[مسرور]

صدر مؤخرا كتيب لسالم عبد الله بن سلمان بعنوان دوعن الوادي الجميل ( الأيمن نموذجا ) تضمن تعريفا ببعض مناطق وادي دوعن وأعلامها ...

في تناوله للهجرين ذكر أنها من أقدم مدن حضرموت المشهورة وكان الحضارم قديما ينطقونها ( هجرن ) والنون هنا أداة لتعريف في لغة المسند والهجر القرية بلغة حمير والعرب العاربة .. وتعد الهجرين أيضا بلدة أثرية وكانت عامرة بالعلماء حتى قيل أنه اجتمع بها في عصر واحد ستون مفتيا ويقطن بها مشايخ آل عفيف المنتسبون إلى عفيف الكندي واسمه شرحبيل الملقب بعفيف الكندي الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ابن عم الأشعت الكندي ويسكنها ايضا قبائل آل محفوظ الكندية ومنها وائل بن حجر الصحابي الذي كتب له رسول الله كتابا وكان مسكنه بها في المكان المعروف الآن باسم باحجر غربي الهجرين في سفح الجبل الغربي وإلى وائل بن حجر انتسب العلامة المؤرخ ابن خلدون صاحب التاريخ المشهور والمقدمة العظيمة التي شهد بعظمتها وتفردها علماء الشرق والغرب وخلدون من الأسماء الحضرمية وهو اسم لملوك من حمير كانوا بحضرموت سميت البلاد والوديان بأسمائهم مثل ريبون ، قيدون ، دمون ، سيوون وسمعون وهي التي تسمى الآن مدينة الشحر ...

استند بن سلمان إلى مراجع عدة أوردها في حواشي كتيبه مما يميمزه ويعطيه طابع البحث العلمي المستند لمراجع يستطيع بها الدفاع عن المحتوى فيما إذا أخضعه للنقاش كأطروحة بسيطة وتلك الطريقة هي المتبعة عادة في أصول البحث والتوثيق ويلجأ إليها كل كتاب رسائل الماجستير والدكتوراة أو البحوث البسيطة التي يعدها طلبة الكليات الجامعية أثناء الدراسة وقد لا نختلف على التوثيق أبدا في ما سلف ولكنه أشار في ما أشار إليه لاحقا كمرجع عند تطرقه لما قاله مشاهير الهجرين من العلماء إلى كتاب بلاد الأحقاف رموز وكنوز لسالم علي عبد الله الجرو إصدار مكتبة التراث الإسلامي بالرياض وعرّف أولا بالفقيه والأديب الشاعر الشيخ علي بن عقبه بن أحمد بن محمد الخولاني (الزبادي ) الذي ولد بالهجرين عام 675 ونشأ في بيت علم وفضل ولكنه نزح عنها واستقر في الحزمة في وادي الجوف ثم ارتحل إلى مدينة عدن وكثر تردده على مدينة تعز حيث تقرّب من الملك المظفر يوسف بن عمر رسول الغساني ثاني ملوك الغساسنة باليمن ، ولكن هذا التدخل والتقرب أودى به سجينا وغادر دنيانا منكوبا مشرّدا بائسا ومن أمتع شعره وأجوده القصيدة التي قالها في مدح آل محفوظ الكنديين وهم ذرية آل جعفر في أثناء القرن السابع .

القصيدة وردت بكتاب سالم الجرو أعلاه تحت بند قصائد خالدة في آل أبي جعفر من الجعاسم الصدفيين ولم يوضح الجرو الذي اعتبر بن سلمان كتابه مرجعا شيئا عن أن آل محفوظ وفيما إذا كانوا إمتدادا لآل جعفر فعلا كملوك سابقين .... فهل آل بن محفوظ هم إمتداد لآل أبي جعفر الجعاسم الصدفيين الذين كانوا ملوكا وانطوت صفحتهم .. أم أن المؤلف ربط الملك بآل بن محفوظ لإشباغ غرور في نفوس أفراد تلك الأسرة الحضرمية ذات الثراء الفاحش في المهجر بقصد كسب ودهم فقط وتدوين تاريخ لهم بمقابل ؟

أرجو من الرواد الكرام الإفادة من مراجع موثقة إن وجدت لديهم ؟

تاليا أبيات من القصيدة ولمن رغب في الإطلاع عليها كاملة الرجوع لكتاب سالم الجرو الصفحة 116 .

أصبرت نفس السوء أم لم تصبري
بيني وبين من تهوين يوم المحشر
اني امرؤ عف الازار عن الخنا
لم أمش منذ نشأت بأب المنكر
والله ما صافحت كف بغية
كلا ولا نادمت شارب مسكر
لكن على كسب العلوم مخيّم
وبكاي في طلب العلا وتحسري
وقسمت حالاتي ثلاثا مثلما
قد كان قسمّمها أبي الهشم السري
كرم تدين له الأنام فحالة
ظهر الحصان وحالة للمنبر
واتخذت أصحابا إذا نادمتهم
لم أخش منهم من ينم ويفتري
علمي وحلمي والحصان وصارمي
وندا يميني والعنان ودفتري

تحياتـــــــــــــــــي