[حد من الوادي]

إشكالية الإقليم الشرقي

9/22/2013 احمد باحارثة

ما الهدف ومن المستهدَف ؟، من إعلان ما يسمى بالإقليم الشرقي، هل الهدف هو وحدة حضرموت واستعادة كيانها التاريخي، إذن لماذا غاب عنه اسمها وهويتها ؟ هل المستهدف هو القضية الجنوبية ووحدة الجنوب ( ككيان سياسي أحدث )، فهذا مما لاشك فيه ولا براءة منه لمن أعلنوه .

عندما ولدت فكرة تأسيس إقليم منفصل يشمل ما يسمى بمحافظات ( حضرموت المهرة شبوة )، رحبت بالفكرة في مقال سابق وحذرت من أن يحمل صفة الشرقي، وناديت بأن يحمل اسم حضرموت لا تعميمًا لاسم المحافظة الحالية بل استرجاعًا لاسم الدولة القديمة التي يعرفها الجميع وبسطت نفوذها على وسط جنوب الجزيرة العربية .

وفي وقت يتنادى فيه إخواننا في اليمن لاستعادة الأسماء التاريخية ليطلقوها على أقاليمهم المزمعة، مثل ( الجند، تهامة، سبأ، معين ) إذا بالمخذولين من أصحابنا يفرون من اسم تاريخي حي إلى صفة جهوية كنا ننكرها على الجنوب كصفة جهوية أيضًا، فلا أبقوا لنا هوية قديمة ( حضرمية ) ولا هوية حديثة ( جنوبي عربي ) .

من شب على شيء شاب عليه، وكما تشربت نفسية بني إسرائيل عبودية العجل، وتخاذلوا عن دخول الأرض المقدسة واستحسنوا الثوم والبصل على اللحم والعسل، لما استمرأوه من طغيان فرعون عليهم وتنكيله بهم، كذلك أصحابنا يتلذذون بالعبودية والقهر والاتهام المستمر لهم بالمناطقية والعنصرية، فصاروا ينهزمون وينخذلون وينسلخون من جلودهم للاشيء، وأسهل شيء عندهم التنازل السريع وقد قذف في قلوبهم الرعب من كل صيحة تأتيهم من أمامهم ( الضالع ) أو من خلفهم ( المهرة ) .

وهب أن الإقليم تم إقراره رسميًا، فكل إقليم سيتوزع لمحافظات، فإلى كم محافظات سنوزع شرقنا، وما مصير محافظة حضرموت بداخله، هل ستبقى على مساحتها المترهلة كما هي أم لا بد من تقسيمها، فإن وزعناها فإلى كم محافظة وأين نضع اسم حضرموت، وإن أبقينا التقسيم ثلاثيًا كما هو فكيف ستتوزع ثروات الإقليم بينها، بالتساوي أم كيف ؟ فإن قلنا بالتساوي ظلمنا أنفسنا وإن قلنا بغير ذلك صاحت بنا المهرة .

كان في بالي أن إقليمنا المنفصل سيتوزع على تسع محافظات هي ( سقطرى، المهرة، سيحوت، شبوة، ميفعة، المكلا، الشحر، سيئون، دوعن )، وحضرموت هو الاسم الرسمي والتاريخي، أما بطريقة ( الشرقي ) فما الفرق بينه وبين ( الجنوبي )، هل نحن كحضارم مستفيدون من هكذا إقليم، أم نكون بذلك قد أضعنا أنفسنا كحضارم وأضعنا معنا غيرنا كجنوبيين، أليست الجهوية الإقليمية ( الجنوبي ) أكثر سعة وأجدر مصداقية وأشد وفاقًا، وربما أمتن مستقبلاً وتحررًا .

إذن فلتكن حضرموت إطارًا ثقافيًا لا غير، وأنا مذ هذه اللحظة سياسيًا مع إقليم جنوبي عام وكبير، و .. ثورة ثورة يا جنوب، ثورة ثورة يا جنوب من أقوال المؤرخ الحضرمي الجنوبي محمد عبد القادر بامطرف :

" إن استقلال الجنوب العربي ووحدته وديمقراطيته وتجمع مصالحه الحيوية يغطي تلك الحواشي التفصيلية الصغرى كوحدة حضرموت وما شابهها من المحاولات المحدودة " .

ويقول الصحافي والشاعر الحضرمي الجنوبي حسين محمد البار :

يقول بو عـامر رعـاك الله يا شـعب الجـنوب
نشـبت وسط القيد، يا قهراه! وش هذي الذنوب
حِل العمل يا خوي كسر ذي السلاسل والقطوب