عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2012, 01:12 AM   #530
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


بن سعدون .. كيف هت مسمعك بقولك كلام

7/14/2012 المكلا اليوم / كتب: سالم عمر مسهور

المقدمة

يقول النبي صلى الله عليه وسلم { أحفظ الله يحفظك }

شيء يحملني الآن لأشعر بشيء من الاطمئنان على أن الجيل الحضرمي القادم سيحصل على قدر كبير من تلك الآمال والتطلعات التي مازالت تمتد إليها أنظارنا ، فإذا كان المثل المصري القائل ( العين بصيرة واليد قصيرة ) يعبر عنا خلال فترة ماضية ، فالعين الحضرمية البصيرة لها أيادي قوية ، ومعاصم شديدة ، ولها ـ وهذا مهم ـ ألسنة طويلة .. طويلة .. طويلة ... بن سعدون .. لماحاً

لطفي بن سعدون صاحب السلسلة الطيبة ( حضرموت أولاً ) ، كاتب من الصفوة في إطار هذه الـ حضرموت الأمّة ، أجزم قاطعاً بأن هذا هو التوصيف الصحيح والدقيق للمعنى والفحوى ، وعليه فأننا بحق في مرحلة نتجلى فيها بخصالنا الصحيحة ، نحن حاضرين لسنا على الهوامش أو خارج نطاقات الوقائع ، هذه هي الحقيقة الموسومة الأولى ، وهنا حالة يجب أن تسجل بكثير من الإعجاب والإبهار ، ما يشدني هنا تماماً أننا أحياء نمارس تفاصيل الحياة كما يجب أن تمارس ، هزمت إرادة اعدائنا تماماً ، هذه حقيقة أسجلها للتاريخ القادم ، نعم عندما جاءوا إلينا الأوباش في الستينيات من القرن العشرين المنصرم وأسكنوا في بلادنا الخوف والرعب كانوا يريدون بتر الأمّة الحضرمية ، كانت المؤامرة لن تكتمل بغير إلقاء الحضارمة إلى خارج الحياة ، واليوم في واقعنا نخالف مؤامرتهم ، ها نحن نفكر ونكتب ونقول ونفعل ونعمل ، لا نخاف مليشيات ، لا نخاف أمن الدولة ، لا نشعر بغير حقيقتنا الحضرمية وهي تتجلى عظمة وتسطع نوراً ...

الكاتب الأستاذ لطفي بن سعدون أخضعني تحت جملة من اسطر مقالته ـ الدسمة ـ لالتهمها دفعة واحدة ، حديث متداخل في مضمونه وسياقه عن الصقور والحمائم برغم أنه تجاهل الغربان بعدهما ، وأن كنت لست بمعني بهذه التصنيفات برغم الاقرار المطلق بوجودها وهذا هو الأهم ، غير أن الأستاذ بن سعدون وهو كادر بل هو المبشر لملتقى حضرموت للأمن والاستقرار الذي هو أحد افرازات المرحلة الحضرمية التاريخية وضعنا أمام أشبه ما يكون مرآة تعكس صورتنا الحقيقية بدون رتوش أو عمليات تجميل لترقيع مواقف ستحكيها أجيال عنا بعد عشر سنين ومئات آتيات ، فكما نسرد مخازي مليشيات الحزب في هذا الزمن هناك من سيسرد مخازينا أن نحن لم نكن بالمقدار الذي يوفي للوطن الحضرمي حقه الوافي ...

إذن نحن أمام واقعنا بتجرد لابد وان يستحضر وبدون قيود كتلك التي عصفت بجيلنا الحضرمي حتى وجدنا المخرج لنتعامل مع الوقائع ومدلولاتها ، ولأنها سياسة ، ولأن السياسة كما يقال هي فن الممكن ، فأي التوجهات هي الممكنة ، هل يمكننا أن نقبل عودة علي سالم البيض وأفكار الجبهة القومية ، وبذلك علينا أن نلتزم بالبيعة لكل من عمرو البيض وفادي باعوم ...؟؟ أم أن علينا ان نتقبل المناصفة والمحاصصة مع عدن وأخواتها وبذلك نسقط حقنا الأممي والتاريخي الحضاري في مقابل العدالة والمساواة مع الضالع وأبين ...؟؟ ، أم نقبل بمناصفة أخرى حضرموت واليمن دولة بإقليمين فيدرالية أو كونفدرالية ، المهم أن تكون حضارة مقابل حضارة ، أمة مقابل أمة ، في كيان واحد ...؟؟ أو نكون حضرموت دولة مستقلة بحدود سياسية كاملة ويذهب أهل عدن وما حولها إلى أصلهم اليمني ...

بن سعدون .. حاذقاً

عزيزي القارىء الكريم .... تأمل في الخيار الأخير ...!! ، أليس جدير بالطرح والأخذ والرد وإلقاء كل الأفكار الأخرى في صندوق حديدي ونغلق عليها بالمفاتيح ؟؟ ، حقيقة علينا أن نشعر بتلك الحالة الإنسانية بما تحمله من مشاعر صعبة وقاسية ، مشكلة كبيرة أن تشعر بأنك مخلوق بلا هوية ، من الصعوبة أن تستقرأ في هذه الحالة التي تعيشها عدن وما حولها من المناطق المتاخمة لبلاد اليمن ، هم يمنيين صحاح ، وجدوا من خلق لهم هوية من العدم ، هكذا جاءت فكرة الجنوب العربي فكرة تنسجم مع صراع النفس التي ترفض أن تذهب إلى حيث لا تريد ، هم يمنيين ولكنهم يدركون أنهم يمنيين من الطبقة الثانية أو حتى السابعة ، هذا الإدراك جعلهم يختلقون الجنوب العربي ، وجعلهم يقاتلون من أجله ، وجعلهم يكذبون من أجله ، شعور من الصعب أن نستشعره لكننا نتلمسه في تصرفاتهم وانفعالاتهم ...

أغلب الظن أن هذا الشعور هو الذي يدفعهم إلى الصوت العالي ، يدفعهم إلى ممارسة الإقصاء ، التهميش ، التضييق ، تبدو حالة إنسانية جداً بائسة ، ومع ذلك لابد لها أن تجد معالجة صحيحة فهنالك أجيال ستأتي ليس عليها أن تتحمل أوزار قوم مازالوا في غيهم القديم ، لذلك كانت رؤية عصبة القوى الحضرمية تحمل حلاً لمن يريد الحل ... ولا شيء غير الحل ، فحق تقرير المصير الذي تقدمه عصبة القوى الحضرمية والذي جاء في المذكرة المسلمة لوزارة الخارجية البريطانية في الحادي عشر من يونيو 2012م تعطي فرصة أخيرة لطرفي اليمن جنوباً وشمالاً أن يراجعوا في حساباتهم ثم يقرروا ، هنالك ثمة فرصة لمن يريد حلاً بدلاً من ممارسة الطيش والبطش ...

يقول بن سعدون نصاً (ويبشر بهذه الافكار مجموعة السلطان الكثيري وعصبة القوى الحضرمية ) ، هذه وقفة استدراكية مهمة فـ مجموعة السلطان الكثيري ليس لها وجود من قريب أو بعيد ، وإيضاحاً صحيحاً فما قام به الشيخ عبدالله بن محسن الكثيري في مؤتمر القاهرة هو تحت تصنيف فعل مواطن حضرمي حر لم يمنعه انتسابه إلى القبيلة أو السلطنة من التقدم ناحية بلاده حضرموت ، الفعل هو تقديم المذكرة السياسية لعصبة القوى الحضرمية ، وليس هنالك أي تداخل كان من أي انتساب لغير الأمّة الحضرمية ، هنا التباس روج له ـ المصفوعين ـ في القاهرة والذي سيأتي التوقيت الملائم لنشر مواقفهم بل ودوافعهم ...

بن سعدون .. خاطئاً

صنف الأخ لطفي بن سعدون مجموعة بامعلم والعطاس بأنها مجموعة الحمائم ، وهذه للأسف ليست بمجموعة الحمائم ولن تكون كذلك ، فمن يرفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هو في المربع الخاطىء ، وهذا المربع حتى وأن وضع معايير مختلفة ، وحتى أن هو تلقى الضربات من الجناح المتشدد في الحراك اليمني الجنوبي عليه أن يعي أنه خارج إطار ما يجب عليه أن يكون ، وحقيقة أن شخصيات لها احترامها في المجتمع الحضرمي عموماً عليها أن تراجع مواقفها وحساباتها وتصوب من مسار خطواتها لتذهب إلى ما يجب أن تذهب إليه بدلاً من حالة التيه في مسارات لن تؤدي لغير استعادة تواريخ مؤلمة بصراعاتها الدموية ، ولقد حان لـ بامعلم والعطاس تحديداً أن يتأملوا في الحال والمآل من بعد ...

كتب بن سعدون نصاً (وان تقدم القيادات البارزة للحراك المشاركة في قيادة السلطة خلال فترة ما قبل 90م اعتذارها الصريح والواضح لكل المظالم والانتهاكات لحقوق الانسان التي لحقت بابناء حضرموت خاصة والجنوب العربي بشكل عام واسقاط مفهوم الصراع الطبقي سيئ الصيط نهائيا من قاموس السياسة في حضرموت, الذي اوجد شرخا خطيرا في الوحدة الوطنيه لابناء حضرموت ,ولازال يقع تحت تاثيرة حتى الان وتعريض كل من يستمرفي هذا السلوك للمساءلة والمحاكمة .) ، اتساءل أن كان يكفي اعتذارهم عن جرائمهم في حق حضرموت وطناً وإنساناً ..!! ،

وأقطع حديثاً أن على هذا الجيل الحضرمي بأن يتحمل مسؤولياته التاريخية الكاملة تجاه أمته وأهله ، فلا يجب أن تسقط تلك الجرائم والانتهاكات ، فتلبية التاريخ القادم تبدأ بمحاكمة المجرمين هذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن نعمل عليها بغض النظر عن تسوية سياسية ستكون فيها حضرموت ، فما حدث في زمن المليشيات الشيوعية ليس بمسألة تطويها اعتذارات شفوية أو مكتوبة ، هنا وقفة مع كل أصحاب القلم والفكر في حضرموت لا تساوموا منّ كان على منّ أجرم بدمنا وتاريخنا الذي انتهك ، هنا أناشد هذه الأقلام الحضرمية الشريفة والتي وإن اختلفنا معها فنحن نلتقي معها في وطن أسمه حضرموت ، وهذا الوطن العزيز الكريم يطلب منكم قضية عادلة هي .. المحاكمة ...

أن المحاكمة لكل منّ أجرم هو العدالة الربانية التي يجب أن تكون ، بغير هذه المحاكمة والقصاص العادل ستبقى في حضرموت مشكلة لن تحلها عشرات السنوات القادمة ، ها هو باعوم يورث أولاده الأفكار والقيادة ، ها هم يعبثون في الشارع الحضرمي كما يشاءون ، يشهرون أسلحتهم ، ويستعرضون بالحمايات ، انهم يعسكرون المجتمع الحضرمي ، لسبب واحد أنهم يشعرون أن لا أحد فوقهم ، لا قانون ، ولا شرع ، هذه هي اجترار طبيعي لتاريخ دموي لم يتم محاسبة والدهم عليها ، هم يمارسون ما مارسه أولاد حسني مبارك حتى أوصلوه إلى الزنزانة مهاناً ذليلاً ، وكذلك يفعل فادي وفواز لأنهم فقدوا الشعور بأن هنالك قانون ونظام ، وهذا ما كان قبل خمسين عاماً مضت ...
بن سعدون .. نجيباً


يبدو بن سعدون كما عمر حمدون يمدون أيديهم إلى اليمنيين الجنوبيين متجاوزين محطات تاريخية لا يمكن أن يتم تجاوزها تحت تأثيرات النظرة المتغاضية عن حقبة الثلاثة عقود التي أمضتها حضرموت في زنزانة الشيوعيين الماركسيين ، الحالة المرتهنة ليست تحمل خطاباً حاداً أو استعلاءً على هذا الطرف أو ذاك ، بل هي تحمل توازناً طبيعياً أسقطناه في حضرموت فتحملنا من بعده حالة من الاستعلاء والإفراط من جانبهم ـ أي الجنوبيين اليمنيين ـ وهذا ما يجب أن يستدرك فنحن يجب أن نخاطبهم كما يخاطبونا ، ونعاملهم كما يعاملونا ...

أن التردي في قراءة الماضي بكل ما فيه من المرارة والاسقام وحتى سكب الملح على الجراح المفتوحة ليس مسألة مرفوضة ، فالماضي أن لم نتعلم منه فأننا سنعيد انتاجه من جديد ، هذه دعوة الحراك اليمني الجنوبي فهم يرفضون مراجعة الماضي لأنهم قد قرروا في ردفان 2007م استعادته ، لا نستطيع مواكبتهم في مساعيهم وعلى ذلك علينا أن نتصادم معهم ونواجه حالة العتو والجهل بما نمتلك من أدوات الفكر والقراءة والاستقراء ، نستطيع مواجهتهم وهزيمتهم فهو بنوا بيتهم من خيوط العنكبوت وكما سقطت دولتهم وانهزمت سيهزمون مرات أخرى متوالية ...

ما علينا غير أن نؤمن يقيناً بقدرة حضرموت على أن تشكل ذاتها وطناً ، مفهوم الدولة وابجدياتها متوافرة في كل شبر من حضرموت ، وما لم يكن موجوداً قبل خمسين سنة اليوم هو ما تمتلكه حضرموت ، تمتلك وفرة من العقول ، وهذه هي الثروة التي نراهن عليها بعد الله تعالى ، الثروة ليست نفطاً وذهباً وسمكاً في بحر العرب ، الثروة في الإنسان الحضرمي الذي يستطيع أن يضع نفسه بين الأمم والشعوب في الموقع الريادي الذي يجب أن يكون فيه ، حالة الإيمان بالوطن تتجلى في موروثاتنا وخصالنا ومذهبنا ورؤيتنا للمستقبل ، فلن نعبر إلا بالإيمان بالوطن الحضرمي ...
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح