[حد من الوادي]

هل غادر (الأبينيون) مدينتهم؟

2011/06/26 الساعة 18:02:07
الخضر الحسني
زنجبار النائمة ، على شطّ بحر العرب..هذه المدينة الوادعة الجميلة التي أنجبت الرجال الرجال ، ولا تزالُ ناجبة لهم ، في كلِّ مراحل النضال..تتعرضُ –اليوم- لأشرس حرب (انتقامية) حاقدة من قبل عناصر (محسوبة) على محافظة أبين ، ولكنهم –للأسف- ارتضوا ان يكونوا عبدة ل(الريال)! وأعوانا للشيطان في (صنعاء)!

نعم ؛ نتألمُ كثيرا للتدهور المريع للحالة الأمنية التي تعيشُها عاصمة المحافظة أبين ، منذ حوالي شهر ، من الآن ، او يزيد..

وكأبناء وكوادر لأبين الصمود والإباء ، فإننا نرفضُ تحويلها الى ساحة لصراعات و(حسابات) محلية وإقليمية ودولية ، يستفيدُ منها ((عملاء )) في الداخل ، بل ورموز (معروفة) على المستوى اليمني ، وأخرى على النطاق الدولي!

طبعا ؛ يهم امريكا ، ان تؤمِّن مصالحها ، في المنطقة ، ويهمها أكثر استقرار الاوضاع! ..لا مزيد من الاحتراب الجانبي (العبثي) الذي يستنزفُ مقدرات وخيرات البلاد البشرية والمادية ، ويشتتُ جهود أبنائها في إعادة إصلاح ، ما عبث به (رموز) النظام المنهار!

إني أشفقُ على سيادة الاخ النائب السابق والرئيس الحالي لليمن الفريق الركن عبدربه منصور هادي ، كمحسوب -أولا - على اليمن ، وثانيا على أبين التي يعتبر ((بن منصور)) احد ابرز رجالاتها المخلصين..كما أشفقُ كثيرا على سيادة اللواء محمد ناصر أحمد الزامكي الذي يعيشُ حاليا ، حالة من حالات الاستنفار ، وعدم الاستقرار ، على المستوى الشخصي والوظيفي ، فهو كالنحلة ، يتنقلُ بين عدن وأبين وصنعاء ، عبر طائرة (عمودية) ، محاولا –قدر الامكان- فعل الشيء الذي يتهرَّبُ منه ، كثيرون ، في الوقت الراهن!

ولكنه سيظل ذلك الجندي (المجهول) في ساحة (معركة) يديرُها اصحاب الحل والعقد ((الفاعلون)) حتى ولو ذهب (الرأس) واستقر في بلد عربية شقيقة وجارة!

وفي الختام أتوجه بالدعوة الكريمة الى من تبقوا من رجال أبين ، ان يكونوا سندا لمدينتهم ، ويعملوا على صدِّ أي عدون ويوقفوا زحف كل دخيل وعميل ومرتزق ويقطعوا دابر (الفتنة) التي يحيونها قبل رحيلهم المحتوم والاكيد!

فلا اصدق ، ا ن ابين ، قد خلت من الرجال الاوفياء المخلصين ، وان جميعهم ، قد غادروها وخذلوها

جياب السعدي في رحاب الخالدين!

وقبل الوداع ، هذه دمعة حزن ، اذرفها على ثرى قبر الدكتور جياب السعدي الذي استشهد ، ظهر يوم الجمعة الماضية ، في جولة كالتكس بالمنصورة ، وهو يقوم بواجب العزاء ، نحو اسرة الشهيد احمد الدرويش!

مترحما ومتوسلا الى الله العلي القدير ، أن يسكنه ، الى جوار الشهداء والابرار والصديقين من عباده الأخيار

آمين يا رب العالمين

إنا لله وإنا إليه راجعون

*المركز العربي للدراسات الاستراتيجية-فرع صنعاء