عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2002, 01:57 PM   #1
حسن البار
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية حسن البار

افتراضي مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي (2-2)

أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) لم ينس هذه المناسبة العظيمة ونسج لها قصائده المعروفه ومنها :

ولد الهدى فالكائناتُ ضيــــاءُ =وفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثنـــاءُ
الروحُ والملأُ الملائكُ حولـــهُ =للدين والدنيا به بُشـــراءُ
والعرشُ يزهو والحضيرةُ تزدهي =والمنتهى والسدرةُ العصمـاءُ
بك بشّر اللهُ السماءَ فزيِّنـــت =وتضوّعت مسكاً بك الغبـراءُ
وبدا مُحيّاك الذي قسماتــــُه =حقٌ وغرّته هُدى وحيـــاءُ
في المهد يُستسقى الحيا برجائـه =وبقصدِهِ تُستدفعُ البأســــاءُ
يأيها الامَّي حسبُك رتبــــةً =في العلم أن دانتْ بك العلمـاءُ
حسدو فقالو:شاعرٌ أو ساحــرٌ =ومن الحسود يكون الاستهـزاءٌ
بك ياابن عبدالله قامت سمــحةٌ =بالحقِّ في مللِ الهدى غــرَّاءُ
لي في مديحك يارسولُ عرائـسٌ =تُيِّمنَ فيك وشاقهنَّ جــــلاءُ
هُنَّ الحسانُ فإن قبلت تكرُّمـــاً =فمُهوهُنَّ شَفَاعَةٌ حسنـــــاءُ
ماجئتُ بابكَ مادحاً بل داعيـــاً =ومن المديح تضرُّعٌ ودُعـــاءُ
أدعوك عن قومي الضِّعافِ لأزمةٍ =في مثلها يٌلقى عليك رجـــاءُ
أدرى رسولُ الله أن نفوسهـــم =ركبت هواها والقلوب هـــواء
متفككون فما تضمُّ نفوسهــــم =ثقة جمع القلوب صفـــــاء

أما مادح الرسول ومحبه الصادق الامام محمد البوصيري فقد خصص لهذه المناسبة فصلا في بردته ومنها :

أبان مولده عن طيب عنصـره =يا طيب مبتدإ منه ومختتــم
يوم تفرس فيه الفرس أنهـــم =قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
وبات إيون كسرى وهو منصدع =كشمل اصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الانفاس من أسف =عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها =ورد واردها بالغيظ حين ظمــي
كأن بالنار ما بالماء من بلــل =حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والانوار ساطعـة =والحق يظهر من معنى ومن كلم
أكتفى بهذا وما هو الا قطرة من بحور مدائح الشعراء وقصائد المداح فيه وفي يوم مولده صلوات ربي وسلامه عليه ، ولايتسع المقام لأكثر من ذلك ...

فيوم ميلاد حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من أعظم الايام وأفضلها في حياتنا ، ولولاه ما تشرفنا بالانتماء الى هذه الامة العظيمة " خير أمة أخرجت للناس " ... ذلك لان رسولنا ونبينا أفضل الانبياء وسيدهم ، وخير الخلق وخيرتهم ...

كيف لا نستذكر يوم ميلاده وقد خصه بالصيام لانه خلق فيه ... !!!!!
كيف لا نستذكره وقد خلق الله فيه مصطفاه من خلقه وخيرته من انسه وجنّه ... !!!!
كيف لا نستذكره و لولاه ما كان لنا شرف الانتماء الى هذه الامة العظيمة والى هذا النبي الكريم .... !!!
كيف لا نستذكره وقد أرتجت الدنيا كلها لهذا اليوم واخمدت النيران التي اوقدت اكثر من الف عام وأهتزت اقوى الممالك ونطقت المخلوقات واستبشرت كل الكائنات .... !!!
كيف لا نستذكره وقد بشر بصاحب هذا المولد الانبياء من قبله .... !!!!
كيف لا نستذكره ولصاحبه أخذ الله المواثيق من الانبياء لنصرته والايمان به وأشهدهم على ذلك وكان خير شاهد عليهم جل جلاله ...
كيف لا نستذكره وفيه أشرقت الدنيا بنور سيدها ، المنقذ من الضلالة والشافع يوم الحشر وصاحب اللواء المعقود ...
كيف لا نستذكره ميلاده وهو الحريص علينا الروؤف الرحيم بنا ...
كيف لا نستذكر ميلاده وهو الذي ينسى نفسه في اليوم العظيم لينادي ربه ( أمتي ... أمتي ... أمتي ) ... فيعطى الشفاعة العظمى ... ونحن جزء من هذه الامة العظيمة ...
وكل ينادي نفسه ونبينا **** ينادي آله الخلق يارب أمتي

بأبي أنت وأمي يا رسول الله .... أحببناك واحببنا كل يوم كان لك فيه ذكرى ... انت الذي انقذتنا من الضلالة ،، وانت الذي حرصت علينا ... وانت الرؤوف الرحيم بنا ،،، وانت الذي بصرتنا بطريق الحق ودليتنا عليه ...

أيسوغ لعاقل ان يستكثر علينا فرحنا بيوم ميلادك .... والله نحن بذاك اليوم أشد فرحا من يوم ولادتنا ومن كل يوم عشناه وسنعيشه ... اختلطت محبتك بدمائنا ولحومنا فصرت المحبوب ، تطير ارواحنا وتحار عقولنا وتطرب وجداننا عندما نعيش لحظات الحب السامي لمقامك العظيم ، فقد أجزت مداحك من الشعراء وبشرت من أحبك بالمعيتة والصحبة وأخبرتنا ان لا إيمان الا بان تكون أحب الينا من أموالنا واولادنا ونفوسنا ... وما ذلك الا مظهر من مظاهر تلك المحبة التي نسأل الله صدقها وأن ينفعنا بها لتكون شافعا لنا يوم الكرب العظيم ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) لتنسى نفسك سيدي وتنادي يا رب : أمتي ،،، أمتي ... ولسوف يعطيك ربك فترضى ... وعسى أن تكون في نجاتنا رضاك ... يا رب ...

واذا كان في محبتنا له صلى الله عليه وآله وسلم مغالاة ... فنحن مغالـــون .... مغالــون .... مغالـون ... ومهما بلغت درجة المحبة بين المخلوقين فلن تصل الى حب الاكل الذي يحبه المحبوب فلكل انسان رغباته في التي يختلف فيها مع من يحب ... اما صحابة رسول الله فقد بلغت محبتهم للحبيب المصطفى أكثر من ذلك ففي صحيح مسلم :

عن : أبي أيوب عن أبي أيوب
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو قال فانتبه أبو أيوب ليلة فقال نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحوا فباتوا في جانب ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم السفل أرفق فقال لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو وأبو أيوب في السفل فكان يصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابعه فصنع له طعاما فيه ثوم فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لم يأكل ففزع وصعد إليه فقال أحرام هو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولكني أكرهه قال فإني أكره ما تكره أو ما كرهت قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى ))
وفي البخاري :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
(( إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس بن مالك فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقا فيه دباء وقديد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال فلم أزل أحب الدباء من يومئذ ))أفي هذه المحبة غلو ؟؟

وهذه المرأة الدينارية ينعى لها زوجها وابنها وأخوها بعد غزوة أحد وهي تسأل عن حال رسول الله

فعن سعد بن أبي وقاص ، قال : (( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد ، فلما نعوا لها ، قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : خيرا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين ؛ قالت : أرونيه حتى أنظر إليه قال : فأشير لها إليه ، حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل ! تريد صغيرة . )) ... السيرة الحلبية ، البداية والنهاية ... وغيرها
وفي مسند أحمد والبيهقي وغيرهم :
(( لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض مغازيه، جاءته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله، إني كنت نذرت إن ردك الله تعالى سالماً أن أضرب على رأسك بالدف ، فقال : إن كنت نذرت فافعلي وإلا فلا، قالت: إني كنت نذرت، قال: فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بالدف ))
ضربت هذه الجارية بالدف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلما فرحا بعودته سالما ... ولم يمنعها عليه الصلاة والسلام بل جلس لها وهي تضرب بالدف على راسه ... ما أعظم نبينا وما أكرم اخلاقه ...
افتدوه رضوان الله عليهم بارواحهم ودمائهم واموالهم واولادهم وكان ذلك قربة عند ربهم ونبيهم ...

فيما يلي حاولت جمع بعض الاحاديث التي تدل على استحداث بعض الصحابة أمورا متعددة واقرار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لهم بها من كتب أهل العلم ... ومن ذلك :

= روى الامام البخاريعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر (( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي )) .
= وقد سن خباب الصلاة لكل مقتول صبرا ركعتيبن .. كما جاء في فتح الباري

= عن رفاعة بن رافع الزرقي قال كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال (( سمع الله لمن حمده )) قال رجل وراءه ( ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه ) فلما انصرف قال من المتكلم ؟ قال : أنا قال : (( رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول )) .. رواه البخاريقال الحافظ في الفتح : يستدل به على احداث ذكر في الصلاة غير مأثور اذا كان غير مخالف للمأثور ..

= عن ابن عمر قال : أتى رجل والناس في الصلاة ، فقال: حين وصل إلى الصف: (( الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا )) ، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال :
(( من صاحب الكلمات ؟ )) قال الرجل: أنا يا رسول الله ! والله ما أردت بهن إلا الخير، قال : (( لقد رأيت أبواب السماء فتحت لهن )) ، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعتهن .... مصنف عبدالرزاق ..

فأنظروا سادتي وفقني الله وأياكم الى الحق كيف أقر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لم يؤثر في الاعتدال وزيادة ذكر لم يؤثر عند افتتاح الصلاة واقر فاعلها باعلى درجات الاقرار ... !!!!

= وقد روى الامام البخاري حديث الصحابي الذي كان يؤم جماعة من الانصار ويفتتح كل سورة يقرأها بـ ( قل هو الله أحد ) ثم يقرأ سورة اخرى ولما اتاهم النبي أخبروه فقال (( يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة )) فقال : ( اني أحبها ) فقال النبي (( حبك اياها ادخلك الجنة )) ..

فمثل هذا الامر وان كان في ظاهرة مخالفة لفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الجملة ولكن الأمر أوسع وقد كان سبب ذلك العمل موجب له دخول الجنة ... !!!!

فهذه الاحاديث كلها في الصلاة وهي أهم أعمال العبادات والرسول يقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ومع ذلك قبل هذه الاجتهادات لانها ليست خارجة عن ما حدده الشارع .. ومن ذلك يؤخذ ما أصله العلماء ( ان كل عمل يشهد له الشرع بالطلب ولم يصادم نصا ولا تترتب عليه مفسدة فليس داخلا في حدود البدعة بل هو من السنة وان كان غيره افضل ) ...

= عن أبي سعيد الخدري (( أن رجلا سمع رجلا يقرأ ( قل هو الله أحد ) يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها ، فقال النبي صلى الله عليه ( وسلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) ... )) .... رواه البخاري

= عن علي كرم الله وجهه قال :
(( كان أبو بكر رضي الله عنه يخافت بصوته إذا قرأ ،،، وكان عمر رضي الله عنه يجهر بقراءته ،,,,
وكان عمار رضي الله عنه إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه ،,,, فذكر ذاك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي بكر رضي الله عنه : ( لم تخافت ) ؟ قال : إني لأسمع من أناجي ،، وقال لعمر رضي الله عنه : ( لم تجهر بقراءتك ؟ ) قال : أفزع الشيطان وأوقظ الوسنان ، وقال لعمار : ( ولم تأخذ من هذه السورة وهذه ؟ ) قال : أتسمعني أخلط به ما ليس منه ؟ قال : لا ، قال : { فكله طيب } )) ...

فبعد ان استوضح عليه الصلاة والسلام منهم عن مقاصدهم لم ينكر عليهم ... أليس في هذا الحديث معاني يجب ان ندركها ، ومفاهيم يجب ان نستنبطها .... !!!!!! وفيه اقرار من الرسول على هذا التحديد والاقتصار على هذه السورة ....

احاديث الرقية المتكرره في كتب الصحاح وعمل الصحابة واقرار الرسول ... وهناك احاديث كثيرة في هذا المنوال وكلها اقرار من الرسول لصحابته على كثير من اعمال الخير التي لم يسبق ان امرهم بها وبدأوها وعندما سمعها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو علم بها ثناء عليهم وأقرهم عليها وجميعها تندرج تحت الاحكام الشرعية ...

وقد قال سيدنا عمر عن اجتماع الناس لصلاة التراويح ( نعمت البدعة ) ....


فالمقصود هو : (( ان كل محدث وافق شرع الله فلا باس به كما دلت على ذلك احاديث الرسول الصريحة وكلام العلماء واجتماعهم على قبولها )) ...

= وقد روى الامام أحمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( : أيها الناس ، عليكم بالجماعة ، و إياكم و الفرقة ، أيها الناس ، عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة ، ثلاث مرار . )) ...

= وقال عليه الصلاة والسلام (( إن الله أجاركم من ثلاث خلال أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق وأن لا تجتمعوا على ضلالة )) رواد ابوداوؤد

وقد أجمعت امة الاسلام بعلمائها وعامتها على جواز واستحسان الاحتفال بالمولد النبوي ففي افريقيا واندونوسيا ودول المغرب واليمن ومصر والسودان وغيرها من دول الاسلام يحتفل المسلمون بهذه المناسبة العظيمة ... أليس في ذلك اجماع ؟؟؟ !!!!!


هذه الاجتماعات والاحتفالات بالمناسبات الدينية داخلة في حيز المطلوب الذي اقر الرسول مثله وطلبه طلبا عاما كما أقر المجتمعين للذكر ..وذلك للاتي :

1- انها اجتماعات خير ( الخالية من المنكرات والمفاسد بالطبع ) فالمولى جل وعلا يقول ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ...

2- ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يترك العمل خشية أن يشق على أمته أو أن يفرض عليهم كما في حديث قيام رمضان أو حديث السواك ... فشفقته على امته منعته من فعل أشياء كان يحب فعلها ..
فاذا ترك مثل هذه الاحتفالات بالذكريات الاسلامية فلا يدل تركه على منعها سيما وهو مشغول بما هو أهم وأعظم ولكنه ترك لنا أصولا وقواعد نستند اليها ونحتكم فيما يستحدث من خير لا يخالف الشرع ..

3- ان الرسول صلى الله عليه وسلم أقر أصل الاجتماع على الذكر كما في حديث ابي سعيد عن معاوية ويكفي ان الله يباهي بهم ملائكته ..

4- ان اقراراته صلى الله عليه وآله وسلم لما حدث في زمنه من فعل الخير ويدخل في ثناياه الطلب العام حري بان يحتذى به ويسار على نهجه ...

فيوم مولده يوم يعتز به المسلمون ويذكرون سيرته وأخلاقه وقد أشار اليه بقوله ( ذاك يوم ولدت فيه ) .. وفي القرآن الكريم ذكر لميلاد موسى وعيسى ويحي عليهم السلام ... والاوامر المتكررة بذكر الانبياء (( واذكر في الكتاب ابراهيم ... واذكر في الكتاب موسى ... واذكر في الكتاب اسماعيل )) وغيرهم .. فهل المطلوب ذكر اسماءهم فقط ، أم تذكر سيرهم واحوالهم والمواعظ والعبر والدروس المستنبطة من ذلك ..

5- من القواعد المقررة ان لا ينتقد المختلف عليه ، وانما ينكر المتفق عليه ...

فهل يحرص من ينتقد الاحتفال بالمولد النبوي انتقاد البدع والمحرمات المتفق عليها وما أكثرها في زمننا هذا ابتدأ من القوانين الوضعية المعمول بها في كثير من الدول الاسلامية مع الفسوق والعصيان المتفشي في اسواق ومنتديات ومقاهي هذه الدول ..... !!!!!

هل ينتقد هؤلاء الامور التي تجلب الفرقة الحقيقية بين المسلمين في التعامل وقبول الشهادة وحتى امامة المساجد وغيرها الكثير ...... أم ان احتفالات المولد أدعى الى الانكار وتكفير الناس واتهامهم بالشرك وبالابتداع !!!!!

قنوات محطاتنا الفضائية مليئة بالفسق والمجون والبرامج التي تدعي الى الانحراف والانحلال ... هل خصص هؤلاء حملات ضد هذه المحرمات المجمع على تحريمها !!!! ؟؟؟؟

جامعاتنا ومرافق التعليم المنتشرة في انحاء عوالمنا الاسلامية ملئية بالاختلاط المنهي عنه وبدراسة منافيات الاخلاق والشرع ... هل انتبه هؤلاء لهذا المخاطر الذي وقع فيها شبابنا وفتياتنا ..... أم ان احتفالات المولد شغلتهم عن انكار هذه المنكرات .... !!!!!

مرافقنا وزاراتنا شوارعنا اسواقنا شواطئنا تفتقر الى أبسط معاني الاسلام الحقيقة ، ستجد بها كل انواع المحرمات من رشاوي وانتهاك اعراض وظلم وقسوة وتبرج و .... و ....... و ...... ،،،، هل هذه الامور يجب على المسلم انكارها وانتقادها وتحذير أخوانه من الوقوع فيها .... ؟؟؟ أم ان المولد النبوي والحرص على ابعاد الناس عنه أخذ من اؤلئك جميع اوقاتهم ....

تفشى الجهل بابسط مسائل الفقه ... فلا تجد من يدرك شروط الصلاة و اركانها و مبطلاتها وسننها وابعاضها ، والصيام والزكاة وبقية الامور الفقهية التي يجب على المسلم قبل ان يناقش أي مسأله من المسائل المختلف فيها تعلم المسائل الفقهية الواجبة عليه والتي بها تصحح العبادات ففي الحديث " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين " ثم يعلم من يعولهم من اولاد وزوجه وأهل (( فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) ...

اليهود يجرمون في حق اخواننا الفلسطينيين ويذبحون الاطفال ويعملون المجازر الوحشية .... واعداء الاسلام يحيكون الدسائس والمكائد والحيل ويعملون على افساد المسلمين وفرقتهم ...
هل خصص هؤلاء المنكرون وقتا لتأمل في هذا الحال ، وكيف يمكن لنا ان نتصدى له كلا على قدر استطاعته ...
أو أن انكار الاحتفال بالمولد النبوي محل الاهتمام الاكثر ... !!!!

والله لا اقصد بذلك السخرية ... ولكن هذه عقولنا وافهامنا وصلت الى مرحلة خطيرة من الغفلة والبعد حتى تقلبت علينا ميازين الامور وفهمنا مقاصد الشرع على خلافها ..... تركنا الاسس وتمسكنا بالفروع تكفير وتبديع وفتاوى ... كل ذلك في أمور أختلف فيها اهل العلم ...
ولا حولا ولا قوة الا بالله ....


سيدنا ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شفيق رحيم بأمته حريص على التخفيف عنها في التكاليف . وقد يترك فعل العمل خوفا ان يفرض على أمته ... واليكم بعض الادلة :

= عن عائشة رضي الله عنها قالت (( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم )) ... رواه البخاري وغيره

= وعن عائشة ايضا في ذكر صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بعد العصر ، قالت وكان لا يصليها في المسجد مخافة أن تثقل على أمته وكان يحب ما خف عليهم ... وهذا ايضا في البخاري

= جاء هذا المعنى في كثير من المواضع كا السواك وتأخير صلاة العشاء الى ثلث الليل ."لولا أن أشق على أمتي " ..

= وفي البخاري ايضا ( يسروا ولا تعسروا ) ...

ففي هذه الادلة رد على من يبدع الناس على فعل الخير بحجة ان الرسول لم يفعله .. فقد ترك عليه الصلاة والسلام التحية والصلاة قبل الجمعة مع حثه عليها وعلى الصلاة بين يدي كل فريضه لانشغاله بما هو أهم ...

وقد قال العلماء : ان عدم الفعل لا يدل على المنع اطلاقا ... فاذا كانت ادلة الطلب العامة تدعو اليه والى مثله او أي وسيلة نفع عام صار ذلك الحدث داخلا في اطار السنة ...

وقد قال ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) :
(( وقد يثاب بعض الناس على فعل المولد ...... الخ وايضا ...
" فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" )) .... .....

ونحن نقول بان الاحتفال بالمولد النبوي وسيلة من وسائل التقرب الى الله من خلال الصدقات التي تتم فيه وقرأة ما تيسر من الذكر الحكيم وسرد سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقصة ميلاده وما يستنبط من ذلك من مواعظ وعبر ، بالاضافة الى المحاضرات والدروس التي يلقيها العلماء وطلبة العمل في هذه المحافل .... والاناشيد والمدائح التي يشدو بها المنشدين ، وادلتنا في مشروعية هذا العمل كثيرة وماهذا الا جزء يسير منها ....
التوقيع :
الناس في الدنيا معادن

التعديل الأخير تم بواسطة حسن البار ; 04-25-2006 الساعة 11:46 AM
  رد مع اقتباس