عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2012, 11:21 PM   #1
بلّسود
مشرف سقيفة عذب القوافي للشعر الفصيح

افتراضي رَفْضُ السُّجُودِ... فِي آخِر رَكعَةٍ!!!

رَفْضُ السُّجُودِ... فِي آخِر رَكعَةٍ!!!
--------------------------------- محمد ربيع بلّسود-شويعر



أُمّاهُ/ يا أُمَّاهُ/ يا أُمَّاهْ : ...
ماذا أقولُ: لهمسهِ الملعونْ:..
يُفْسِدُ مِنْ صَلاتِي رَكْعَتَينْ
وَيَقُولُ لِي: يَا أيُّهَا الشَّيْخُ الجَلِيلْ
يا قَابِعَاً جِيْلاً فَِجِِيْلْ
"أُعْطِيكَ سُؤْلَكَ لَوْ سَجَدْتَ...
أَمَامَ عَرْشِي سَجْدَتَينْ..
وَلَثَمْتَ كَفِّي فِي خُشُوعٍ مَرَّتَينْ..."
مَاذا أقولُ؟؟
فَقَلْبِي المِسْكِينْ...
قَدْ سَئِم الأنِينْ ..
وَقَصَائِدِي البَلْهَاءْ..
مَا عَادَتْ تَهُُزُّ الصَّامِتِينْ..
وَحِكَايَتِي..
بَلْ كِذْبَتِي الكُبْرَى بِأَنِّي مِنْ سُلاَلةِ ثائرينْ..
صَارت حكايا السَّاخِرينْ ..
وَحَبِيبَتِي وَبَنَاتُ عَمِّي كُلُّهُنّ ..
مَزَّقْنَ أَوْرَاقِي .. وفِيهَا أُغْنِيَاتِي وَالحَنِينْ ..
ماذا أقولُ وفِي صَلاتِي أَسْمَعُ الهَمْسَ اللَّعِينْ...
"أُعْطِيكَ سُؤلكَ لَو سَجَدْتَ...
أَمَامَ عَرْشِي سَجْدَتِينْ..
وَلَثَمْتُ كَفِّي فِي خُشُوعٍ مَرَّتَينْ..."
***
أُمّاهُ/ يا أُماهُ/ يا أُماهْ : ...
لَو تَجْلِسِينْ الآنَ قُرْبِي..
لَو تَشْعُرِينَ بِنَبْضِ قَلْبِي..
لَو تَلْمَسِينَ ثُقُوبَ ثَوْبِي ..
لَو تَعْلَمِينْ ..
لَو تَقْرَأينْ أَوْ تُدْرِكِينْ...
لَكَفَرتِ بِالرُّؤْيَا: ..
وَبِالعُرُسِ الذِي يَوْمَاً فَيَوْمَاً تَحْلُمِينْ...
وَلآمنْتِ بِالكَابُوسِ:
نَعْشِي الذِي قُرْبَ الشُّرُوقِ سَتَحْمِلِينْ...

مَاذا أَقُولُ فَهَمْسُهُ المَلْعُونْ.. وَالسَّجْدَتَينْ..
يَزْدَادُ حِيْنَا بَعْدَ حِيْنْ ..
لا تَرْفُضِي مَوْتِي ...
وَلْتَسْتَعِدِّي وَاحْفُرِي قَبْرِي الحَزِينْ..
وَلْتَمْنَحِينِي مِن صَلاتكِ دَعْوَتَينْ..
وَمِنْ دُمُوعِكِ خَبِّئِي لِي دَمْعَتَينْ..
خَبِّئِي لِي دَمْعَتَينْ...
***
فاليومَ يَا أُمَّاهْ :
سَأَقُولُ لِلمَلْعُونِ لا ..
لا لَن أُقَبِّلَ كَفَّهُ ..
وَلَنْ أُصَلِّي السَّجْدَتَينْ ..
اليومَ يَا أُمَّاهُ..
سَتَذْكُرُنِي الجَرَائِدُ .. فِي الصَّدَارَةْ..
سَأَدْخُلُ كُلَّ المَقَابِر ..
لأبْحَثَ فِي لُحُودِ الأوْلِيَاءِ عَنِ الحَضَارَةْ..
وَسَيُؤْمِنُ الآتُونَ بَعْدِي بِالرَّصَاصِ وَبِالحِجَارَةْ..
وَسَيَكْفُرُ العُبَّادُ يَوْمَاً بِالوُجُوهِ المُسْتَعَارَةْ..
وَسَيَكْتُبُ الشَّعَرَاءُ فِي قَبْرِي..
هَنَا ذَهَبَ الرَّسُولُ ..
لكي يُلاقِي رَبّهُ...
وَغداً سيأتِي بالبِشارَةْ
وَسَيَرْسُمُ الأَطْفَالُ فِي قَبْرِي أَيَا أُمَّاهُ :
مِنْ دَمْعَتَيكِ فَرَاشَتَينْ ..
لِمَ تَرْفُضِينْ .. لِمَ تَرْفُضِينْ .. لِمَ تَرْفُضِينْ...


التوقيع :
محمد ربيع صالح بلّسود
  رد مع اقتباس