عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2007, 03:44 PM   #15
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي



قول الحافظ ابن حجر العسقلاني بأنه لم يحكم احد بزندقة ابن تيمية يقوم على رأيه هو .. والا فالحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه قد نقل هذه العبارات في الدرر الكامنة .. تحديدا في ترجمة ابن تيمية وهي كالتالي : ( ....ومنهم من ينسبه إلى الزندقة ....... إلخ ) .. وتابع الحافظ ابن حجر في نسبة العلماء ممن عاصروا ابن تيمية فقال مانصه ايضا ( .. ومنهم من ينسبه للنفاق لقوله في علي رضي الله عنه ماتقدم ولقوله انه كان مخذولا حيثما توجه .. وأنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وانما قاتل للرياسة لا للديانة .. ولقوله انه كان يحب الرياسة .. وان عثمان رضي الله عنه كان يحب المال ) ..

فماذا تعني عبارة : ( ومنهم من ينسبه للزندقة ؟؟ ) .. وماذا تعني عبارة الحافظ ابن حجر ( ... ومنهم من ينسبه للنفاق ) .. وماذا تعني عبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني ( .. فمنهم من نسبه الى التجسيم لما ذكره في العقيدة الحموية والواسطية .. وغيرهما من ذلك كقوله ان اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله .. وانه مستو على العرش بذاته .. فقيل له يلزم من ذلك التحيّز والانقسام فقال : أنا لا أسلّم ان التحيّز والانقسام من خواص الأجسام فألزم به .... ) .. الا يعني بأن الحافظ ينقل أقوال بعض العلماء في ابن تيمية ؟؟
الحافظ ابن حجر العسقلاني يذكر في ترجمته لإبن تيمية بأن بعض العلماء ممن عاصروا ابن تيمية نسبوه للتجسيم والنفاق والزندقة .. وهذا ثابت في ترجمة ابن تيمية عند الحافظ .. أما تقريظ الحافظ ابن حجر على كتاب ( الرد الوافر على من سمّى ابن تيمية شيخ الاسلام كافر ) .. فهذا التقريظ يظهر رأي الحافظ ابن حجر العسقلاني في المسألة .. فالحافظ ابن حجر لايميل لما كتبه الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي .. وهو مخالف لذلك ..

الخلاصة هي ان العلماء اختلفت أقوالهم في ابن تيمية .. فمنهم من أثنى عليه ومنهم من مدحهم ثم رجع عن ذلك فذم ابن تيمية .. ومنهم من كفّره واتهمه بالزندقة والتجسيم والنفاق .. إذن فإبن تيمية شخص مختلف عليه وعلى معتقده وموقف العلماء وبعض كبار الأئمة لايثنون عليه وهم على ذمه والقدح في معتقده .. فهذا واقع لايستطيع احد إنكاره .. والأولى أن يترك كل من طُعن في معتقده وثارت حوله الكثير من الشبهات والشكوك .. خصوصا في ظل إعتراف ابن تيمية وكتابة استتابته بيده .. ولكن غلاة المتصوفة مثلا نجدهم يغالون في ابن عربي الحاتمي .. فالأولى ترك ماقاله وعدم تقليده وكذلك ابن تيمية .. فهؤلاء تحديدا خاضوا في الاقوال الكفرية وطعن في معتقداتهم فالأولى تركهم والإقتداء الصحيح انما يكون بالعلماء الذين لم تدور حولهم الشبهات والشكوك في معتقداتهم ..

اما بقية ماورد في تقريظ الحافظ بخصوص الكثرة التي حضرت جنازة الشيخ ابن تيمية .. فمجرد كثرة حضور الجنائز ليس دليلا على الصلاح والتقى إذا كان الميت لم يستوفي موجبات المغفرة والرضوان .. رغم اننا نعتقد صلاح الشيخ ابن تيمية رحمه الله وتقاه وورعه خصوصا بعد ( استتابته ) .. ولو كان الحكم على صلاح المرء وفضله وحسن خاتمته يقوم على كثرة من حضروا جنازته فقط .. فهناك بعض أهل الزيغ والانحراف تجاوز الحضور لجنازته مئات الآلاف .. وهناك الكثير من أهل الفضل والصلاح بل ان بعض الصحابة الكرام كأبي ذر الغفاري مثلا لم يحضر جنازته الا أفراد قلائل ..

من ذلك يتبين لنا بأن كثرة الحضور وقلّته في الجنائز ليس دليلا على صلاح الميت وحسن الخاتمة إذا لم يكن المتوفى اهلا للمغفرة والرضوان .. ونحن لانجزم ولا نقطع على أن الله تبارك وتعالى قد غفر لإبن تيمية أو لغيره من الأموات الا بدليل خاص .. فهذا أمر لايستطيع أحد القطع به فماالذي يجعلنا نقطع بأن الله قد غفر لإبن تيمية ؟؟ نحن نتمنى ذلك ونسأل الله تبارك وتعالى له المغفرة .. ولكن التمنّي أمر وعلم الله تبارك وتعالى ومراداته أمر آخر !!!!

اما القول بان ابن تيمية كان مجتهدا .. فلذلك اصبح من السائغ لكل من يجتهد ان يقول بالكفريات فهذا هراء .. فقواعد الاجتهاد والالتزام بها من قبل من يدّعي الاجتهاد لا تخوّل له الخروج من ربقة الاسلام الى الكفر خصوصا إذا ترك الصريح من الأقوال والادلّة .. وذهب في اجتهاده على المتشابه او الضعيف من الادلّة .. فمثلا عندما قال ابن تيمية بأن النار تفنى ولا خلود للكفار في النار .. الم يكن ابن تيمية يعلم بأن هناك عشرات الايات القرآنية الكريمة التي تقطع بخلود الكفار ؟؟ فكيف ساغ له أن يترك صريح الآيات القرآنية والذهاب إلى قول ضعيف منسوب لعبد بن حميد الكشي ..

بل أن رواية عبد بن حميد الكشي تقوم على سماع الحسن البصري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وسماع الحسن عن عمر لايصح بحال من الاحوال هذا اولا .. ثانيا فقد ذكر الشيخ تقي الدين السبكي انه وقف على روايتين لعبد بن حميد .. احداها أن الكفار ( يخرجون ) .. والأخرى بأنهم ( يرجون ) .. فقد قال السبكي مانصه ( قلت : الحسن لم يسمع من عمر وقد رايت هذا الأثر في تفسير عبد في موضعين .. في احدهما يخرجون وفي الآخر يرجون لاتصريح فيه ...... إلخ ) انتهى قول السبكي .. فهذه الملاحظة ذكرها السبكي ونبّه عليها .. قلت : قد تكون زيادة حرف ( الخاء ) من الناسخ .. فأخذ بها ابن تيمية على أنها دليل .. ( راجع الاعتبار ببقاء الجنة والنار للسبكي ) ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الصفحة 11 من كتاب الإعتبار ببقاء الجنة والنار لشيخ الاسلام تقي الدين السبكي رحمه الله


سلام

التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 06-17-2007 الساعة 03:46 PM
  رد مع اقتباس