عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2015, 09:33 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



ثنائية المقاومة والقضية الجنوبية*



قبل 1 ساعة, 58 دقيقة

يخطئ من يعتقد أن الحروب الدائرة رحاها على أرض الجنوب هي حرب قائمة على ثنائية، الشرعية والانقلاب باعتبار أن الانقلاب هو الجذر الأساسي لك ما شهدته اليمن من تداعيات ومنها الحرب على الجنوب، وما نجم عنها من تدمير وتهجير وقتل وتشريد، إذ لهذه الحرب جذورها المتعددة وتداعياتها المختلفة، ولما كان الحديث يدور عن المقاومة والقضية الجنوبية فإن تعدد الجذور وتباين الأسباب يتضاعف نظرا لوجود قضية عرفها القاصي والداني واعترف بعدالتها ومشروعيتها حتى خصومها أنفسهم وهي القضية الجنوبية.


المقاومة الجنوبية هي الابن الشرعي لثورة الحراك السلمي الجنوبي التي مثلت أولى الثورات السلمية في الوطن العربية ومنها تعلمت الشعوب العربية معنى أن يتصدى شعبٌ أعزلَ للفيالق والجيوش المدججة بأعتى الأسلحة وأكثرها فتكا ويمرغ هيبتها وسمعتها في الوحل، لكن المقاومة الجنوبية المسلحة هي مرحلة مؤقتة من المواجهة بين الشعب الجنوبي وبين من استباحوا أرضه ونهبوا خيراته وتاجروا بحقوق أبنائه، ثم عادوا وأشعلوا عليه حربهم الثانية في محاولة لترسيخ ما فشلوا في ترسيخه في حربهم الأولى وطوال عقدين من سياساتهم الجائرة والظالمة تجاهه.

المقاومة الجنوبية ولدت من رحم القضية الجنوبية، وهي وريث شرعي للحراك السلمي الجنوبي ولم تأت طارئة فيه أو انقلاب عليه، ولذلك فإن المقاومة الجنوبية وجدت لتبقى ولن تنتهي رسالتها إلا بتحقيق أهداف الثورة الجنوبية وعلى رأسها التحرر والاستقلال وإنهاء التبعية باستعادة الدولة الجنوبية على كامل التراب الجنوبي من حنيش وزقر وباب المندب غربا حتى صرفيت شرقا.
* * *
عندما كتبت تأييدا لقرار مجلس الدفاع القاضي باستيعاب المقاومة، كل المقاومة في إطار القوات المسلحة والأمن لم يدر في خلدي التخلي عن تمسكي بتأييد مطالب الشعب الجنوبي بتقرير مصيره واستعادة دولته، لكنني قرنت هذا التأييد بعدة قضايا أهمها:

١. إن المناطق التي تنتشر فيها المقاومة وتسيطر فيها على الساحة، لا يوجد فيها الجيش المقصود أن يستوعب فصائل المقاومة.
٢. علينا أن نعلم أنه لم يعد هناك جيش حقيقي يمني بمعنى الكلمة لأن ما كان جيشا ذات يوم قد تحول إلى مليشيا مؤجرة (للسيد) وتابعة (للزعيم) وبالتالي فقد سقطت قيمته الاعتبارية كجيش وأصبح مجرد مجموعة من المقاتلين، الماهرين (ربما) المؤهلين (ربما) ولكن غير الوطنيين وغير الشرفاء.

٣. إن الكتائب والألوية والوحدات التي ستتكون من المقاومة يجب أن تخضع لقادتها الفعليين الذين قادوها أثناء المواجهة، ولا يمكن البتة أن يأتي قائد غارق في الفساد حتى أذنيه أو من الذين أكلوا على كل الموائد ليقود أبطال وضعوا أرواحهم على أكفهم لحماية السيادة والكرامة والحرية حين وضع هو الوطن والكرامة والسيادة في حسابه المصرفي.

٤. وأخيرا أن حل القضية الجنوبية بما هو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية لن يأتي في السياق العسكري بل لن يأتي إلا من خلال عملية سياسية يتشارك فيها الجنوبيون مع من يمثل الطرف المحتل، وسيكون من حق المقاومين الأبطال ومنهم الشهداء والجرحى، على الوطن أن يمنح الأمان المعيشي لهم ولأسرهم وهو أقل ما يستحقونه على الأرض التي ذادوا عن ترابها والوطن الذي افتدوا سيادته بأرواحهم.
_______________
* من حساب الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس