة الدولة اليمنية والعربية الجنوبية وجدنا أنفسنا أمام دفع لدفننا بالتراب والانتهاك والزعل من كل حضرمي حتى العسل الحضرمي صار مثل ( الحناء, واللخم ) من ثروات الوطن الكبير لكبار المتنفذين النابهين ولصوص الأعوام الماضية.

نعم, جرى تسليم سلس للسلطة ذات يوم في حضرموت وهذا مفخرة هنا التاريخ مدرسة, والمعلم حياً في الإنسان والوقائع ذات يوم تبدل حال الأوضاع السياسية ذات ويوم وصل السلطان القعيطي الأخير إلى ميناء المكلا وقد تم في المساء السابق التسليم ما بين عيسى مسلم والسكرتير الإداري للدولة, وسالم عمر الجوهي قائد جيش البادية وأحمد عبدالله اليزيدي قائد جيش النظام الحضرمي وبدر أحمد الكسادي محافظ المكلا ومحمد عمر بن منيف قائد الشرطة المدنية وطرف الجبهة القومية خالد محمد عبدالعزيز عضو القيادة وعباس حسين العيدروس ورفاقهم الآخرون, تم الاتفاق على أن تستلم الجبهة القومية السلطة وتنشر بياناً عاماً استلامها حضرموت يوم الاثنين 18/9/1967م وتصدر الوحدات العسكرية بياناً مشتركاً أيضاً صباح نفس اليوم, ويقوم السكرتير الإداري ورئيس لجنة الطوارئ بإبلاغ نواب الألوية ( المحافظات ) بالتسليم السلس للسلطة.

هذا قبل قيام ثورة ( 25 يناير 2011م ) المصرية وهروب الطاغية مبارك وابن علي في تونس, القيادة العسكرية الحضرمية انتهجت نفس الطريق, فضلت حضرموت والشعب والتاريخ والمستقبل والسلام الاجتماعي, وعمد القائد صالح بن سميدع إلى رفض طلب المستشار بالرحيل المفاجئ ما لم تنتهي كل الأمور المعلقة بشأن مستحقات الجيش البدوي وعدم تحوله إلى جيش عصابات وأرهاب وتم الاتفاق؟!

وأستمر الحوار بين السلطان ورجال الاستقلال في الباخرة الراسية والأنفاس محبوسة في الشوارع وتترقب, وعندها كتب السلطان القعيطي غالب بن عوض القعيطي ما يلي : ( نداء إلى شعبي الحضرمي العزيز, أتمنى لكم التوفيق والأمان والاستقرار وعدم اللجوء إلى القتال وسكك الدماء ) وزاد حسب مصدر موثوق التسليم والتنازل وسلم ذلك لسالم الكندي, هذه قصة تسليم سلس وسلمى وعاقل للسلطة ( ومن عنده شيء يطارح ) وفي صغرى عرفت ابن سميدع والكندي وعتيق وصلاح بن هاشم ومحسن بن حطبين وهما رجلا المفاوضات البارزين وعرفنا صالح الصيعرى رحمه الله وكذا خالد عبدالعزيز وصالح منصر وبدر الكسادي وبامطرف وغيرهم ! هذه الإجابة على كيف في العنوان !

ولكن ما المقصود من قبل البعض باستعمال كلمة دولة في الكلام المكتوب؟ الدولة لا تعجز ولا تبحث عن مؤيدين ومعتصمين لأجلها ولا تطلق الرصاص على النوافذ والفتيان! ثم لا تتهم الشعب بالخيانة مع الأجانب! دولة مخارش الحاكم في الريدة الشرقية خلقت حنان أنساني وأبوي إلى اليوم رغم قسوة الظروفَ! ونسأل أهلنا من الهزيلي والبسيري والقاع وذاك الزين؟ دولة الحاكم باصرة في دوعن منعت السلاح والعربدة منذ خمسينيات القرن الماضي وأقامت الصلاح والهداح والفلاح! الحكم بن ثابت الكبير كان دولة والكسادي جعل المكلا مدينة ومدينة دولة صيتها إلى اليوم أليس كذلك ؟!

عندما عمدت حضرموت إلى نمط التسليم السلس للسلطة مره ثم مره أخرى دون إكراه أو عناد! ولدى رجالها يوم 1967م القوة والقبائل والمال والأحلاف والجبال والصحراء وكل حضرموت, لكن عندما يقول المواطنون كل الشعب ( أرحل ) فمن لديه الحكمة ويقول كما قال القعيطي بهدوء ومحبة ( أتمنى لكم التوفيق والأمان وليس القتال وسفك الدماء ياشعب حضرموت ) يومئذ انحازت حضرموت إلى العقل, إلا يتعلم هؤلاء مما جسدته الثقافة الحضرمية الشعبية العربية الإسلامية, سلام أيها القعطة الحضارم, سلام يا مدرسة حضرموت, سلام يا دولة تدوم وسادت ثم سادت.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح