عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2006, 07:45 PM   #15
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

اتغير ويه خالد وقال بعصبيه واضحه :
خالد : بس هذا حرام وما يجوز .. عيب نتجسس على اسرار الناس .. ونتلصص على خصوصياتهم ..

جاوبه عادل بهدوء :
عادل : مرات الواقع يفرض علينا اشياء احنا رافضينها بالاساس ..
صرخ خالد :

خالد : أي واقع هذا اللي ايخلينا ننتهك حرمة الناس واسرارهم الخاصة ؟!!

صمت عادل فتره وكأنه يحاول امتصاص ثورة الغضب عند خالد وقال :
عادل : عندك حل ثاني ....

شعر خالد بألم وغصه وحسره .. وقال بمنتهى الأسى :
خالد : للأسف ما عندي حل ثاني ... والظاهر أن الواقع يحمل في طياته الكثير من الآلام .... بس شوف .. هذي اول وآخر مره تستخدم هالبرنامج فهمت ...

وبابتسامه خفيفه جاوب عادل :
عادل : انشا الله على أمرك ...

قعد عادل على الكرسي ، وبدا بتشغيل البرنامج ، وتعديل الخيارات ، واثناء ما كان ايعدلها التفت لخالد وقال :
عادل : ها لبرنامج فيه خيار اضافي ، وهو انك تقدر اتعرف رقم تلفون الطرف الثاني المشبوك بالكمبيوتر اذا كان يتصل من تلفون عادي بنظام الديل آب ( dial_ up ) ..

رد عليه خالد بعصبية شديدة :
خالد : لا طبعا .. هذا سؤال تسأله .. الغي ها الخيار بالحال...مهمن كانت الاسباب والظروف... حرام وحرام انعرف هالشي حتى لو ما فادنا بشيء ..فهمت ..

سكت عادل فتره وبعدها قال :
عادل : وفيه شي ثاني لازم اتعرفه ..

اتساءل خالد بضيق :
خالد : شوه بعد ؟!
جاوبه عادل بهدوء :
عادل : البرنامج ما بيشتغل اكثر من خمس دقايق.... من لحظة ما تشتبك مع الكمبيوتر ثاني ..

سأله خالد بدهشه :
خالد : ليش ؟

جاوبه عادل باسهاب :
عادل : مع ان البرناج قوي ومعقد .. الا ان الحمايه فيه ضعيفه شوي وممكن ينكشف من قبل شركة الاتصالات في غضون حوالي ست دقايق .. وعشان جذيه انا حاطه فيه ساعه توقيت اتعد تنازليا .. وأول ما تخلص الخمس دقايق بيسكر البرنامج ومعاه الكمبيوتر ....

حرك خالد ايده بتوتر وقال :
خالد : اتمنى اتكفيني ها الخمس دقايق ..

استمر عادل في شغله... وبدأ بتجربة البرنامج .. ولما انتهى قال :
عادل : كل شي تمام ..البرنامج شغال بكل كفاءه ... بس البنيه مب على النت .. ولازم نتريا شوي ليما تدخل النت ..

رد عليه خالد بتوتر :
خالد : بنصبر .. ما النا غير الصبر ...

وفي ها الاثناء كانت مريم قاعده في غرفتها و تقرأ في كتاب ...واتذكرت لحظتها أن ( موجه ) مادتها .. مادة ( التربيه الخاصه ) طلب منها اعداد بحث عن ما يسمى بـ ( التوحد ) .. واتذكرت ان ( الموجه ) عطاها مواقع على النت خاصه بها الموضوع .. واتذكرت بعد.. انها ما حصلت المراجع الكافيه لبحثها .. ولهذا قررت وعلى مضض انها تفتح النــت لاول مره من ست شهور كامله ولدقايق معدوده .. ليما اطلع المعلومات المطلوبه .. لكنها اتفاجأت بنسيانها للباسورد الخاص بدخول الشبكه .. ولهذا.. قامت من مكانها وسارت عند اختها ظبيه عشان تتسلف منها باسوردها ...

وعلى الطرف الثاني ما زال خالد وعادل ينتظرون على النت والبرنامج مفتوح .. وخالد قاعد ينتظر وكأنه واقف بقلب الشمس من شدة لهيب قلبه واحتباس انفاسه ...

و لهذا ..حاول خالد انه يكسر حاجز الصمت والانتظار وسأل عادل :
خالد : الا قولي يا عادل .. كم سنه باقلك وتتخرج من معهد الطيران ..

جاوبه عادل بهدوء وعينه معلقه على الشاشه :
عادل : على السنه اليايه بكون متخرج انشا الله ..

اتساءل خالد مره ثانيه :
خالد : واول ما بتتخرج بتتعين طيار مدني في شركه من شركات الطيران المحليه ..

ضحك عادل بهدوء وقال : .
عادل : لا .. وينك .. يوم بتخرج وبحصل على رخصة الطيران بكون انجــزت ( 320 ) ساعة طيران .. وشركة طيران الامارات تطلب الفين ( 2000 ) ساعة طيران على الاقل عشان اتعين بوظيفة طيار ..يعني لما اتخرج بشتغل بوظيفة مساعد طيار ليما اكمل الساعات المطلوبه ..

سأله خالد باهتمام :
خالد : انزين ليش ما تكمل الالفين ساعه طيران في المعهد نفسه .. لانك بهذا بتكتسب خبرات كبيره على يد متخصصين في الطيران ..

ابتسم عادل وقال :
خالد : يا خالد .. انتي تدري اني مسافرادرس على حسابي الخاص .. يعني من جيب الوالد .. وتكاليف دراسة الطيران عاليه وايد ... انته تدري ان ساعة الطيران الوحده اتكلف ( 150 دولار ) !! يعني لحد الآن انا صارف حوالي ( 300 ) الف درهم مصاريف معهد وسكن وغيرها .. واذا بكمل الالفين ساعه محتاج لمليون درهم .. وحرام اخسر ها المبلغ وانا اقدر أدرب في شركة من شركات الامارات الوطنيه .. طيران الامارات و ..

قبل لايكمل كلامه .. سمعوا صوت صادر من الكمبيوتر .. ومعنى هذا الصوت... ان الكمبيوتر المراد اختراقه ... دخل الشبكه ...

وبها اللحظة كانت مريم داخله النت .. وفتحت موقع البحث المعروف جووجل ( google ) وكتب عنوان الموضوع المراد بحثه .. وضغطت زر الارسال .. وبعد ثواني .. طلعتلها عدة مواضيع .. واختارت الموضوع اللي شافته مناسب واللي كان عن مفهوم ( التوحد ) .. وفعلا ومع اول محاوله طلعتلها كلمة التوحد .. وشافت كلمات على الشاشه توضح مفهوم التوحد وكانت اتقول : التوحد هو إعاقه متعلقه بالنمو وعادة ما تظهر في السنوات الثلاث الاولى من عمر الطفل و ....

وبسرعة البرق انفتح جدامها برنامج الماسنجر... مع انها ما حاولت اساسا فتحه .. ومع هذا... حاولت توهم نفسها انها ضغطت عليه بالغلط

حاولت مريم اغلاق البرنامج اكثر من مره لكنها ما قدرت . .. وهذا بسبب السيطره الكامله الموجهه ضدها من جهة الجهاز الثاني .. واثناء ما كانت اتكرر المحاولة اتفاجأت برساله مكتوبه اتقول :
خالد : ( الام _ الواقع )..

ارتبكت مريم يوم شافت اسمها الرمزي السابق واستهلكت وقت طويل في التفكير ومحاولة تفسير للي قاعد يصير وفي النهايه قالت :
مريم : منو انت ... وكيف دخلت علي ؟!!

كتبلها خالد بسرعه وهوه يطالع ساعة الكمبيوتر اللي اتعد تنازليا :
خالد : مب مهم كيف دخلت .. المهم... لازم اتعرفين اني خالد .. خالد اللي كان يراسلج قبل ست شهور .. وقطعتيه فجأه ..

سكتت مريم فتره طويله وهيه اتفكر و تستهلك المزيد من الوقت وفي الآخر كتبت وبمنتهى العصبيه :
مريم : وشو تبى مني .. مب كفايه اللي سويتوه فيني ... تبون اتكملون آخر فصول جريمتكم وتقضون علي نهائيا ... لو سمحت سكر هالبرنامج .. او اني بسكر الكمبيوتر نهائيا في ويهك ..


كتبلها خالد باسلوب توسل ورجاء :
خالد : الله ايخليج .. اصبري دقايق بس .. وبعدها اوعدج اني ما اتعرضلج نهائيا على النت ..

ردت عليه مريم بضيق بلا حدود :
مريم : قول بسرعه وخلصني ..

كتبلها خالد بكل سرعته في الطباعه :
خالد : سؤال واحد بس .. ليش ما اتصلتي هذاك اليوم بأختي ..

ردت مريم بانفعال وغضب ثائر :
مريم : اسأل اختك ..

كتبلها باستغراب وعجب :
خالد : اختي ؟! شو فيها اختي ... اختي قالت انج ما اتصلتي فيها ..

ردت عليه مريم بعنف :
مريم : لا والله ... انا ما اتصلت ؟! انا اتصلت فيها وهزئتني آخر تهزيء .. وعايرتني بطلاقي .. ومسحت بكرامتي الارض وذلتني آخر ذل ...وحطمت كل نبضة احساس ومشاعر بقلبي ... وانا شاكه انك مشترك معاها باللعبه بعد .. او يمكن ما اتكون اختك اصلا ..

اندهش خالد من كلامها حتى انه نسى التوقيت الزمني واللي قاعد يمر بشراهه ولما انتبه له مره ثانيه كتب بسرعه :
خالد : معقوله؟ روضه اختي اتسوي جذيه ! معقوله ؟!

ردت مريم بانفعال متصاعد وكتبت :
مريم : هيه معقوله... وسوتها فعلا .. والحينه... أي اسأله ثانيه ..

رد عليها خالد بكل يأس واحباط الدنيا :
خالد : ما عندي أسئلة ثانيه.. بس حبيت اقول... وقبل لا افارقج نهائيا .. اني ما ادري ابــدا عن اللي سوته اختي روضه .. وانتي حره... اتصدقين ولا لا .. مع انج تقدرين تستفين قلبج وهوه يجاوبج..

كتبت مريم بكل مراره :
مريم : انا قلبي مات من زمان .. من يوم ما اطلقت.. وموتته مره ثانيه اختك أو صديقتك .

تابع خالد كلامها وكأنه ما انتبه لحروفها الاخيرة :
خالد : وبغيت اقولج بعد ... ان روضه بعدها شابه صغيره وما عارفه ولا خابره الحياه زين .. وفي كل الاحوال... روضه الحين اتسهلت وعرست وقاعده في بيت ريلها في ( القطاره ) .. والله ايهديها.. ويسامحها ..

كانت مريم على وشك انها اتسكر الكمبيوتر نهائيا حتى بدون ما تقرأ الباقي من كلام خالد .. ولكن .. شدتها حروف خالد الاخيره لحظة ما ذكر المنطقة اللي متزوجه روضه منها وهيه ( القطارة ) ... وبدون تفكير دفعها الفضول لثواني وقالت بدون وعي :
مريم : زوج اختك من ( القطاره ) .. انا بعد من ( القطاره ) ..

حست مريم بندم وحسره بعد ما ارسلت جملتها الاخيره لأنها كشفت مكان سكنها .. ولهذا تابع خالد بسرعه كبيره بدون ما يهتم كثير بمكان سكنها :
خالد : هيه من القطاره ..

سالته مريم باهتمام وفضول متزايد :
مريم : وريل اختك .. شو اسمه .. يمكن حد من جيرانا ..

كتبلها خالد بهدوء وعلامات الاحباط تنخر بعظمه :
خالد : اسمه راشد بن عوض الـ .......... .

صرخت مريم يوم شافت اسم ريل اخت خالد.... وحطت اياديها الثنتين على خدها في حركة لا إرادية وكتبت بكل سرعه وتوتر :
مريم : مب معقوله ابدا ..

سألها خالد باستغراب :
خالد : وليش مب معقوله :

رد مريم بسرعه وارتباك :
مريم : راشد هذا.... طليقــــي!!!! ..

اتراجع خالد للخلف من عنف الدهشه والاستغراب .. وكتبلها بكل أهتمام ودهشة
خالد : معقوله!! .. زوج اختي ... راشد بن عوض.. يصير طليقج ..

ردت مريم عليه بسرعة :
مريم : هيه طليقي وولد عمي.. بس انتوا... ما كنتوا تدرون انه معرس من قبل ..

اتوقف خالد لحظات عن الكتابه وهوه يرجع بذاكرته لماضي قريب وبعدها كتب :
راشد : الصراحه ابوي هو اللي سأل عنه.. وقالوله ان راشد ريال من عايله محترمه وابوه ريال معروف... وماظني يدري انه كان معرس.. وبعدين ابوي شاور اختي روضه وكانت راضيه وفرحانه فيه بعد .. والحينه كملت شهرين وهيه معرسه .. وعمري ما سمعت انه على خلاف مع ريلها ..

انخفض انفعال مريم شويه وقالت بكل صدق واخلاص :
مريم : رغم كل اللي سوته فيني روضه .. انا والله ومن كل قلبي مسامحتنها .. واتمنالها التوفيق في حياتها مع ولد عمي .. وانشاالله راشد يهتدي على ايدها و ..

قاطعها خالد بكلمات جديده :.
خالد : تعالي .. قبل اسبوع واحد شفت اختي روضه هنيه في بيتنا وكانت مب طبيعيه ابدا .. و كان ظاهر عليها علامات حزن خفيه و ..

ومع آخر كلمه كتبها وارسلها خالد .. انتهت الدقايق الخمس..وانقطع البرنامج ومع انقطاعه سكر الكمبيوتر مره وحده ..
ومع تسكيرة وانغلاق الكمبيوتر... سمع راشد صرخة فزع قويه وبصوت عالي ومرعب.. وعرف بحدسه أن مصدرها أمـــه واللي كانت قاعده تحت في الصالة مع ابوه ...

ومباشرة... فز خالد من مكانه واتحرك بخطى سريعه ومرتبكه وطلع من غرفة عادل ونزل على الدرج بسرعه وأول ما وصل لمنتصف الدرج .. لقى امه واقفه وهيه حاطه ايدها على راسها والدمعه تنساب بحرقه من عينها .. وابوه كانت واقف مثل التمثال.. وهوه يطالع باتجاه مكان معين من البيت .. ولما التفت خالد لنفس المكان اللي يطالعه ابوه.. واللي هو باب الصاله الكبير .. لقى أخته روضه وهيه شاله شنطة ثيابها والدمعه مغرقه عينها واللي اختلطت مع الدم النازف من جبهتها .. وآثار الرضوض والكدمات ظاهره على ويها .. واعاصير من الألم والقهر محاصره كيانها ...

لحظتها بس .. عرف خالد .. ان روضه دخلت في عالم جديد.. وبتحمل لقب جديد ...... لقب مطلقـــــه ...
وان روضه بتشرب من نفس الســم اللي عايرت غيرها فيه .. ومن يـد نفس الشخص ....
وانه بانتظارها ....عالـــم شنيع وفظيع من ألآلام ..
آلام الواقــــــع...


وتستمر الالام في الجزء السادس ..