عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2015, 10:13 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


خواطر عن الفرق بين السياسة والدحبشة والوحدة وعبدالناصر


قبل 2 ساعة, 54 دقيقة

التغييرنت
د. عبدالله الشعيبي

هذه خواطر متنوعة لم لكن اريد بثها بعد توقف عدة أشهر عن الكتابة لأسباب شخصية وعامة ولذا فليعذرني معشر القرّاء عن اي تقصير او عدم فهم لهذه السطور المجمعة .
*من الذي يريد الانفصال ومن الذي انفصل عن الوطن وبالوطن ؟


هل الجنوب يسعى للانفصال ام لاستعادة دولته السابقة التي توحدت مع الشمال ١٩٩٠م ثم تم الغدر بها وباعتراف الجميع ؟
ما هي الموانع الاخلاقية والسياسية من قبل البعض تجاه استعادة دولة الجنوب والسابقة ؟
هل من الضروري إبادة شعب يطالب بحقه ولماذا وما هي الفايدة ؟
وهل من الضروي إبادة شعب مقابل هدف تم الغدر به ولماذا ؟
وهل من المنطقي ان تربط الوحدة بالموت ( الوحدة او الموت ) بدلاً من الحياة والبناء ؟
الوحدة ليست كتاب مقدس كما يحلو للبعض وصفها فهي عمل سياسي معرض للنجاح والفشل وكل مشروع وحدوي تم بالقوة لم ينجح وانظروا الى أوربا كيف تفكر بوحدتها وبطرق تحقيقها ولم نسمع انهم يرفعون شعار أهوج ( الوحدة او الموت ) ، ثم ان هذا الشعار استهانة متعمدة لحياة البشر ... واعتقد انه اذا لم تكن أراضي الجنوب تخزن ثروات مغرية لما رفعوا هذا الشعار بل لذهبوا هم بأنفسهم يعملون على تحقيق مطالب شعب الجنوب .
وهل يمكن اليوم وبعد اكثر من سبعين عاماً ان يوصف الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر انه انفصالي لانه وقع على وثيقة انفصال سوريا عن مصر ورفض شن الحرب على سوريا وإخضاعها لرغباته ونزواته وهو الزعيم الباحث عن وحدة الأمة العربية ؟ ولكن عبدالناصر لم يمارس الدحبشة مع سوريا .
وهل ينبغي ممارسة سياسة الدحبشة مع مطالب الشعب وكي نكون اكثر فهماً لمعاني السياسة والدحبشة في اليمن فسوف نجد ان الدحبشة هي المهيمنة فإذا كانت السياسة هي فن الممكن لحكم الشعب وباي طريقة كانت فهناك تأتي الدحبشة لتضيف معني اخر وهي انها فن التلون والخداع والفيد والإفساد لكل مقومات المجتمع وأصبحت الدحبشة اُسلوب رسمي ومعترف به في المعاملات اليومية لجزء كبير من اليمنيين حتى في التعليم والثقافة وغيرها ومن لا يمارس الدحبشة في اليمن فلن يستطيع المرء تحقيق اي شيء يسعى اليه .
ووصل الامر في أساليب الدحبشة ان يمارسوا لغة الانفصال على الكل وضد الكل فالمهم هنا هو كيفية سلب حقوق ومطالب الناس الطبيعية والمشروعة . ومصطلح الدحبشة ظهر في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم بعد نجاح المسلسل الكوميدي الشهير ( دحباش ) للشهيد آدم سيف والذي عرى فيه الكثير من الممارسات الخارجة عن القانون والنظام والاعراف والتقاليد وغيرها فأصبحت كلمة دحباش سياسية بالنسبة لساسة الشمال الذين كانوا يحكمون البلد من دون نظام ولا قانون .
وأصبحت الدحبشة والسياسة صنوان متلازمين لليمن رغم ان الشهيد آدم سيف أراد من مسلسله كشف الممارسات المخالفة للمجتمع اليمني في الشطر الشمالي من اليمن واعتبرها ساسة الشمال فرصة لا تعوض بان وصموا الشمال بالدحبشة ومارسوا ذلك بان الجنوب هو من يصمهم او يصفهم وهذا اُسلوب نجح فيه ساسة الشمال واعلامهم .
وشخصياً ارى ان الوحدة التي تم إبرام عقدها في نفق جولدمور فقد ظلت تسير من نفق الى نفق ولازالت كما هي عاشقةً للإنفاق .
* والفرق بين السياسة والدحبشة كما وصفها احد الأصدقاء ( ابو يوسف الحمزة ) هي :-
السياسه فن ادارة وحكم البشر
والدحبشه هي فن الاحتيال والنصب على البشر وهما لا يتعارضان من حيث المضمون والهدف فكليهما يقومان بنفس المهام مع تغيير بسيط في الشخوص والطرق .
ويقول الصديق ابو منير الجعدي حول الفرق بين السياسة والدحبشة بأنها ( السياسة هي كيف تحقق مصالحك في ظل احترام الاخرين لك
اما الدحبشه فهي كيف تحقق مصالحك رغماً عن تعارضها مع مصالح العامة حتى وان فقدت احترام الاخرين وتعرف ان لا مصداقية لك ).
بل يمكن القول ان الدحبشة قد فاقت وطغت على كل شيء في حياة اليمنيين وأصبحت اُسلوب رسمي لا يمكن تصور اليمن من دونها .
* وحول مفهوم الوحدة عند الجنوب يقول ابو يوسف :
(لا عاد اريد وحده ولا رخاها
يكفي سنين عمري انقضت معاها
ياناس وحدتنا ما بها خير
تتعب معاها والفايده مع الغير
هذه وحدة دم ما هي وحدة رخاء
وبالمليون ما نبالي لو فديناها
ولو نهبنا الشعب ذي هم مثل العبيد والاماء)
وهنا يرد عليه ابو محمد :
( ومن وحدتكم أنا قلبي انكسر
ومنها انفطر مثل الحجر
وتريدوني موحد معكم الى يوم يحين القدر
وانا ضايع وتايه ولا اعرف لي مستقر
شوفنا قد مليت من وعود الصبر
ولا عيني شافت نعمة حتى ولو بلمح البصر
جئناكم في الوحدة بيوم أغبر
ومن يومها ونحن نتجرع المُر
ولا شفنا واحد منكم يحس فينا ولا كأنكم من بقية البشر
ولما المُر اقترب منكم قلتم والله ما منه مفر
وجيشتم جيوشكم واطفالكم نحو الجنوب الأغر
واعتبرتوها رحلة قصيرة ترجعوا محملين بالثمر
وادوشتونا بتاريخكم ذي ما له مقر
وحكمتكم سرقتوها وقولتوها لسيد البشر
وهذه عاداتكم ذي شبيتم وشختم عليها من الصغر ) .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس