عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2011, 01:47 AM   #154
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت" وخيارات شعب حضرموت


حضرموت" وخيارات شعب حضرموت

خيارات حضرموت

المكلا اليوم / كتب: د. أحمد باحارثة2011/3/4

الوطن يموج من أقصاه إلى أقصاه، فماذا نريد نحن الحضارمة، هل بقي لدينا ذرة وقار لموطننا الحضرمي الحضاري، ننتظر الآخرين ماذا يقررون له، ننتظر وحي صنعاء أو عدن، أما زلنا نحن الحضرميين مفعولاً بنا، مسيرين لا مخيرين، ننتظر من غيرنا قول "ولا الضالين" لنهتف بآمين، ندور حول قضية تسمى جنوبية ونحن لا ناقة لنا فيها ولا جمل للعودة لإسار عدن، أما كنا مستضعفين ومشلولين إبان حكم عدن الذي أساء بصورة متعمدة وفجة لحضرموت سكانًا ومكانة، هل نعلم أن كثيرًا مما نصاليه اليوم هو من توابع ذلك الحكم وأذياله.

ماذا لو عدنا إلى دولة ما بعد 67 هل ستعود اندماجية بيننا وبين عدن ونخضع رقابنا لها باسم الجنوب كما كنا باسم اليمن ؟ وأي ثقافة ستكون المهيمنة على الدولة المزعومة أو المقترحة، لقد دمرت ثقافتنا وهويتنا لصالح يمننة الجنوب كما يزعمون، واليوم ماذا سيفعل بنا من أجل الجنوبة، أليست الثقافة الحضرمية هي التي ستكون سائدة في الجنوب المنتظر إذا نؤي به عن اليمننة، وهل سيعترف لنا بذلك أم سنشهد حملة من نوع آخر لوأد ثقافتنا أو لويها لصالح تشكيل ثقافة جنوبية لا أدري كيف ستصاغ ؟

إننا نريد لحضرموت السيادة لنفسها لأبنائها ولثقافتها وهويتها، ولا يهمنا كيف سيتحقق ذلك ؟ هل في إطار دولة جنوبية أو إطار دولة يمنية أو حتى في إطار دولة حضرمية مستقلة, يجب أن نرفض كل أنواع التبعية الإلغائية المقيتة تحت أي شكل وأي مسمى، لذا علينا أن نكون حاضرين وباستقلالية تامة في رسم مصيرنا في أي إطار كان، حتى لا يصدق علينا قول جرير:

ويقضى الأمر حين تغيب تيم----------- ولا يستأذنون وهم شهود

إن علينا أن نرفض مقولة فيدرالية الإقليمين لأنه سيضعنا في وصاية أحدهما بل يجب أن نشكل في حالة الاتفاق على الفيدرالية إقليمًا شرقيًا يشمل المخلاف الحضرمي "المهرة، حضرموت، شبوة"، وفي حالة الدولة الجنوبية أو اليمنية يجب الضغط والسعي بصورة واضحة ومعلنة للمحافظة والاعتراف من أي الطرفين "الجنوبي الخاص أو اليمني العام" بحق الحضارم في حكم أنفسهم والاعتزاز بثقافتهم وهويتهم والاستفادة الأولية من مقدرات ومؤسسات منطقتهم، وتجريم أي محاولة للطعن في وطنيتنا أو تناول مطالبنا المشروعة بصيغة الارتياب، فذلك الطعن وهذا الارتياب دفع الحضارمة ثمنًا غاليًا من جرائه في حكم كل من الدولتين الجنوبية السابقة واليمنية القائمة.

إن أي ترتيبات تتم بغياب الحضور الحضرمي وتغمط فيه تطلعات أبناء حضرموت سيسبب نكسة مروعة جديدة ربما تفوق ما حدث في خريف 67، عندما خضع أبناؤها للوحي العدني، لذا ينبغي اليوم مع هذا الحراك الوطني من المشاركة والتميز في صنعه وتوجيهه دون تبعية لأي وحي جديد من أجل ضمان مستقبل أفضل للجيل الحاضر والأجيال القادمة وإلا لعنتم كما فعل بأشياعكم من قبل.

كل هذا يدفعني لأن أناشد عقلاء العمل السياسي في حضرموت في السلطة والمعارضة والحراك، لا تنتظروا ما سيقرره أو يوحي لكم به الآخرون، بل حددوا خياراتكم، واعرفوا تطلعاتكم، واعتبروا مما مضى على ناسكم، وساهموا مساهمة حقيقية في رسم مستقبل أبنائكم، أبناء حضرموت.

مقتطف من خطبة الأحنف الحضرمي:

أيها الحضارم، اسمعوا وعوا، وللعزة تطلعوا، وبالفتات لا تقنعوا، ابصروا ما هو آت، ولا تكونوا كشعب مات، إن الأمر اليوم لجلل، وخير الكلام ما قل ودل، فاسعوا لما فيه خيركم ويحقق الرفاه والسلام عليكم ورحمة الله.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح