عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2014, 01:05 PM   #9
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


آفة القات وثرثرة امرأة جنوبية

السبت 26 أبريل 2014 10:44 صباحاً


جوهرة حسن




سأحدثكم من معاناة امرأة جنوبية من شعب في الجنوب نشأت على ان القات عيب على المرأة في مجتمعها والرجل فيه منع من تعاطيه بالقانون بغير يومي الخميس والأثنين تمهيدا لمنعة نهائيا فكان يتم التبليغ عن من يكتشف انه يتعاطاه ويعتبر جرم يرتكب ويسجن من قبل السلطات الامنية علية ، وقد كانت الدولة تقوم بإعطاء الامتيازات للمزارعين لاستبدال هذه الشجرة بأشجار البن وشجرة القطن وتعمل على ضمان تسويق المحصول وتصديره ..



القات آفة بدأنا نعاني منها نحن ابناء الجنوب من بعد الوحدة المشؤومة مع الشمال عام 1990 فقد أصبحت عادة لتمضية وقت الفراغ الطويل في يوم رجالنا وشبابنا بعد تسريح كوادر الجنوب المؤهلة من وظائفهم واستبدالهم بكوادر شمالية ذات توجه وانتماء سياسي يخدم النظام ويكون أداة هدم لكل ما هو إيجابي في مجتمعنا الجنوبي وصولاً الى حرمان شباب الجنوب من التعليم بعد أن أخلي من مضمونه لتصبح العملية التعليمية شكلية ذات بعداً ضعيفاً في مخرجاتها أقترب بنا من الأمية المبطنة، وذلك بإفراغ المناهج التعليمية من الأبعاد الوطنية والتاريخية والتربوية وتصفية الكادر التربوي المؤهل من مدارسنا ، ليصبح شبابنا عاجزين عن انتزاع حقهم في التعليم الجامعي أمام الشباب القادم من الشمال للاستيلاء على مقاعد الدراسة في جامعات الجنوب ليحتسبوا خريجين جنوبيين لهم الحق في الحصة الكبرى بالتوظيف في الجنوب أمام نسب ضئيلة لشبابنا مما أدى إلى عملية تهجير منظم للشباب بالتسرب من مقاعد الدراسة والذهاب الى الاغتراب نتيجة قلة فرص العمل للجنوبيين حتى بعد التخرج ومنح فرصهم لكوادر شمالية وتوطينهم بقرارات سياسية الغرض منها أحلال شعب بهوية وثقافة شمالية تطمس خصوصية الهوية الجنوبية وثقافتها ، بحيث تم تسهيل انتقال الكثير من الأسر الى الجنوب بمنحهم أراض هبة بالمجان في الجنوب ودفع الاغراءات المالية لهم ـ ونحمد الله هنا على الطقس الحار فهو الذي لم يساعد ابناء الشمال كثيرا على استيطان مدننا الجنوبية بأعداد كبيرة ومؤثرة لتعودهم على الطقس البارد ـ



النظام الفاسد كيف يمكنة ان يسود المجتمعات السوية مالم يشجع على قهر الرجال و أنتشار الجهل والآفات والمخدرات ليحكمون شعب ذليل مخدر ومغيب عن بناء وطنة وعن أدراك جرائم النظام التي تحدث في حق أبنائهم وثروات بلادهم . أدخلوا القات بأسعار زهيدة وأوجدوا لها أسواق أكثر من أسواق الخضار والفواكة و سهلوا الحصول على المخدرات لأطفالنا على أبواب المدارس الابتدائية على أنها حبوب الشجاعة التي تجعل منهم أقوياء عبر رجال أمن شماليين مكلفين لهذه المهمة .



كنا في الجنوب نتعلم ونجد ما تتغذى به عقولنا ونمتلك القناعة كشعب مسالم متعايش مع الجميع نكتفي بما يسكت جوعنا وببساطة ما يستر أجسادنا آبائنا نجدهم بيننا يقضون أوقاتهم معنا أما على شواطئ بحار الجنوب الجميلة أو في حدائقها ومتنزهاتها مما أوجد في نفوسنا الانتماء والحب لكل ذرة تراب وقطرة ماء في وطننا الغالي الجنوب وكنا نشعر بالسعادة دون الحاجة الى مال وفير ولا نبحث عن الترف ..!!، بعد الوحدة المشؤومة أصبحنا نرى القهر في عيون رجالنا من ذل البحث عن ما أصبح أولوية الآباء من هم توفير لقمة العيش لأسرهم ولأبنائهم وتوفير ما يمكن أن يسترون به أجسادهم وأصبح القات وسيلة هروب من واقعهم الى عالم يحلمون بة بما يريدون ان يكونون علية فأدمنوا الحلم وأجادوا القول وابتعدوا عن الواقع والفعل المجدي لهم ولمستقبل أبنائهم فنشأت أجيال لا تعرف الانتماء الى الوطن وتفتقد فيما بينها الى المواطنة الاخلاقية والنفسية والانتماء المشترك . فليتها تعود الينا روح أيام الجنوب ويعود الآباء الى أبنائهم ليستنشقوا عبر انفاسهم الانتماء الحقيقي نصحح عبرة أخطاء ما مضى وانطوى ونجعل الماضي عبرة نتعلم منه كيف نحب الجنوب ونحافظ على اللحمة الوطنية لكل الجنوبيين ..



هي ثرثرة أمرأة جنوبية ، لكنني أشعر بأرتياح لمجرد تمكني من أخراج هم كنت أختزنة بداخلي دون أن أعي انه سبب ألم كبير من تراكمات لواقع عشناة خارج وعينا وأدراكنا بدأت أرى ان له حل ويمكن أفراغة عبر الكلمات وتخفيف شيء من ألم النفس ..


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس