عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2014, 12:52 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

عدن عاصمة الجنوب العربي " معركة عدن ((Battle of Aden 1839


معركة عدن ((Battle of Aden 1839

الثلاثاء 25 مارس 2014 10:50 صباحاً


عفيف السيد عبدالله




في القرن الثامن عشر كانت فرنسا لاعبا رئيسا أساسيا إلى جانب بريطانيا ومنافسا لها على مسرح التوسع الاستعماري خارج أوربا. واثأر غزو نابليون بونابرت لمصر عام 1789, حماس الإنجليز في إحتلال عدن, خاصة بعد تنامي نفوذهم في الهند, لموقعها العبقري علىهذاالطريقالبحري الحيوي بينأروياو جنوب آسيا, والذي صار يستهدفه الفرنسيون . حينها كان يحكم المدينة سلطان لحج محسن بن فضل, دفع ضعفه وتدهور وضعه المعيشي إلى أن يستجيب لعقد اتفاقية مع الإنجليز عام 1802, وافق بموجبها على بقاء حاميه لهم في عدن كانوا أنشاؤها قبل ذلك بعامين. ولأنه بدائي سياسيا وقع الاتفاقية وأنتظر لإحتلال المدينة ليس أكثر. وفي الأثناء بدأت الخطوة المتسلسلة الأولى للإحتلال بإدعاء بريطانيا أنه تم الاستيلاء على بضاعة من السفينة "داريا دولت" المملوكة لشركة الهند الشرقية البريطانية, الذراع الاستعماري والتجاري والسياسي للإمبراطورية البريطانية في الهند وجنوب آسيا. وسارع السلطان إثر الادعاء إلى تحديد مساحة 194 كم² ومن ضمنها مركز المدينة عدن, وعرضها كتعويض عن البضاعة المنهوبة.




رفض الإنجليز في البدء عرض السلطان. ثم تولت الشركة حشد القوات المطلوبة للحملة العسكرية والتي قادها القبطان ستانفورد هينس. بدأ الإحتلال في 19 يناير 1839 بتكليف القائد في البحرية هنري سميثHenry Smith , بالاستيلاء على قلعة صيرة. وهو قائد متمرس شارك لاحقا في حرب الأفيون ضد الصين (1839-1842), وفي حرب القرم عام 1853 ضد روسيا, ومات وهو برتبة أدميرال وهي أعلى رتبة عسكرية في القوات البحرية في الدول الأوربية. ووضعت تحت إمرته قوة عسكرية متطورة وأكثر فتكا, ضمت ثلاثة سفن حربية, مكونة من طراد, وبارجة حربية (22 مدفع), وسفينة شراعية حربية ثلاثية السواري, وعربة مدفع و 700 جندي. وشمل دفاع أهل عدن عدد مماثل من الجنود, و33 قطعة سلاح في الأرض وفي القلعة. وقد أسفرت المعركة عن الآتي: في الجانب الإنجليزي عن 17 قتيل وجريح وإغراق الطراد. وفي جانب أهالي عدن سقوط 150 شهيد وجريح, وأسر139 مقاتل.. (رحمة الله عليهم جميعا), وخسارة 33 قطعة سلاح, ومن ضمنها مدفع تركي صنع في عام 1583, وسقوط القلعة. ومَن لم تَهزمه بريطانيا العظمى آنذاك !!.. لكن صرنا نعرف الآن أن أهالي عدن دافعوا عن مدينتهم كالأبطال. وكانت شدة وضراوة المعركة وأهمية الانتصار سببا للانجليز للاحتفاء به, فقد وضع المدفع التركي للعرض في إحدى أشهر قلاع قصر ملكة بريطانيا, والمعروف باسم برج لندن, ومُنح الضابط البريطاني هنري سميث لقب فارس, وهو أمر يصدره الملك أو الملكة فقط, ومُنحت الوحدة القتالية التي شاركت في القتال شرف حمل أسم (معركة عدن 1839), ونَقش الاسم على رايات الوحدة وملابسها وكل أدواتها التي تسمح به. وهو تقليد عسكري بريطاني بمنح الوحدات القتالية التي تشارك في معارك قتالية هامة وتنتصر فيها جائزة شرف حمل أسم المعركة وتاريخها, كمعركة واترلو (Battle of Waterloo 1815), ومعركة القرم .(Battle of Crimea 1853 )


شعر بعد ذلك الإنجليز بقدر كبير من البهجة, وصارت عدن مستوطنة يحكمها المندوب السامي في نيودلهي إلى جانب المستوطنات الهندية الأخرى, وضُم إليها في عام 1857 جزيرة ميون Perim (13كم²), ثم جزر كوريا موريا 73) Korea Muria كم²) في عام 1868. وفي عام 1915 أضُيفت إليها أيضاً جزيرة كمران (108 كم²). وأستمر وضعها كمستوطنة حتى صارت مستعمرة عدن Ade Colony عام 1937, كما تشكلت في ذات العام محميات عدن من سلطنة حضرموت بالإضافة إلى المناطق والمشيخات التي تقطنها القبائل المجاورة وهي .. العوذلي, العلوي, الفضلي, المفلحي, العوالق العليا, العوالق السفلى, شعيب, الواحدي بلحاف, يافع, العقربي, والعبادل بموجب اتفاقية معهم, يمارس الإنجليز الثأتير عليها الذي لا يتجاوز ألإشراف, مع منح السلاطين والمشائخ بعض العطايا المالية لكي لا يقيموا علاقة مع الإمام في الشمال.



وتستمر مسيرة عدن السياسية حتى عام 1964 وفيه أعلنت بريطانيا نيتها منحها الاستقلال. وكعادة بريطانيا عند خروجها الطوعي من مستعمراتها في إخفاء نقاط خلاف أساسية بين المشاركين في محيطهم الجغرافي والذي من شأنه أن يقوض التعاون بينهم, وقد يصبح أكثر تعقيداً بما يكفي ليتحول إلى نزاع وصراع دائم وكوارث إنسانية, أعطت أوامرها في يناير 1967 لقوات "الليوي" المحلية التابعة لها لمساندة الجبهة القومية (الحزب الاشتراكي لاحقا) في ضرب وطرد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي, وملاحقتهم في فيافي "خبت" الرجاع حتى حدود الصبيحة مع الشمال, وكانت هذه توجهات واضحة لتسليم الجبهة القومية السلطة, مع أنه في أصل الأشياء أن تعود الأرض إلى أصحابها. وفي اليومين الأخيرين من شهر نوفمبر عام 1967 أنسلت بريطانيا من عدن بهدوء. وكانت بريطانيا قد كلفت بالتوازي مع موعد خروجها أحد موظفيها المحلين الصغار بمساعدة قادة الجبهة القومية في رفع علم الجبهة فوق مبنى المندوب البريطاني السامي برأس مربط في التواهي, للتموضع حكاما هناك, بموجب اتفاقية وقعتها الجبهة القومية (الحزب الاشتراكي ) مع الإنجليز في جنيف - سويسرا, وهي الاتفاقية التي يرفض الطرفان بعد مرور عشرات السنين نشرها, وهناك اعتقاد أنه لعوار قانوني ولتعارضها مع القيم الإنسانية. وكما كانت البحرية أول القوات البريطانية التي دخلت عدن عام 1839, حرص الإنجليز أن تكون آخر القوات التي تنسحبت منها.

References(المراجع)

Clowes, William (1901). The Royal Navy, A history from the earliest times to the present. Robert L. (1859). Playfair, a history of Arabia Felix or Yemen. Encyclopedia Britannica.

Encyclopedia Wikipedia.

T.F. Mill. South Arabia.

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس