عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2002, 06:36 PM   #1
عمر خريص
مشرف سقيفة التراث
 
الصورة الرمزية عمر خريص

افتراضي البحر والمحضار 00 ومساجلات الدان .

ـــــــــــــــــــــــــ


البحر وما أدراك ما البحر..؟ ليس في هيجانه ولا في تلاطم أمواجه .. وإنما في سعته وعمقه وما يكنه في مكنون أعماقه من قيم نبيلة وأخلاق حميدة .. قال الدكتور (البار) (هو الكريم ابن الكريم) وأقول صدقت ..! انه البحر ..الأديب الأستاذ (عبدالرحمن عمر البحر) والبحر صفته ..وآخر ما اخرج لنا واكرمنا به إصداران جديدان هما (المحضار في مساجلات الدان ) الكتاب الأول والكتاب الثاني وهما ماتم توزيعهما مجانا ولا زلنا موعودين بالإصدار الثالث ، وفي الاثنين جهد لا يستهان به ،إذ بلغت جلسات الدان فيهما 55 جلسة فيها من جيد الشعر الشي الكثير ، وحفظ به البحر تراثا لولا عزيمته لضاعا فيما ضاع من شعر كثير ، وقدم للإصدارين الدكتور (عبدالله حسين البار) وكان بارا بتراث قومه ووفيا له ،إذ جعل من مقدماته دراسة وافية عن فن الدان الحضرمي أصوله وفنونه وأبان خير إبانة ، قال الدكتور في الدان (أما القول بأنه من (الدانة) بمعنى اللؤلؤة فليس بصحيح قط ، وان القائلين بذلك يهرفون بما لا يعرفون ،وخيرا لهم أن يصمتوا على أن يرددوا هذه الفرية ) قلت .. لله درك يا دكتور ..نكل بهم انهم قوم لا يفقهون .
قال ابوعبدالله البرقي (كان الدان فنا حضرميا صرفا فقيل سيئوني ؟ واخاف أن يقال تريمي ومكلاوي وشحري وصنعاني !!) قلت سامحك الله .. قال لي المحضار في ساعة صفاء (رحمه الله) (الحان الدان كان يحملها الجمالة معهم من الساحل الى الداخل ثم تعود هذه الألحان والأشعار بالشكل المعروف ونطلق عليها اسم (الريض) ) قلت مهما كان ذلك فقد تأصل هذا الفن الأصيل في حضرموت وتخصب على أيدي شعراء كبار في سيئون وتريم كحداد ومستور وبلوعل وغيرهم
ولعل إصرار أبي عبدالله البرقي على أن يعرف البدايات الأولى لمساجلات المحضار في حلبات الدان يعرضني لكثير من المعاناة والجهد خصوصا أن اكثر الحفظة والرواة ماتوا ولم يدونوا ذلك إلا ماتم تدوينه من قبل وزارة الثقافة بالمحافظة سابقا أو ماهو مدون مع بعض الباحثين وهو عزيز المنال في هذه اللحظات ،ولكن نوجز مانعرفه ووصل الينا ، فالمحضار دخل حلبات الشرح صغيرا كما دخل حلبات الدان صغيرا أيضا أي لم يتخطى العشرين من عمره ،وقد سمع الشاعر الشحري سعيد سالم زحفان (وكان يعمل بمدينة المكلا ويقيم فيها مؤقتا) بخبر الشاعر المحضار ودخوله مساجلات الدان فتشوق للقائه وكانت سمرة دان رأى فيها زحفان المحضار فتى في مستهل الشباب وكان زحفان من كبار شعراء الساحل فقال مخاطبا المحضار : ـ
نبي رطلين مابقول من القصد باحلي لساني
ولعاد باوصي الى جردان وانك تحب الستر شفنا ما نحب الناس يدرون
فرد المحضار ردا مفحما قائلا : ـ
شرط أول تحل بالوطن بانقدم لك صياني
ماعندنا شي كيل بالفنجان والخير عاده الا جاي من عندنا ومسهون .
أقول .. عاصر المحضار في بداية حياته كبار الشعراء الموجودين بالشحر من أمثال زحفان وبأسباع وبامسلم وباوزير وباصالح وصقلت مواهبه في هذه البيئة الشاعرية ومنها قول بامسلم للمحضار في تلك السن : ـ خط يالمداد الزين والا كسرت القلم
ورميت لك بالقائمة والدفاتر لي من السيت .
وفي احدى جلسات الدان صرح المحضار في أبياته بوجود تباشير ثورة قادمة سوف تقتلع جذور الفساد ،وكان بجنبه في الجلسة حاكم الشحر وقتها ،فرد عليه زحفان منبها له قائلا :ـ
عقربه ياحبيب حسين ماهي ذبابه لي بجنبك دبت
في الحده ينظرون الناس فكوا الغرابه في السماء اذا اعتلت
والبقر اذا سنت الدباديب عاشت لي تربت في الطين
قال المحضار مجاوبا :ـ
عادت من طغى ياسعيد داره خرابه مزقله للفيت
من عبرعندها تدخله رهبه ورابه والمنازل خوت
وأهلها الا شتت والمفاتيح حلت ع أبواب الدكاكين .
وتوجد نتف من أبيات للمحضار قصر عن تذكارها الرواة مع تقادم الزمن وكل ذلك يؤكد وجود المحضار منذ سنواته الأولى في حلبات الدان ،أرجو من الأستاذ عبدالرحمن البحر أن يبحث على هذه المساجلات فهي البدايات القوية للمحضار مع شعراء كبار وأوصيه أن يتوجه الى الأستاذ عبدالله فرج بازرقان من أهل الشحر والأستاذ الباحث حسين الجيلاني فلديهم مخزون هائل من مساجلات الشعر وقصائد المحضار خاصة ،ولي أمل في أن يتعاون الأستاذان معه .
قال ابو عبدالله البرقي :ـ مامعنى قول المحضار (والشعر شيب في بلدنا قد ملت وجه التجاعيد) ؟
قلت له حانقا :ـ فضحك الله يابرقي .. معنى ذلك زمان ياشعر زمان يادان .وبالمناسبة من أراد أن يطلع على هذه المساجلات عبر الانترنت فعليه بموقع مؤيدالعرب
تحية من القلب وشكرا جزيلا على ما أتحفتنا به يااستاذ عبدالرحمن وشكرا للدكتور عبدالله البار على عطائه الدائم والمستمر وانا لا مثالكم لمحتاجون
التوقيع :
وماتوفيقي الا بالله

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس