عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2010, 04:21 PM   #78
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الدكتور الشبيلي " تحدث بإسهاب عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين


ليلة «تريم » ... د. عائشة عباس نتو

الأحد , 9 مايو 2010 م


ها قد مضت سنوات عدة على بدء البث التلفزيون السعودي بالأبيض والأسود ليرسل أنفاسا عطرة من الثقافة والتاريخ والتراث عبر هذه البلاد وخارجها، وقد شاهدنا على شاشتنا الوطنية في تلك الأيام البرامج الحديثة والقديمة عندما كانت المعلومات ضحلة، وكبرنا على أعلام من رموز الوطن كنا نعرفهم بالأسماء بالرغم من صعوبة التواصل معهم، فلم نكن حينها نحمل جوالا ولم يكن البريد الإلكتروني قد اخترع بعد.


في الأسبوع الماضي احتفلت الغرفة التجارية في جدة بـ "ليلة تريم" بعيدا عن عالم المال والأعمال، وبعيدا عن عواصف الغلاء وهبوط الأسهم وصعودها، تلك العواصف التي تهب كما يعلم الجميع أناء الصيف وأطراف الشتاء!
استضافت الغرفة التجارية في جدة "ثلوثية بامحسون" هذه الليلة احتفالاً باختيار مدينة تريم "عاصمة للثقافة الإسلامية"، حيث أضاف هذا العرس إلينا جميعاً معلومات جديدة عن الثقافة الحضرمية. وقد ضم الملتقى كلا من:

- الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى سابقاً الذي تحدث بإسهاب عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين.

- الدكتور خالد محمد باطرفي أستاذ الاتصالات في جامعة الفيصل الذي ألقى موضوعا شيقا تحت عنوان "عبد الله بلخير يتذكر".
- الدكتور محمد علي البار الذي تحدث عن عبد الله الحداد.
- الباحث محمد أبوبكر باذيب بحديثه عن جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي.
لقد امتلأت صالة الغرفة التجارية بمحبي الثقافة من أهل جدة وبعديد من الرجال والنساء الذين جاؤوا في وقت مبكر، وخصوصاً من حضرموت متلهفين لسماع تاريخهم وثقافتهم المتبادلة بين حضرموت وبلاد الحرمين.

وقدم الإعلامي والباحث الدكتور عبد الرحمن الشبيلي معلومات عن حضرموت ورجالها وهوائها ومائها ومراعيها، تفاعلت معها أحاسيسنا واقتحمت عقول أكثر من 1200 من الحضور، فانقلب سكون القاعة إلى هدير معرفي ثقافي، وتحولت وحشتها إلى ألفة.. وصمتها إلى صخب، وجدبها إلى عطاء! مصطحبا الفكر والفن والتراث في عرس مهيب وشامخ للإبداع الحضرمي سحابة من لؤلؤ تمطر كل حول.. فأشرقت بضوئها وضوعها عقولنا، فقد قدم لنا الوجه الثقافي الحضرمي المشرق شعراً ونثراً ومسرحاً وتجارةً، فغدت "ليلة تريم" زاداً ثقافياً للعقول من كل مكان فذكاها وأشغلها وأشعلها.

لقد أثبت الدكتور عبد الرحمن الشبيلي والمحاضرون في بحوثهم عن حضرموت القدرة على تجسير الفجوة بين حاضر إنسان هذه الجزيرة وماضيه، وتجسيد التآخي بين أصالة جذره التليد، وجزالة عطائه المتجدد. منحونا بعداً رائعاً أسهم وسيسهم في تصحيح ما علق في بعض الأذهان القريبة والبعيدة عن تجارة الحضارم فتذكرت وأنا أستمع إلى السادة المحاضرين تفاخر والدتي ـ رحمها الله ـ بثوبها من قماش بقشان فلم تكن الماركات "شوبارد" وغوشي" غزت مكة المكرمة بعد.
ووضح لنا سوء الفهم، والسقم في الظن بأن إخواننا الحضارم لا يفلحون إلا في التجارة ويتعلمون من تجاربهم في الربح والخسارة.

أخيراً، أزعم أن عرس "ليلة تريم" موجزاً ومبدعاً حكى لنا سيرة الإنسان الحضرمي على هذه الأرض.. تراثاً وفكراً وإبداعاً، وأن تراثه تجاوز أثره وتأثيره وحدوده الجغرافية وقدرته على التكيّف مع ظروف الزمان والمكان،عسراً ويسراً تلك كانت باختصار شديد، ليلة الثقافة لا بل كانت "ليلة تريم".

المصدر : صحيفة " الاقتصادية "
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح