عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2006, 07:19 PM   #22
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي

وجه المواطنون عدة استغاثات...


كالعادة خاطبت السلطة المحلية شركة مول: "نرى من الاهمية الزام المقاول معكم بنقل هذه المخلفات بعيداً ودفنها, خشية من انتقالها الى المراعي ومصادر المياه وخاصة عند هطول الامطار".


ولكن يبدو ان الشركة مملوكه (لعزرائيل) فليس لها وظيفة غير قبض الارواح.


بلاغ من مدير مكتب الصحة بالضليعة الى مدير عام مكتب الصحة والسكان م/ حضرموت يفيد "باصابة خمس حالات بمرض سرطان الدم" بقرية (دقم بلحرك) مديرية الضليعة .


لم تعد المسألة الآن مجرد مخاوف- فالمسألة مؤكدة , والموت قاب قوسين او ادنى من الحناجر- بل انه خطف اول ضحية.. ولكن ماذا يفعل الاهالي غير مخاطبة السلطات؟! ارسلوا رسالة جماعية طالبوا فيها:


1- الإسراع في ارسال بعثة طبية لفحص المواطنين والتربة والماء ومخلفات الشركة...".


2- "محاسبة المتسبب في انتشار هذا المرض القاتل والجريمة الكبرى ومحاكمته".


3- " وضع الاجراءات اللازمة للحد من انتشار هذا المرض واعطاء اللقاحات للمواطنين وعمل ماهو مناسب للتخلص من نفايات الشركة السامة بالمنطقة".


نتائج فحص العينات التي أخذت تم التعتيم عليها.

وتحت الإلحاح المستمر من الأهالي تم اخذ عينات (كما تفيد رسالة مختبر الصحة المركزي بالمكلا الى رئيس اللجنة الوطنية للطاقة الذرية بصنعاء) من بقايا حفر بئر نفطي ومن المياه الجوفية وأرسلت الى صنعاء لاجراء الفحوصات عليها من حيث التلوث الاشعاعي وكذلك العناصر الثقيلة.


ولكن لم يطلع احد على نتائج الفحص وتم التعتيم عليها. غير ان نتائج الجريمة واضحة للعيان. فتوالت التقارير الطبية عن الإصابات:


(الى من يهمه الامر:


· الاسم: سعيد سالم بالحرك. 52 سنه.


· التشخيص: يعاني من لوكيميا الدم الحادة وقد ترقد في مستشفى الثورة بصنعاء لمدة خمسة أيام, وتوفي على اثر نزيف الدماغ بسبب المرض.


إلى من يهمه الأمر


· الاسم: عمر صالح احمد بالحراك, العمر: 5 سنوات يعاني من لوكيميا الدم..


· الاسم: عبدالله عمر عبيد.. العمر: 7 سنوات يعاني من لوكيميا الدم الحادة..


· رسالة من الامين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الى مدير عام مكتب وزراة النفط تفيد؟


· وفاة المواطن علي احمد سعيد بابدر بسبب انتشار المرض الناتج عن مخلفات الشركات النفطية...


الى من يهمه الامر:


افادة


- الاخ صالح عمر عبيد باصالح مصاب بآفة سرطان الغدة النكافية...



- .....


- .... ولم يحرك احد ساكنا.


- جريمة بشعة بكل المقاييس.


مرتكبوها:


1- شركة مول المجرية.


2- التهاون المفضوح لسلطاتنا الرسمية.


ثم توالت حالات الوفاة بين المرضى, حيث وصلت حتى الآن الى خمس حالات. عدا عن حالات الوفاة المفاجئة التي لم يتأكد ان سببها التلوث.


سلطاتنا الرسمية تعترف بوقوع الجريمة, ولكنها لا تحاسب المجرمين. فهذه رسالة اعتراف من وزير النفط السابق تفيد بـ:


"... صرف عشرة الاف دولار لكل واحد من الأخوين: عمر سالم بلحرك وسالم عبدالله باكرشوم مع اربع تذاكر سفر لهما ولمرافقيهما لغرض العلاج لتضررهما بسبب التلوث البيئي الحاصل في المنطقة" كذلك مخاطبات المحافظ وأمين عام المجلس المحلي لشركة (مول) تؤكد علمهم ويقينهم بان الكارثة قادمة..


ولكن لماذا لم تحاسب الشركة؟ ..

لماذا لاتستعين الدولة بخبراء محليين او اجانب لتطهير المنطقة الملوثة؟ وتفادي استمرار الكارثة؟!

لماذا لاتعلن المنطقة منطقة موبوءة وتخلى من السكان, تفادياً لحدوث مزيد من الوفيات؟

وحتى لايكون حديثنا عن التلوث مبني على المراصلات والشكاوي والتقارير الطبية.


لماذا لاتستعين الدولة بخبراء او اجانب لتطهير المنطقة الملوثة؟

كان لزاماً علي زيارة المنطقة للاطلاع على المأساة عن قرب, وعندما زارني الحاج عبيد بن سالم إلى المكلا لم يحفزني على الزيارة فحسب, بل عاتبني بقسوه على تأخيرها .


أهالي المنطقة (الضحايا) مازالوا على طهرهم الفطري, فهم يعتقدون انه بمجرد اشعار المسؤولين بنبأ الكارثة فانهم سينطلقون خفافاً لانقاذهم, كان لايخامرهم ادنى شك بان اخوانهم في بقية مناطق حضرموت واليمن عموماً, ما ان يسمعوا بهول مأساتهم سيقيمون الدنيا ولن يقعدوها حتى ينصف المظلوم, ولكن لم يحدث شيء من هذا.


فلا المسؤولون ولا المواطنون كانوا عند حسن ظن أهالي (قرية دقيم بلحرك).


وصلنا إلى المنطقة بعد رحلة بسيارة نقل كبيرة دامت (18) ساعة, رغم أن المسافة لم تكن بعيدة إلى هذا الحد ورغم ان معظم الطريق كانت معبدة.


وتحت إصرار لامجال لتفاديه من السائق (علي) تناولنا وجبة الغداء في بيته, ثم اصطحبني الأستاذ يسلم باخبيره إلى منزل الحاج عبيد بن سالم بلحرك حيث تجمع معظم رجال وأطفال القرية وكانت لنا معهم هذه اللقاءات:


الحاج عبيد بن سالم بلحرك، العمر حوالى سبعين عاماً.

قبل ان اوجه اليه أي سؤال حدثني وكأنه اعد نفسه سلفا- قائلاً:

فرحنا كثيراً بقدوم الشركة قبل سنوات, وقلنا مشكلة ((بئر الشرب)) قد حلت, كذلك قلنا سيجد أبناءنا عملاً ولكن لم يتحقق شيء من ذلك... جاءت الشركة وحفروا بئراً استكشافيه تحت بيوتنا. (تبعد البئر الاستكشافية عن المنازل حوالى 40م) ونحن تعاونا مع الشركة ولم نعرقل عملها كما يفعل بعض الجهله. كل مافعلناه اننا وجهنا رسائل إلى المسئولين طلبنا منهم فقط توجيه الشركة لحل مشكلة الماء عندنا, كذلك طالبناهم بتعويضنا عن الاراضي.

....... ؟

وجه وكيل المحافظة (عوض حاتم) الشركة بتوصيل الماء والتعويض عن الارض ولكن لافائده.

ولكني رأيت الآن مواسير المياه ممدوده من الخزان. فمن...؟ قاطعني الحاضرون:

لماذا لا تعلن المنطقة كمنطقة موبوءة وتخلى من السكان؟

هذه المواسير مش على حساب الشركة, هذه على حساب المتصدق (بغلف).

ولكن ماهو رد الشركة على توجيهات الوكيل ورئيس المجلس المحلي (السابق) بالمحافظة؟

لا أدري.. يمكن فعلاً صرفوا مبلغاً قيمة المواسير والتعويض, واستلمها واحد واكلها..

مالذي يجعلك تسيء الظن بالمسؤولين إلى هذا الحد؟

تصرفاتهم معنا. تصور ياابني اننا قدمنا طلباً للحصول على التعويض وتكاليف العلاج موقعاً باسم عدد من الاهالي. وبعد مدة, واثناء متابعتي في المكلا. أخبرني موظف بان العريضة حقكم فيها أسماء اخرى غير الاولى. ولما طلبت منه ان يرينا اياها رفض. يعني انهم ناوون ان يسرقوا حتى قيمة العلاج حقنا. وقد لمست في كلام (عوض حاتم) معي مؤخراً وكأننا قد استلمنا تعويضاً, ونحن لم نستلم ريالاً واحداً. واذا هم صرفوه لأحد فليقولوا لنا من هو؟ اما رفضهم كشف اسمه فاننا نتهمهم هم؟

من هم؟

كلهم.

لنترك الاتهامات جانباً. حدثني عن الامراض وحالة الوفيات؟

بعد مجيء الشركة إلى منطقتنا بدأت تظهر الامراض التي لم نعرفها من قبل.

بعد ان حفرت الشركة البئر الاستكشافية تركوا بعض المواد عند البئر فلما رأيناها ابلغنا المسؤولين وطالبنا بسرعة التخلص منها, وعلمنا انهم اتفقوا مع مقاول لدفنها تحت الارض ويقال انهم اعطوا المقاول غطاء حديدياً ليضعه فوق المادة ثم يدفنها.

ولكن الذي حصل ان هذه المواد تركت اولاً فترة طويلة عند موقع البئر ولما اشتكينا وبدأت تظهر في قريتنا الأمراض التي لم نعرفها من قبل.. قام المقاول بنقل تلك السموم إلى مكان لا يبعد عن السابق كثيراً وتركها مكشوفة حتى الروائح المنبعثة تصل إلى عندنا وازدادت الحالات, والى الآن مات خمسة افراد والتقارير الطبية حقهم معك. وقد ظهر المرض في حالات اخرى لازالوا تحت العلاج. منهم الاستاذ سالم هذا.

توجهت بحديثي إلى الاستاذ سالم بامساعد الذي يعمل مدرساً في مدرسة المنطقة, فبادرني بالرد قائلاً:

والله انا تعبت من العلاج وتكاليفه, انا عندي سرطان الدم بسبب هذا السم الموجود. الله ينتقم منهم!!

...............؟

لازلت تحت العلاج. والله الشافي. وعلمت ان الدولة لاتمنح اكثر من عشرة آلاف دولار. اذا كان لك حظ بعد متابعة وعناء. ولكن في مثل حالتي فان تغيير الدم يكلف (خمسة وثلثين الف دولار) فمن أين لي كل هذا؟! انا في انتظار الموت بقلب مؤمن شاكر.

كان لزاما علي تحويل الحديث إلى شخص اخر غير سالم بامساعد الذي ليس بامكانه ان يقول اكثر مما قال. فتوجهت بالحديث إلى عمر بن صالح بلحرك الذي قال:

انا خسرت اعز مااملك. خسرت طفلي (عبدالله) الذي اصيب بسرطان الدم, ولما كنت اعالجه في صنعاء قالت لي الدكتورة كم تبعد آبار النفط عن قريتكم؟! قلت لها البئر قرب البيوت فقالت هذه جريمة, هذا استهتار كيف تسكتون ارفعوا قضيه في المحكمة.
انا اقول ان المسؤول الاول عن هذه الجريمة هي الحكومة.. فمن يحاسبها؟

شر البلية مايضحك.


كان اخر المتحدثين عمر بن علي بلحرك: أنا عندي دكان في القرية يشتغل فيه ابني (مرعي) وكان حراسه الشركة (جنود) يشترون بضائع منه (ديناً) وفي يوم من الايام طالبهم بالتسديد فقالوا له معنا لك حاجة بانبيعها عليك من اصل المبلغ الذي علينا. فوافق ابني.. فجابوا له شوالين متوسطي الحجم وقالوا له هذا طلاء ممتاز. ثمن الجالون 2500 ريال يمني فأخذهما ابني مرعي ووضعهما في المستودع لطلاء جدران البيت في وقت لاحق.


ولكننا سككنا في امر الجوالين لان الشكل غير مألوف فعندما جاء وفد من الهيئة الوطنية للطاقة الذرية إلى هنا لفحص المواد التي تركتها الشركة. عرضنا عليه الجوالين, فوضعوا جهاز خاصاً على مسافة من الجوالين. فاصدر هذا الجهاز صوتاً خاصاً عرفنا في مابعد ان الصوت دلالة على خطورة المادة. بل ان شخصاً عارفاً اخبرنا ان الصوت يدل على وجود مواد مشعة. المهم انهم اخذوا الجوالين ولا ندري عن نتائج الفحص شيئا.


أسئلة


المقاول الذي كلف بدفن المواد طلبت منه الشركة شهادة انجاز من السلطة المحلية حتى يستلم مخصصاته المالية. وبالفعل حصل على هذه الشهادة فمن يحاسب هؤلاء؟

حكاية الجوالين وما بهما من مواد مشعة قضية في غاية الخطورة لانها تقودنا إلى سؤال كبير مفاده: ما الحاجة الى حفر الآبار البترولية بالمواد المشعة؟ واذا كان ثمة استخدام, لمً لم تستهلك هذه المادة؟ رغم ان الشركة قد الهت اعمالها, والاجدر بها ان تستفيد منها في مواقع اخرى خاصة وان الجوالين لازالت مختمة.. لماذا ارادوا دفنها مع البقايا ؟

تقفز إلى ذهني اجابة مرعبه. اتمنى ان اكون مخطئاً فيها.. اتمنى من كل قلبي ان اكون مخطئا,ً واللهم احفظ بلادنا.

إستدراك:


في رسالة موجهة من الاهالي للمحافظ تفيد بقدوم مجموعة افراد الى منطقتهم, وحددوهم بالاسم والجهة, وانهم اخذوا عينات من التربة لفحصها, لمعرفة مدى تلوثها ولكن العينات اخذت من مكان بعيد عن موقع النفايات.


انها جريمة ابشع: ستفحص العينات وستكون النتيجة سليمة وسيستمر مسلسل الموت ليأتي على آخر واحد منا.


خاتمة


" بلاغ "


الى من يهمه الامر:الى المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج.


انا المواطن: انور صالح التميمي كاتب هذا التحقيق من مواطني محافظة حضرموت .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اتقدم ببلاغي هذا ضد كل من:


1- شركة مول المجرية.


2- حكومة الجمهورية اليمنية.


واتهمهما بارتكاب جريمة (الابادة الجماعية) بحق مواطني منطقتي.


واطلب اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحقهما لتنالا العقاب الرادع.


ودمتم.
  رد مع اقتباس