عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2007, 08:20 PM   #22
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

ليس بهذا الأسلوب ينتقد الشعر و خصوصا الشعر الحميني فإنه من أقرب الأساليب الى النفس و أكثرها فهما لدى العامة و حتى لا يؤخذ علي استخدامي كلمة العامة لأن البعض يتصور أن المجتمع قد ارتقى و لم يعد فيه عامة و لا خاصة فأقول عند معظم الناس حيث أن الشعر الحميني يتصف بالبساطة لا التعقيد و يتخذ من البيئة و الطبيعة و معطياتهما صورا و محسنات فكون الحبشي قد استهل قصيدته بذكر الموز أيا كان مفهومه صوفيا أو غير صوفي فإن هناك من شعراء الحميني من حذا حذوه فقد قال المحضار ( يا زارعين العنب ) و غنى أيوب طارش ( طاب البلس) و محمد جمعة ( شو دوائي الليم لي في بير مشهور) بل و أسهب فيه البعض كقول القومندان :
ياورد يا كادي يا موز يا مشمش و يا عمبروت
و إن اختلف المقصدين فإن القصيدة في عمومها مستساغة و المقصد مفهوم فقصيدة القموندان غزلية بينما قصيدة الحبشي رمزية تحتوي موعظة فإذا كان أحمد قاسم قد غنى رمزيته ( حقول البن في خديك موال جميل ) و إذا كان بعضنا – و ليس الجميع - ندرك أن ما عناه بحقول البن شيئا آخر فلماذا نؤاخذ على الحبشي لأنه عنى بالموز شيئا آخر ؟ على حد قول أبو عوض ..
كذلك علينا أيضا أن نعرف متى قيلت القصيدة فإن تطور اللغة الدارجة ( العامية) و الظروف التي قيلت فيها يجب أن يحسب لها ومثالا على ذلك عندما و صف مستور حبيبته قال( يالميزر التوكو ) فمن منا يستخدم هذه الصورة بل و كلمة التوكو في وقتنا هذا و قال (بركب متوكا وخل زفات الخيول) من يستخدم كلمة متوكا حاليا و حتى في لغتنا الدارجة خارج نطاق الشعر ما أكثر الكلمات التي لم نعد تستخدمها فقد استبدلت بأخرى. ذكرت هذا فقط حتى أبين ضرورة دراسة القصيدة بكل حيثياتها و إلا لكانت قصائد بامخرمة التي اعتبرت أول مدون للدان الحضرمي لا معنى لها( راجع ديوان بامخرمة ) أو راجع ما كتبه الباحث /عبدالرحمن بن عقيل في كتابه عن بامخرمة ماذا إذن نقول لحداد حين قال ( وإن قال صلوا شرق صلينا عمد) فهل نفسره تفسيرا حرفيا ؟ إذن فما العيب في قول الحبشي :
من قد قنع بكلما حصل من الـرزق سـده وان مـــا قـنــع جـــا الـبــلا
يعبر العمر هو والنفـس وابليـس هـدّه ولا يـــشـــــــوف الـــســــلا

ألم يفسر هذا قوله ( القناعة كنز لا يفنى) و قد قال بعضهم مثله
إن ترضى بالمقسوم عشت منعما و إن لم تكن ترضى به عشت في حزن
فإذا سأل البعض من الناحية الفنية هل تصلح هذه القصيدة للغناء؟
بالنسبة لي لا أرى إلا أن القصيدة موضوعية تحوي على مواعظ فما أكثر المواعظ و الأمثال و الرمزية في أغانينا التقليدية و الشعبية ربما لا أستحضرها في هذه العجالة فما رأيكم في أغنية :
ماحد يلقي سقاية و أهل بيته ظماء أليس هذا مثلا شعبيا تحول الى أغنية

كذالك : ذاخرج فصل و الثاني إذا جات زلة
من ضنينك رمى بها قلبك وانت غافل
لا تعاملة بالزلات خله غض وا صفح و قل له
يا ضنيني كفانا حسبك الله
أليست هذه موعظة تغنى بها الكثيرون و هذه ميزة الأغنية الحضرمية أنها تحتمل كل أغراض الشعر غزلا و هجاء و فخرا الى آخره فما أروع هذ الميزة و ما أحوجنا إلى المواعظ في حياتنا اليومية و خصوصا في عصر التكنولوجيا التي جلبت لنا ( يالبرتقالة) و أشباهها التي يمكن أن نطلق عليها هابطة و ليس( قشر من الموز) إلا إذا فسرت بما لم تقصده القصيدة علما بأن الحبشي ليس شاعر غزل و هذا الأغنية من تراثنا و تراثنا غني و قد بدأ بلفقيه بنبش بعضها و نأمل من الأخرين أن يحذو حذوه و أعذروني و إذا أخطأت فصوبوني . وشكرا للجميع
  رد مع اقتباس