عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2013, 10:48 AM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي سلاطين آل كثير ويافع عبر التاريخ في حضرموت

سلاطين آل كثير ويافع عبر التاريخ في حضرموت


أولاً :سلاطين آل كثير عبر تاريخ حضرموت


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كان آخر سلاطين السلطنة الكثيرية هو السلطان حسين بن علي بن منصور الكثيري 1967م والمتوفي رحمه الله في جده بالمملكة العربية السعودية ،وتعد هذه السلطنة امتداداً للسلطنة الثانية والبعض يعدها الثالثة ، التي أسسها السلطان غالب بن محسن الكثيري رحمه الله بعد عودته من الهند عام (1848-1893).
حيث استطاع السلطان غالب بما أوتي من ثروة ووجاهة وحنكة
ودخل في منافسة وصراع مع السلطنة القعيطية التي بدأت تتكون في نفس ذلك الوقت . لهذا يعد تاريخياً هو مؤسس السلطنة في دورها الأخير ،بينما يعد السلطان علي بن عمر بن جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير هو أول من نصب سلطانا في قبيلته ، التي توسعت مناطق نفوذها لتشمل حضرموت ساحلها وداخلها للمرة الألولى والأخيرة في عهد السلطان بدر بن عبد الله (بو طويرق )في سنة 926 هـ (1519 م) عندما استولى أخيراً على تريم وتقوضت بعد ذلك دعائم دولة آل يماني .
وأستعان السلطان بالجنود الأتراك ،وعناصر قبلية من رجال يافع لتوطيد دعائم حكمه الذي استمر خمسون عاماً، غير أن مشاكل كثيرة واجهت السلطان منها تمردات بعض قبائل حضرموت عليه ،وتفرد بعض أمراءه وخروجهم عن طاعته كالسلطان علي بن عمر حاكم شبام وتكالبت على السلطان أعداء كثيرون من داخل بيته ، فأراد أن ينصف الناس منهم ،فاوعزوا إلى أبنه السلطان عبد الله بن بدر الكثيري نجل"السلطان بدر بوطويرق " الذي أعتقل أباه واودعه سجن مريمة شرقي سيؤن سنة 976 ومكث في السجن سنة بعدها خرج ومات ودفن في مدينة سيئون .
لكن الوهن والضعف بدأ يدب في أركان السلطنة الكثيرية ، وتقلصت مساحتها حتى أستقرت على وضعها النهائي في مدينة سيئون والقرى الواقعة بينها وبين مدينة تريم شرقاً باستثناء المناطق التي التي تقع إلى الشرق منها مثل دمون وقسم وعينات وغيرها إلى مصب وادي حضرموت في البحر العربي يعد من السلطنة القعيطية ، وتتبع مدينة شبام .
وأما السلطان غالب بن محسن فقد خلفه بعد وفاته أبنه منصور بن غالب حتى توفى هو الاخر سنة 1928 م وفي هذه الفترة احكم البريطانيين سيطرتهم على كافة سلطنات الجنوب العربي وفي عهده وقعت اتفاقية الحماية مع بريطانيا ،وكان قد سبقها من قبل مع السلطنة القعيطية .
وتولى بعد منصور بن غالب الحكم ابنه علي بن منصور بن غالب الذي توفى عام 1938 م في العاصمة سيئون ثم خلفه أخيه جعفر بن منصور الذي توفي عام 1947 م وخلفه ابن أخيه حسين بن علي بن منصور الذي انتهت فترة حكمة عام 1967 م في الثاني من أكتوبر من العام الذي تأسست فيه جمهورية اليمن الجنوبية ،وأصبحت سيئون والمكلا جزء منها .

ثانياً :السلطنة القعيطية والإمارات اليافعية عبر تاريخ حضرموت

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لقد أدرك آل يافع الذين كانت لهم إمارات متعددة في مناطق مختلفة من الوادي والساحل مثل [إمارة آل بن بريك التي ترجع إلى أسرة الشيخ عمر بن عبد الرب بن بريك متمثلة في أبنائه السبعة وهم: ناجي، وسعيد، وعبود، ومرعي، وأحمد، وجابر، وشيخان. وكان أول حاكم بريكي على الشحر ونواحيها الأمير ناجي ابن عمر بن عبد الرب بن بريك وذلك سنة 1165هـ (1715م).
وإمارة آل كساد:
وفي قريتي الديس والحامي ،ومن الكساديين حلان الديس برز سالم بن صلاح كربّان سفينة شراعية، فقام أبنه احمد فأنشأ الإمارة الكسادية بالمكلا سنة 1115 هـ (1702 م) وهي أول إمارة يافعية تقام في حضرموت.
وأما في وادي حضرموت فقد توزع نفوذ يافع بعد انهيار الدولة الكثيرية ، وتفكك اوصالها ،فتقاسم مدينة تريم آل غرامة في الجزء الشرقي بما في ذلك السوق ،بقيادة الأمير عبد الله عوض غرامة الذي في عهده وصلت الدعوة النجدية إلى مدينة تريم سنة 1224 هجرية ،وبعده تولى أبنه عبد القوي، وأما آل عبد القادر البعسيين في الجزء الآخر من تريم ،وآل الضَّبي بسيؤن وآل الضريسي وآل النقيب في تريس وآل البكري في مريمة والموسطة في شبام وآل علي جابر في خشامر , والقطن مركز رئيسي لهم أمَّا الشحر فعليها آل بريك والمكلا للكساري كما تقدم ذكره .
وشعر آل يافع بخطورة تطور الأوضاع الداخلية في حضرموت وما قام به منصور بن عمر الكثيري" من آل عيسى بن بدر" من بطش وقتل في حق يافع في شبام وماحولها أمتد ت يده إلى القطن المكان الآمن لقبيلة يافع.
فهذه التطورات والمشاحنات القبلية هنا وهناك وغيرها بين يافع وآل كثير في وادي حضرموت ،دفعت ، آل يافع نحو الرجل الثري عمر بن عوض القعيطي في حيدر أباد بالهند من أجل الحصول على الدعم والمساندة.
فكان عمر بن عوض القعيطي المسمى "النقرة "هو المؤسس الأول للسلطنة القعيطية الحديثة ، وقد ولد في قرية" لحروم " وقيل في مدينة شبام في العقد الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة
وعاش فترة صباه في شبام قبل أن يغادرها إلى الهند باحثاً عن الثروة والجاه ،وقد سافر قبله إخوة له أيضا وأنخرطوا كلهم في سلك الجندية في إحدى ولايات الهند،وسرعان ما ترقى هناك،وأمتلك ثروة عظيمة بها أسس أول دولة قعيطية في تاريخ حضرموت .
وابتدأ من "بالقطن حين أشترى من آل العيدروس سنة 1275 هجرية 1839 م منطقة "الريضة " ويقال لها حوطة القعيطي كما عرفت فيما بعد .
وفي سنة 1275 هجرية 1858م اشترى أيضا نصف مدينة شبام من حاكمها منصور بن عمر الكثيري هجرية وفي نفس السنة أيضا قتل السلطان منصور بن عمر في مدينة شبام .
وأنفق القعيطي آلاف الدراهم لتجنيد أبناء يافع الذين قدموا لمؤازرة إخوانهم في حضرموت،وتوسيع رقعة السلطنة القعيطية في وادي حضرموت التي بدأت من القطن ثم العقاد فشبام التي سيطروا عليها في صفر سنة 1265 هجرية 1849 م واتجهوا بعد ذلك شرقاً إلى تريس و سيئون وتريم، وعاد آل كثير مرة أخرى واستردوا تريس وسيؤن،وفي سنة 1275 هجرية اشترى القعيطي حوره بحصونها ومراكزها وقلاعها من آل عمر بن جعفر بن عيسى الكثيري بخمسة ألف ريال،مما زاد من أملاكه وأصبح يفكر بتأسيس دولة كبيرة في حضرموت .
توفى السلطان عمر في سنة 1282 هجرية 1866م في حيدر أباد وخلفه على الحكم أبناؤه الخمسة محمد وصالح وعوض وعلي وعبد الله ،وكان السلطان عوض أبرزهم للحكم ودخل الشحر بعد وفاة أبيه بسنة واحدة ثم أستولي على المكلا ، وأصبحت عاصمة لدولته بعد ذلك. وكانت من قبل تحت حكم عمر بن صلاح بن محمد الكسادي حتى سنة 1299 هجرية 18810م وقد ساعد الإنجليز حلفاؤهم القعيطيين في صراعهم القبلي في حضرموت بموجب معاهدة صداقة معهم سنة 1300 هجرية 1883م ثم تحت الحماية البريطانية سنة 1306 هجرية 1888 م
وانتهت السلطنة القيعيطية في 17 سبتمبر 1967 م قبل إن تسحب بريطانيا قواتها الاستعمارية من عدن في 30 نوفمبر 1967 م ، وكان آخر سلاطينها السلطان غالب بن عوض بن صالح القعيطي ، ولحقتها السلطنة الكثيرية في 2 أكتوبر1967م ،وتوحدت حضرموت للمرة الأولى في العصر الحديث ،لكن بعد اقتطاع أجزاء منها ضمت إلى محافظة شبوة ، ودخلت ضمن جمهورية اليمن الجنوبية كمحافظة خامسة أداريا وعاد لها اسمها فيما بعد .
وكانت الدولة القعيطية بحق أكبر إمارة أو سلطنة بين سلطنات وإمارات ومشيخات المحميات الشرقية والغربية في الجنوب العربي كله ، وتمتلك من المقومات الجيوبولتكية والإستراتجية من جهة و من حيث المساحة والسكان والموارد ونظام الإدارة المدنية من جهة أخرى مقارنة بغيرها من السلطنات ،ساعدها على ذلك الموقع المتميز وانفتاحها على العالم بموانئ على البحر العربي والمحيط الهندي .
  رد مع اقتباس