عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2016, 01:48 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي أصول حضرموت السكانية القديمةوعلاقتهم بتاريخ حضرموت

أصول حضرموت السكانية القديمةوعلاقتهم بتاريخ حضرموت
تعني الجغرافية السكانية بأصول سكان أي بلد في العالم، وتعرف السكان الأصليون بأنهم :
(السكان الأصليون Indigenous peoples، هم مجموعة من سكان أرض ما بقوا في أرضهم رغم احتلالها من قبل قوة أو شعب آخر. )
وفي الغالب تتعرض الشعوب الأصلية بعد احتلال أرضها للاضطهاد والتفرقة العنصرية كما حدث لسكان أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا من قبل المهاجرين البيض القادمون من أوربا في بداية اكتشاف الأمريكيتين ،وقد تزيد موجات الهجرة حتى يتحول السكان الأصليون في بعض البلدان إلى أقليات عرقية تطالب بحقوقها من المحتلين الجدد كما حدث في بعض بلدان العالم.
وفي كل بلد من العالم يوجد سكان أصليون وآخرون منتقلون مستوطنون ..لكن الظروف الاجتماعية والسياسية أيضا تختلف أيضا.
وحضرموت بلاد واسعة تتميز بخصائص جغرافية وبشرية متنوعة منذ القدم وذات أهمية مكانية وتاريخية بارزة ؛لذلك ذكرت في أقدم الكتب المقدسة والنقوش والآثار لدى شعوب المنطقة وفي العالم الخارجي.
فذكر أسم حضرموت في التوراة من سفر التكوين إصحاح 10، آية 26،وفي القرآن الكريم بأسم بلاد الأحقاف، ومنه قوله تعالى (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )21الاحقاف
وقد ذكر المؤرخون أن أول قبيلة سكنت الأحقاف بعد عاد الأولى قبيلة حضرموت، فلم يزل بنو حضرموت بن قحطان بالأحقاف لا ينافسهم فيه أحد. (قاله النسّابة علي بن عبد العزيز)، وإن فيهم ملوك تقارب ملوك التتابعة في علو الصيت ونهاية الذكر. ويقول (باحنان) في كتابه جواهر تاريخ الأحقاف 1/34: وقد ذكرت في تاريخ الأحقاف بعض ملوكهم، (ولم يزالوا كذلك حتى هاجرت كندة إليهم...)
ثم أن الكتابات القديمة التي عثر عليها تحدثت بشيء من الوضوح والتفصيل عن مملكة حضرمية،أقدم من سبأ وحمير قامت في البلاد ألمسماه (حضرموت ) نسبة إلى قبيلة حضرموت القحطانية؛كذلك تحدثت كتابات اليونان والرومان عن مملكة حضرموت التي كانت تصدر اللبان والبخور إلى مصر واليونان وروما ،ويعود الحضارمة بالذهب ومنتجات أخرى من رحلاتهم.
وذكروا أنهم شعب من العرب القحطانية مستقل أقدم شعوب المنطقة ، أو عرب جنوب الجزيرة العربية ،وأن حضرموت أو حضرم الأب الأقدم للقبائل الحضرمية وهم بنو حضرموت بن قحطان بن هود عليه السلام .وحضرموت موطنهم الأصلي القديم وتنسب أليهم ومن ينتمي أليهم حتى هذا اليوم .
أما مواطنهم الأولى :
فكانت وسط وشرق الوادي " الأحقاف " وفي المدن الرئيسية التي تسمى بأسماء أبناء حضرموت كتريم وشبام وتريس وغيره ..
وكانت دولتهم من أقدم دول الجزيرة العربية،امتدت إلى المهره وسواحل بحر العرب حتى خليج عدن كما ذكر ذلك كثيراً ممن كتب عن مملكة حضرموت، وحدد موقع الدولة جغرافياً وحدودها:وقال:
تقع في جنوبي الجزيرة العربية بين عمان شرقا واليمن غربا،ومن المؤرخين من اعتبر حضرموت أوسع من ذلك بكثير حتى انه ادخل الساحل الجنوبي كله من أبين غربا إلى عمان شرقا وضم أليها الربع الخالي شمالاً،هذا من الناحية الجغرافية ؛أما من الناحية الفلكية ، فتضيف دائرة المعارف الإسلامية أيضا بأنها: ( ارض في جزيرة العرب في الجزء الشرقي من اليمن بين خطى طول 47 ْو53 شرقاً ، وخطى عر ض 15 ْو 19 ْ شمالاً ...)
ومنهم من جعل موقعها الفلكى" ْ14 - 17ْ" شمال خط الإستواء و"ْ48- 54 ْشرق جرينتش
[ لمزيداً من المعلومات عن مملكة حضرموت أنظر المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام د.جواد علي]
الحضرمي
هوالنسبة إلى "الحضرمي" أو" بن حضرموت" كما جاء في أسماء من تقدموا في كتب التاريخ والتراجم من الصحابة والتابعين وغيرهم فيقال (العلا بن الحضرمي أو وائل بن حجر الحضرمي أو بن حضرموت ...)و تعني من ينتمي للقبيلة الأصلية(حضرموت ) وهم السكان الأصليون،وظل هذا فيمن يعيش منهم خارج حضرموت،وتجاهل أو صحف أو إزيل بالكاملفي حق من عاش في حضرموت من قرون مضت وحتى الآن لأسباب ودوافع لم يكشف أحد الباحثين عنها بوضوح ،و ربما بعد سيطرة عناصر قبلية من الناقلة أو المنتقلة إلى حضرموت لمحو جزء من تاريخ من سبقهم لدواعي سياسية واثنية قبلية.
وتعني فيما بعد أيضاَ من سكن حضرموت من قبائل أخرى حيث اكتسب المواطنة فقيل له الحضرمي .
و ظل إسمها متداولاً ، في كتب الأقدمين، ثم في أهم مصادر التاريخ الإسلامي؛ لأنها كانت معروفة لدى قبائل الجزيرة العربية كلها ؛ وعلى أن من ينتسب إليهم.
ولم تكن البلاد الحضرمية كلها في نفوذ قبيلة حضرموت خاصة في العهود الأخيرة التي سبقت ظهور الإسلام ؛فكانت كنده والمهره وسيبان تسكن أجزاء من حضرموت.
وقال المؤرخ الفقيه الكندي محمد سعيد باحنان في كتابه [جواهر تاريخ الأحقاف 1/34، 35 با حنان.]مبيناً مواطن كندة في بلاد حضرموت كثاني قبيلة قديمة من السكان الأصليين للمنطقة(... ولم تزل كندة نازلة بأعلى أودية حضرموت كدوعن وعين ومُدهر وغيرهما حتى نافست حضرموت فكانت بين القبيلتين الحروب الشعواء التي كادت أن تفنيهما، وقد اجتمعت حضرموت على عدة رؤساء منهم: سلامة بن حُجر وشراحيل بن مرة ومسعر بن مستعر وعلقمة بن ثعلب وغيرهم، واجتمعت كندة على رجلين: أحدهما: سعيد بن عمرو، والآخر: النعمان بن وهب، وكلاهما من بني وهب بن عامر الكندي، فإليهم ينسب حُجر فيُقال: حُجر وهب، وهو اليوم ينسب إلى ابن دغار وكان على بين الحارث بن معاوية بن كندة عمرو بن زيد وشرحبيل بن الحارث علي السكون، فطالت الحرب بينهم وضرستهم، وكادت أن تفنيهم، ثم على أنقاض دولة حضرموت ازدادت دولة كندة قوة وثباتًا وملكت حضرموت كلها وغيرها ثم هاجرت حضرموت إلى شبوة ويبعث والشاطئ. ا هـ)
وذكر[ د عبد العزيز بن عقيل في ترجمة كتاب المستشرق الروسي د سرجيس فراتسوزوف تاريخ حضرموت الاجتماعي والسياسي قبيل الإسلام وبعده] أن سكان مدن حضرموت وحواضرها ينتمون في الغالب إلى قبيلة حضرموت وكندة وبعض الوديان أنظر مثاويهم كما أوضحها الباحث الروسي بناء على كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني في القرن الثالث ومابعده الهجري.
يرى العلامة المؤرخ الفقيه ابن خلدون الحضرمي الذي عاش بين القرن الثامن والتاسع الهجري وهو من مواليد تونس وعاش بالأندلس وزار مصر وكان قاضياً مالكيا فيها وتوفى عام 808 هـ حين تكلم عن أهله الحضارمة في كتابه تاريخ أبن خلدون قال( وجمهورهم اليوم دخلوا في كندة)
ولعله قصد بذلك الصدف الذين هم في الأساس والأصل من قبيلة حضرموت ويعدون أنفسهم في كندة.
وفي كل الأحوال فقد قدمت جماعات قبلية مختلفة من اليمن وشمال الجزيرة العربية وعمان والعراق وملأت كثيراً من الفراغ الذي تركته حضرموت وكندة حين هاجر الكثير منهم و بعائلاتهم للجهاد في سبيل الله واتخذت من البلدان المفتوحة كالعراق والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس مواطن لها وساهمت في نشر الإسلام،وظل أسماءها بالحضرمي أو ابن حضرموت والكندي والصدفي والسكوني والتجيبي،ولم يعد يكتب في مواطنها الأولى حضرموت وإنما بأسماء العائلات والبيوتات الحضرمية كما ذكر باحنان وأبن جندان وغيرهم ربما لظروف سياسية أو اختفاء الوثائق والمخطوطات القديمة كما أشار إلى ذلك السيد علوي بن طاهر الحداد في الشامل في تاريخ حضرموت حيث قال ص 48 نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة (قال الفاضل الأديب الشاعر عوض بن أحمد بن عوض بن عبد الله بن عمر الجرو الصدفي الحضرمي الغرفي في كتابه الفرج بعد الشدة. في إثبات فروع كندة. وكان عوض المذكور رجلا أديبا صاحب فضيلة وله شعر حسن وأمه بنت الشيخ الفقيه محمد بن عمر بحرق رحمهم الله تعالى. ورسالته هذه ذات فوائد يرحل إليها إلا أنا لم نقف عليها وإنما وقفنا على نتف منها منقولة من خط المؤرخ الشيخ الفاضل سالم بن محمد بن سالم بن حميد نقله من خط الفقيه العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد مؤذن باجمال إلا صبحي وهو نقله من تأليف عوض بن أحمد الجرو وقد ترك في نقله مواضع مهمة. وقد اخبرني من اتق به أن هذه الرسالة موجودة عند بعض أهل شبام. وقرئت على سيدي وشيخي أحمد بن حسن العطاس الإمام الجامع العارف بالله العلوي الحسيني وكان انساب عدد من قبائل المشايخ وغيرهم على غير المشهور بين الناس فكان ذلك هو الداعي إلى إخفائها. فكأن الناقل ترك نقل ما أشرنا إليه والله اعلم بالحقيقة)
#أبوصلاح_باحث_في_تاريخ_وجغرافية_حضرموت

التعديل الأخير تم بواسطة أبو صلاح ; 11-03-2016 الساعة 03:31 PM
  رد مع اقتباس