عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2014, 04:28 PM   #19
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت والجنوب العربي " البيض» ليس نبياً !


البيض» ليس نبياً !


عبدالوهاب الشيوحي

عبدالوهاب محمد الشيوحي

لو لم يكن «للبيض» من اخطاء إرتكبها في حياته السياسية غير إبرام عقد الوحدة بالطريقة التي اُبرمت بها، لكفانا كجنوبيين تقديمه للمحاكمة ليس بتهمة اساءت استخدام السلطة ولا الفساد ولا الإهمال، ولكن يتهمة إضاعة وطن برمته، بلد بكامل عتادها وعدتها، دولة بكافة اركانها، بأرضها وشعبها وسلطتها .

هذه الخطيئة لا تحيط بحيثياتها ولا بعقوبتها لا الدساتير ولا القوانين الجنائية – كما اعلم – ذلك لندرتها وعدم حدوثها ولجسامة جرمها، فأي مشرع يستطيع ان يتخيل – مجرد خيال – ان يقوم أحدهم بتسليم دولة ” أرض وشعب وسلطة ” بالطريقة التي تم بها تسليم الجنوب ؟!!! والى من ؟!! الى عصابات محترفة، “قد سبقها علمها”، لذلك فلا اعتقد ان هناك مشرع قد توقع أو تخيل حدوث مثل هذا الأمر، وبالتالي فلا أعتقد بوجود عقوبة تعاقب على هذا الفعل، اللهم إلا إدراجها – قسراً- تحت بند الخيانة العظمى، ومثل هذا الادراج القسري يعد لطفاً عظيما بالجاني وظلما فاحشاً بالمجني عليهم .

قد يدفع ” البيض” بأنه كان مؤيداً بدعم شعبي منقطع النظير، وانه لم يتخذ هذا القرار إلا تساوقاً مع الإرادة الشعبيةالجنوبية التي لم تكن محل خلاف، وقد يكون ضمن دفوعه ان هذا ” الإنجاز ” لطالما تاق اليه الشعب في الجنوب، وهنا فلا يستطيع اي جنوبي ان ينكر ذلك او يطعن في دفع البيض هذا .

لكن بالمقابل «البيض» وحده هو من كان في محل المسؤولية، وفي مركز اتخاذ القرار، لذلك فأمانة المنصب، وواجب الوظيفة يحتمان عليه ان يتخذ القرار بطريقة علمية، وان لا يتصرف كعامة الشعب، ولا ينجر خلف عواطفه، فلم يكن للجنوبيين من مصلحة اصلاً بتحقيق الوحدة بين الدولتين، ومعرفة ذلك لم تكن لتحتاج كثير جهد او حكمة، اذ كان بإمكانه التأكد من ذلك بتحليل بسيط لمعطيات اتخاذ القرار قبل اتخاذه، وبضمنها بالـتأكيد حقيقة الأوضاع في الشمال، وطبيعة من يتحكمون فيه، ثم نظرة فاحصة وواقعية لما كان عليه الحال في الجنوب، بعد حرب 86م المدمرة، وانهيار النظام الاشتراكي الذي كان الجنوب يعتمده نظام للحكم .

ثم وان فاته ذلك، فقد كان لديه طرق كثيرة لتحقيق الوحدة بطرق مناسبة تحوي ضمانات تكفل حق الطرفين في حال فشل مشروع الوحدة، لا سيما وهو يعلم اكثر من غيره طبيعة القوى التي كانت تحكم الشمال او بالأحرى تتحكم فيه، كان بإمكانه ان يحتاط لاحتمالية فشل المشروع ولو بنسبة 5% .

وبما ان الضرر الذي نتج عن فشل هذا المشروع كبير فأن احتمالية فشله – التي لم يراها البيض – كانت كبيرة ايضاً ، تطبيقا لنظرية ” ادوارد مورفي ” القائلة : “بأن احتمال حدوث خطاء يتناسب طردياً مع الضرر الذي سيسببه هذا الخطاء ” .

وبناءً على ما سبق فهذه الخطيئة وحدها تكفينا لإدانة «للبيض» وتجريمه بل وإعدامه بحكم القانون ، اذا كان هذا ما يهم بعض الاطراف او الاشخاص اليوم، وليس هناك احد من الجنوبيين يستطيع ان يقول غير هذا القول .

لكن في حال كهذا الذي يصر فيه البعض على تحميل الاوزار لإصحابها، وللأنصاف والأمانة، وكما لا يخفى على أحد، فإن خطيئة الرجل التي كانت نتيجتها إضاعت دولة الجنوب برمتها قد اتت في نهاية مصفوفة من الاجراءات والأعمال الخرقاء التي لم يكن «للبيض» إلا احد ابطالها .

لقد اتت تلك الخطيئة كنهاية طبيعية لصيرورة غير طبيعية انطلقت العام 67م، وتراكمت حلقاتها وأحداثها بشكل درامي ما كان يمكن ان تكون له من نهاية منطقية غير تلك النهاية المأسوية التي انتهت اليها، وبالتالي ” فالبيض ” وان كان بطل الحلقة الاخيرة من هذه الصيرورة الا انه ليس الا احد ابطالها المهمين ، وليس بطلها الاوحد .

وزر هذا العمل ينؤ بكبره السيد «للبيض» دون شك، غير انه لا يسلم منه باقي ” القيادات التاريخية “، فلم يكن التوقيع على الوحدة في العام 90م وليد اللحظة، بل كان نتاج لعمل مكثف وتعبئة شديدة انطلقت العام 67م وانتهت الى ما انتهت اليه العام 90م .

هذا فيما يتعلق في الماضي، اما ما يتعلق بما يسوقه البعض من مزاعم على شاكلة ان «للبيض» طالب سلطة او طالب مال، فأعتقد ان هذا الكلام ليس له اساس من الصحة، ذلك ان السلطة هي من تبحث عن ” البيض “، في اطار محاولات عصابات صنعاء لضرب المشروع الجنوبي عن طريق تخلي «للبيض» عن مشروعه وعودته الى صنعاء ليتولى فيها اكبر المناصب .. اما موضوع المال فهو ايضا مرتبط بالسلطة ولم تعرف اليمن ولا عرفت نظام كالنظام ” الحالي السابق ” ليسترزق من يرغب في الاسترزاق من خلاله .

فالخلاصة ان «للبيض» ليس طالب سلطة، او هو طالب سلطة ولكن في اطار تحقيق هدف الجنوبيين ، وهو بكل تأكيد ليس طالب مال، وأخطائه في الماضي يعمل جاهدا للتكفير عنها وبكامل طاقته، وعلاقاته مع الاخرين ” محرّكها ” البحث عن مصلحة الجنوب، وعلى الجنوبيين ان يجتنبوا محاولات النيل منه، لأن هذه هي رغبة الاحتلال وسياسته وان ظنوا غير ذلك .

كما ان شعبية «للبيض» اليوم في الجنوب ليست نتاج للأموال التي يدفعها للجنوبيين كما تزعم صنعاء ويردد صدى هذا القول بعضاً من ابناء الجنوب، لأن كل من شارك ويشارك في فعاليات الحراك المختلفة يعلم ان لا احد يدفع لأحد لا درهماً ولا ديناراً .

شعبية ” البيض ” سرها هو صدق البيض وإخلاصه لقضية الجنوب وإدراك شعب الجنوب لحقيقة هذا الصدق والإخلاص .

البيض ربط مصيره بمصير هذا الشعب ربحاً وخسارة دونما حساب للعواقب، فمن منكم ايتها القيادات ” التاريخية ” قد فعل ذلك ؟!

سيستمر الاحتلال في محاولات النيل من الصادقين المخلصين من ابناء الجنوب، وهذا حقه وعهدنا به، اما الجنوبيون فندعوهم اليوم للكف عن اطلاق النار على ارجلهم .

[email protected]

*صحيفة يافع نيوز الورقية
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس