عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2006, 09:42 PM   #3
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور
أخي أبو عوض

شدني التالي :
[/U]
تفسير خاطىء يارفيقي !!!!
حفلت قصائد شعراء بلادنا بالتورية والتشبيه والمجاز وخاصة أثناء وصف الحسان ... وأعتقد أن تشبيه الحبيبة بالبندقية وحسب إختلاف مسمياتها حكمته طبيعة البيئة القبلية
لا يعد حداد بن حسن الكاف مبتدعا في وصف المرأة بالبندقية وهذا شاعر قبلي من شعراء العكابرة يتغنى بحبيبته ويقول :

عجبه عجب في عمر باحسين هذي السنه = عامد كما الخاط يعبر في عين البره (1)
عينه على ميزر بو خمس بوسلسلة = ياريت مولاه بايبيعه بلا شقيه
با أعطيه مال النويمه وذي لي في الثله = وشريكي في الدنيا وفي الآخرة

الشعراء القبليون يضمنون تخميسة أغانيهم عادة شيئا من هذا القبيل كقولهم :

خير بلجيك بوشبه يعجبك لونه وتقلوبه

أو

ميزر أبو مقصين حن

أو

ياخير بندق عجبني وقلبته .

توصف المرأة الجميلة الرشيقة القوام في مجتمعنا بأنها مثل :

فلنطة العيلمان (2)

ستكون لي وقفة لاحقة مع إبداعات حداد الكاف .

تحياتي .


(1) الخاط : الخيط والبره الإبرة حسب لهجة قبائل نوح وسيبان
(2) الفلنطه : هي ماسورة البندقية والتشبيه هنا في الرشاقة والدقة والطول

من الاجحاف وقلة الذوق والاحساس عند البدو الجفاة حين يشبهون الحسان الفارعات والجميلات الفاتنات بتلك ( المسامير) أو تلك القطع الحديدية الجامدة والتي تسبب الأذى والموت والدمار للانسان اليست البندقية هي آلة من آلات القتل والموت وزهق الأرواح؟؟
ثم لو ان هذا القبيلي المفتون ببندقيته جعلها المقياس الوحيد عنده لفرط الحسن وشدةاللجمال. أفلا نعذره جلفه حين نتذكر قصة ذلك الأعرابي القادم من صحراء العرب والذي لا يرى
إلا كلبه حارسا لخيمته وغنمه وتيسه المقارع للتيوس فلما قدم إل الخليفة العباسي أراد مدحه ونيل عطاياه فقال يمدح الخليفة

أنت كالكلب في الوفاء ....... وكالتيس في مقارعة الخطوب

فلامه من لامه ممن حضر مجلس الخليفه فقال لهم الخليفه دعوه أنه معذور وصفنا حسب مايراه في بيئته وأسكن الأعراب قصرا على ضفاف دجله وبعد حين دخل الأعرابي على الخليفة وقد أثرت عليه حياة الرغد والحضارة فقال يمدح الخليفة:

عيون المها بين الرصافة والجسر ...... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

فأنظر كيف تنعكس البيئة في وجدان وتعبير احاسيس الشاعر ولكن حين يكون الشاعر شاعرا يجتر المعاني والصور القديمة للشعراء السابقين ممن لم يغادروا مجتمعتهم ويفارقوا باديتهم فذاك كل ذاك اسفاف في الصورة وتكرار ممل واقتفاء ساذج للذين سبقوه من جفاة البدو فخذ مثلا شاعرنا المشجري وهو مغترب بالسعودية يعمل بياع في احد المحلات دخلت عليه امرأة برفقة زوجها وكانت جميلة ففتن بجمالها وبعد ان خرجت من المحل اتصل بصديقه الشاعر باصره ووصف له ما رآه من جمال فقال

ياراعي الميزر البلجيك بوسته ......... ليتك تصونه وتتحفظ على مجراه
وان ما سمعت النصيحه ذي ولا صنته ....... من دون شك بايلومنك عباد الله

أليست صورة ممله ومكررة وصف ينفر منه السامع في عصر تألقت في فضائياته مقاييس الجمال وأمتلأت الطبيعة بتشبهات جميلة ورائعة

فأجابه باصره:

هرجك شونه عسل خرفي تذوقته.......... ياحاكم القول في وزنه وفي معناه
ابومسامير لي في المدح زيدته........... ولقيت له صايته بالعين ماشفناه

حقا إن تشبيه المرأة الفاتنة الجميلة بالميزر هو مجرد مدح ( لمسامير ) ولكن عشق البدوي لسلاحه والاطمئنان إليه الركون له مزج بين الحب لهذه الأداة الفاتكة التي لا تحس ولا تعرف الحب بل انها تفرق برصاصها بين المحب ومن حب بطلقة واحدة وبين ذلك المحب الآدمي صاحب الإحساس والشعور والذي كرمه الله بالعقل.
ويبدو أن أخينا مسرور ا سيبقى مسرورا ومعجبا بتشبه المرأة كما أراد لها العكبري والمشجري وستبقى في نظره جمال يحاكي جمال الميزر وإن كان البندق الميزر قد فقد رونقه أمام صورايخ اسكود والكاتيوشا وغيرها من الاسلحة الاستراتيجية...


.



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس